اقرأ في هذا المقال
هناك عناصر وأبعاد للممارسة العامة للخدمة الاجتماعية، وهذه العناصر متكاملة ومتداخلة في الممارسة العامة عندما يقوم الممارس العام بتقديم الخدمات إلى الأفراد والأسر والجماعات والمنظمات والمجتمعات.
ويشكل كل من أسس الخدمة الاجتماعية وعناصر الممارسة العامة ما يُقصد بمفهوم الممارسة العامة ويساهم في تنمية وتطوير ما نسميه بمنظور الممارسة العامة، والممارسة العامة للخدمة الاجتماعية تمثل الإطار النظري وبؤرة الاهتمام ومنهجية الدراسة التي تتشكل من ستة عناصر ضرورية لاستخراج المعارف والقيم والمهارات أثناء ممارسة الخدمة الاجتماعية مع المشكلات والأشخاص في موقف ما على مختلف المستويات: المستوى الأصغر والمستوى المتوسط والمستوى الأكبر.
عناصر الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية
ترى إليزابيث مارش وزملاؤها أنَّ الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية تتكوّن من أسس الخدمة الاجتماعية وهي الاعتراف المجتمعي والقيم والمعارف والمهارات، كما أن منظور شخص في بيئة ثم تطويره وتوسيعه من خلال ستة عناصر متكاملة للممارسة هي:
1- الاعتماد على منظور النسق الإيكولوجي.
2- التركيز على المشكلة.
3- التركيز على مدخل الحاجات أو القوة.
4- الاعتماد على مداخل متعدّدة.
5- الاختيار الحر لنظريات ونماذج التدخل المهني.
6- عملية حل المشكلة.
دور الممارسة العامة في تعزيز العدالة الاجتماعية
تعتبر الممارسة العامة في مجال الخدمة الاجتماعية من الركائز الأساسية لبناء مجتمعات صحية ومستدامة. إنها ميدان شامل يجمع بين المعرفة الاجتماعية والمهارات العملية لمساعدة الأفراد والجماعات في التغلب على التحديات وتحسين جودة حياتهم. في هذا السياق، يبرز دور الممارسة العامة في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التغيير الإيجابي.
1. الفهم الشامل للاحتياجات الاجتماعية: تبدأ الممارسة العامة بفهم شامل للاحتياجات الاجتماعية في المجتمع. يقوم الممارسون بالتحليل العميق للمشاكل والتحديات التي يواجهها الأفراد والجماعات، ويسعون إلى تحديد الحلول الفعّالة التي تعزز الرفاه وتحقق التنمية.
2. توفير الدعم الشخصي والاجتماعي: يشمل دور الممارسة العامة تقديم الدعم الشخصي والاجتماعي للأفراد الذين يواجهون تحديات متنوعة، يساعدون في تعزيز القدرات الشخصية وتقديم الدعم النفسي للتغلب على الصعوبات الحياتية.
3. تشجيع على المشاركة المجتمعية: تعزز الممارسة العامة المشاركة المجتمعية وتشجع على العمل التطوعي. يعمل الممارسون على تحفيز الأفراد للمشاركة في الأنشطة المجتمعية وتعزيز روح الانتماء والمسؤولية الاجتماعية.
4. تعزيز الوعي بالحقوق والعدالة: يلتزم الممارسون بتعزيز الوعي بالحقوق والعدالة الاجتماعية. يعملون على توجيه الأفراد حول حقوقهم ومسؤولياتهم، ويسعون إلى تصحيح التمييز والظلم في المجتمع.
5. التحفيز للتغيير الاجتماعي: يعد التحفيز لتغيير إيجابي في المجتمع هدفًا رئيسيًا للممارسة العامة. يتعامل الممارسون مع قضايا هيكلية ويسعون لتحسين السياسات والأنظمة التي تؤثر على الحياة اليومية للأفراد.
6. التعاون مع الجهات الفاعلة: يتطلب النجاح في الممارسة العامة التعاون مع الجهات الفاعلة المختلفة، بدءًا من الحكومة والمؤسسات الخيرية إلى المجتمع المحلي. يعزز هذا التعاون الفعّالية ويساهم في تحقيق نتائج أفضل.
7. الاستماع والتواصل الفعّال: يجسد الممارسون في مجال الخدمة الاجتماعية فن الاستماع والتواصل الفعّال. يسعون إلى فهم الآراء والاحتياجات الفردية، ويعملون على توجيه الحوار للوصول إلى حلول مستدامة.
إن الممارسة العامة في مجال الخدمة الاجتماعية تمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات صحية ومتوازنة. من خلال دورهم الشامل والشجاع، يساهم الممارسون في بناء جسور من الرعاية والتأثير الاجتماعي، مما يعزز التضامن والعدالة في محيطنا الاجتماعي.
الممارسة العامة في مجال الخدمة الاجتماعية ليست مجرد وظيفة، بل هي رسالة إنسانية تهدف إلى تقديم الرعاية والدعم للأفراد والمجتمعات المحتاجة. إن تأثير الممارسة العامة يتجاوز حدود الفرد، حيث يلمس جوانب مختلفة من حياة الناس ويسهم في بناء مجتمع يعتمد على التفاعل والرعاية.