اقرأ في هذا المقال
- التعريف بيزيد بن الوليد بن عبد الملك
- الأوضاع العامة في عهد يزيد بن الوليد بن عبد الملك
- وفاة يزيد بن الوليد بن عبد الملك
التعريف بيزيد بن الوليد بن عبد الملك:
هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، المُلقَّب بيزيد الثالث، أمه شاهقريد بنت فيروز بن يزدجرد بن الكسرى، توفّي بعد خلافته بستة أشهر، وسُمِّي بيزيد الناقص؛ لأنه أراد الاقتداء بعمر بن عبد العزيز، فقام بإنقاص الرواتب بعد أن كان يزيد الثاني زادها بفترة خلافته. وكان يزيد الثالث رجلاً صالحاً، حيث تولَّى الخلافة بعد أن قام بالانقلاب على ابن عمه الوليد بن يزيد، فقام بقتله بعد أن قبض عليه في قصره، وولي عهده كان أخوه إبراهيم بن الوليد، وكان إبراهيم أول من خرج بالسلاح في العيدين.
الأوضاع العامة في عهد يزيد بن الوليد بن عبد الملك:
كانت الأوضاع العامة في عهد يزيد الثالث عبارة عن استمرارية للاضطرابات التي بدأت عند مقتل الوليد بن يزيد، وكانت أيضاً بدايةً لتصدع الدولة الأموية ونهايتها، وقد مرَّت خلافته بمرحلتين متميزتين: المرحلة الأولى كانت أحداث ذيول مقتل الوليد وردود الفعل التي ثارت بسبب مقتله، أما المرحلة الثانية تضمَّنت صدى لأحداث في التغييرات الإدارية والآثار السلبية لها على سير الحكم، وانعكاسات سلبية على أوضاع الدولة الداخلية.
وكان الواقع أن شخصية يزيد الثالث لم يكن عليها إجماع كبير من أفراد الأسرة الأموية، وإن عدم وجود الشخصية المحبوبة المُجتمع عليها، واستمرار الفردية كانا من الأسباب المهمة التي زادت من الصراعات في هذه المرحلة، ومنذ جلوس يزيد الثالث على عرش الخلافة انطلقت الحملات المعارضة، بزعامة أبناء أعمامه.
وعند فرار سليمان بن هشام من السجن، انطلق إلى دمشق ليهاجم يزيد الثالث، وبدأ يلعنه وينعته بصفة الكافر، وثارت الأقاليم عليه، وخرج أهل الشام ليأخذوا بثأر الوليد بن يزيد ورفضوا بيعته، وشاركهم أيضاً يزيد بن خالد بن يزيد بن معاوية، وأبو محمد السفياني الذي قاموا بمبايعته على الخلافة، وانطلقوا لدمشق ليهاجموه، لكن يزيد الثالث كان الأسرع، فقام بالقبض على أهل حمص وأجبرهم على مبايعته، وقبض على الأميرين وسجنهم.
وخرج أهل فلسطين في حملة أخرى ضده، حيث قاموا على مبايعة يزيد بن سليمان بن عبد الملك، وخرج أيضاً أهل الأردن بعد أن بايعوا محمد بن عبد الملك، لكن يزيد الثالث استطاع التصدي لهم وأجبرهم على الخضوع له، وهكذا بدأت الصراعات تزيد في البيت الأموي ولم يعد بمقدور أي أحد سد الفجوة التي حصلت.
وتعمَّد يزيد الثالث أيضاً بعد استلامه للخلافة أن يقوم بعزل الولاة الذين قام بتعيينهم عمَّه هشام بن عبد الملك، وقام بوضع ولاة يثق بهم، فقد عزل يوسف بن عمر عن العراق، وولَّى بدلاً منه منصور بن جمهور، وكان تبريره لذلك أنه يريد للعراق أميراً ذو أخلاق ودين ليعدل بين الناس، فهذه الحركات لم تنال إعجاب الكثير فقاموا بأكثر من حركة وكلها فشلت.
وأراد يزيد الثالث أن يبسط سلطانه على الأقاليم البعيدة في المشرق، خصوصاً السند وخراسان وسجستان، فقام بمنعه حاكم خراسان نصر بن سيار، الذي كان يفكر في الاستقلال بالحكم، ولم ينجح منصور بن جمهور بإقناعه، وفي الوقت نفسه اشتدَّ أمر مروان بن محمد حاكم الجزيرة وأذربيجان وأمرينيا الذي كان يرفض في البداية البيعة للخليفة، وتناقش الطرفان ودخلوا في مفاوضات على الخلافة وولاية العهد.
وعندما اقترب يزيد الثالث ومروان بن محمد على الاتفاق توفي يزيد فجأة في عام 126هـ، وقام بالخلافة بعده أخوه إبراهيم بن الوليد، لكن لم تدم الخلافة له، وكان طبيعياً أن يرفض مروان بن محمد خلافة إبراهيم فقد كان متطلِّعاً للخلافة بشدَّه، فقد قام بإعلان تأييده للحكم وعثمان أبناء الوليد الثاني، وعند الخلاف الذي حصل بين إبراهيم ومروان، قام إبراهيم بالاستناد باليمنية، وبعدها تلَّقى مروان مساعدة القيسية، وهذا سبب كافٍ لاشتداد العداوة.
وبما عُرف عن مروان بسرعته وحزمه في الأمور، بدأ بالزحف إلى دمشق، واستولى على حمص وقنسرين، واصطدم بجيش أرسله الخليفة إبراهيم للتصدي له في منطقة عنجر التي تقع بين بعلبك ودمشق، وانتصر عليه، وعندما علم إبراهيم بنتيجة المعركة فرَّ من دمشق، وقام بقتل الحكم وعثمان ولديّ الوليد الثاني؛ حتى لا يتخذهما مروان حُجّةً للاستيلاء على العرش، وبعدها قام بدخول دمشق وأخذ بيعة الناس بالحكم فيها في عام 127هـ.
وفاة يزيد بن الوليد بن عبد الملك:
توفي يزيد الثالث في سنة 126هـ، فكانت خلافته لستة أشهر فقط، وكان الطاعون سبباً لوفاته، وقد بايع أخوه إبراهيم بن الوليد خليفةً من بعده، ودفن في باب الصغير، وكان آخر كلامه: وآحسرتاه وآسفاه، وكان نقش خاتمه يا يزيد قم بالحق.