يمكننا أن نعرف مشكلات كبار السن بأنها: مواقف لا توافقية فردية أو جماعية تعوق تكيفهم الاجتماعي مع بيئاتهم الاجتماعية كما تعوق استثمارهم للموارد المتاحة، وتوجد العديد من المعوقات والمشكلات التي تقف حجر عثرة أمام تقديم الرعاية المطلوبة لكبار السن قد تكون لأسباب تعود من كبير السن نفسه أو من المجتمع الذي يعيش فيه.
أهم المعوقات التي تقابل مجال رعاية كبار السن
لا شك أن كبار السن من أكثر الفئات العمرية عرضة لبعض المشكلات المتعلقة بالسن، ولذلك تم ايجاد دور الرعاية لكبار السن ولكن هناك بعض المعوقات التي تقف أمام تقديم الرعاية المناسبه لهم ومن هذه المعوقات ما يلي:
1- عدم وضوح الرؤية أوعدم توفر الإحصاءات التي تؤكد أو تبين حجم أو تعداد كبار السن في المجتمع أو تصنيفهم حسب القدرات والتخصصات المختلفة أو احتياجاتهم من الرعاية سواء الصحية أو العملية أو الإيوائية أو الإعاشة.
2- العجز في الاعداد العلمي للعاملين في هذا المجال بما يتناسب والعمل مع كبار السن، وعدم توفر الرؤية لديهم عن كيفية اشباع الاحتياجات الخاصة بهذه المرحلة من العمر.
3- أمراض الشيخوخة متعددة ونتيجة طبيعية ومصاحبة للبلوغ إلى هذا السن المتقدم، ولذلك يجب الاهتمام بتوفير كادر من الاطباء المتخصصون في علاج أمراض الشيخوخة، خاصة وأن كثير من المجتمعات تزداد الحاجة فيها إلى الاستعانة بكبار السن ممن بلغوا سن المعاش.
4- عدم الاهتمام بتنظيم العمل بين كبار السن وربما تكون ظاهرة البطالة لبعض شباب المجتمع سبباً في إحجام بعض المجتمعات عن تنظيم ذلك، ولكن هذا لا يعفي الدولة من مسؤوليتها تِجاه هذا الموضوع؛ لأن العِبرة في سوق العمالة بالكفاءة ومدى الاستفادة التي سوف تعود على المؤسسات من توظيف العنصر المناسب.
5- عدم توفر الاساليب المناسبة لممارسة الترويح أو أنواع الرياضة الخاصة بمن بلغوا من السن تقدماً، وهذا الامر يحتاج إلى تدخل أجهزة المحليات للإشراف على توفر مثل هذه الوسائل.
6- عدم وضع رعاية المسنين في مكانه المناسب من حيث أولويات الرعاية التي توليها الدولة أهمية، ويجب أن توفر الدولة الاعتمادات المالية في ميزانيتها لتوفير برامج الرعاية المناسبة لكبار السن.
7- قلة عدد المؤسسات الإيوائية أو المتخصصة في رعاية كبار السن.
تحديات مجال رعاية كبار السن
يعيش العالم تحولات هائلة في هيكله السكاني، حيث يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة السكان الذين تجاوزوا سن الستين. تزداد طبقة كبار السن بسرعة، وهذا يفتح بابًا أمام تحديات جديدة في مجال رعايتهم. يتطلب هذا التحول التفكير الجاد والابتكار في مواجهة تلك التحديات التي تعترض سبيل تقديم رعاية جيدة ومستدامة لهذه الفئة الهامة من المجتمع.
1. زيادة الاحتياجات الصحية
مع تقدم العمر، يتزايد احتمال تعرض كبار السن للأمراض المزمنة والمشكلات الصحية. يتطلب الوضع الصحي المعقد لهؤلاء الأفراد نهجًا متخصصًا في الرعاية الصحية، مما يضع ضغوطًا كبيرة على الأنظمة الصحية ومقدمي الخدمات.
2. نقص التمويل والموارد
تواجه مؤسسات رعاية كبار السن تحديات كبيرة في تأمين التمويل والموارد اللازمة لتلبية احتياجات هذه الفئة. يتطلب توفير بيئات آمنة ومؤهلة للرعاية استثمارات كبيرة في البنية التحتية والتدريب المتخصص للعاملين في هذا المجال.
3. الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية
تتسارع وتيرة الزيادة في عدد كبار السن، ولكن يواجه مجال رعايتهم تحديات في التعامل مع الاكتظاظ ونقص العناصر البشرية المدربة. هذا يمكن أن يؤدي إلى جودة رعاية منخفضة وتأثير سلبي على تجربة كبار السن.
4. العزلة الاجتماعية والنفسية
تواجه كبار السن خطر العزلة الاجتماعية والنفسية، خاصةً في حالات عدم توفر الدعم الاجتماعي والفرص الاجتماعية. يتطلب التصدي لهذا التحدي تفعيل برامج تفاعلية وتشجيع الاندماج الاجتماعي.
5. التحولات الثقافية والتكنولوجية
مع تقدم التكنولوجيا، يمكن أن تكون هناك فجوة بين احتياجات كبار السن وتوفر التكنولوجيا. يجب توجيه الجهود نحو تسهيل استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة حياتهم وتيسير وصولهم إلى الخدمات.
تحتاج رعاية كبار السن إلى نهج متكامل يجمع بين السياسات الحكومية والابتكار في تقديم الخدمات الصحية والاجتماعية. يتطلب التحدي الحالي تعاوناً دولياً وتفاعلًا مستمرًا لضمان تلبية احتياجات هذه الفئة المهمة وضمان حياة كريمة وصحية لهم في مرحلة الشيخوخة.