أخبرنا أبو أحمد بن علي بإسناده عن أبي داود السجستاني: “حدثنا أيوب بن محمد الرقي، حدثنا عمر بن أيوب عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن عبد الله الهمداني عن الوليد قال: لما افتتح رسول الله مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم، فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة، فأتي بي إليه وأنا مخلق فلم يمسني من أجل الخلوق”.
ولاية الوليد بن عقبة:
الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي ويكنّى بأبي وهب، والدته أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس أم عثمان بن عفان، يعتبر الوليد أخ عثمان بن عفان لوالدته، دخل إلى الإسلام يوم فتح مكة مع خالد بن عقبة، قال أبو عمر: “أظنه لما أسلم كان قد ناهز الاحتلام”.
إنّ قول الله تعالى: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبإِ فَتَبَيَّنُوا} تمّ إنزالها للوليد بن عقبة، ذلك أنّ النبي محمد أرسلهُ مصدقاً لبني المصطلق، فرجع وقال أنّهم ارتدوا وقاموا بمنع الصدقة، ذلك أنّهم خرجوا إليه يتلقونه فهابهم فانصرف عنهم، فقام رسول الله بإرسال خالد بن الوليد إليهم، فأخبروه أنّهم متمسكون بالإسلام، فنزلت هذه الآية.
ذكر الزبير أنّ الوليد بن عقبة وأخوه عمارة ذهبا ليمنعا أختهما أمّ كلثوم من الهجرة يوم الحديبية، فمن يكون غلام لا يستطيع أن يمنع أخته قبل الفتح، بعد ذلك استعمله عثمان بن عفان والياً على الكوفة التي عزل عنها سعد بن أبي وقاص، امتاز الوليد بن عقبة بشجاعته وأدَّبه، فقد كان شاعر من الشعراء المطبوعين.
روى عمر بن شبة عن هارون بن معروف عن ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال: “صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم، فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في زيادة منذ اليوم.
جاء شخصان لعثمان بن عفان فشهدا على الوليد بن عقبة، قال الأول أنّه كان يشرب الخمر، أمّا الآخر فقال أنّه كان يتقيَّؤها، فقال عثمان: “لم يتقيأها حتى شربها” فأمر عثمان بإقامة الحد عليه، فقال علي للحسن: “أقم عليه الحد”، فقال: “وَلِّ حارَها من تولّى قارها، فأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين”، كما أمر عثمان بعزله عن الكوفة واستعمل سعيد بن العاص بدلاً منه.