أدوات الخط العربي للإسلاميين في العصر الوسيط

اقرأ في هذا المقال


في عصر الازدهار العظيم لإنتاج الكتاب في العالم الإسلامي، أي في الوقت الذي بدأت فيه تعددية المراكز الثقافية الإسلامية تطرح مشكلات جديدة حول نشر المعلومات المتعلقة بالإنجازات العلمية والمؤلفات الأدبية بعد أن أصبحت المعلومات التي تسمع في بلاط الخليفة أو في المدارس غير كافية.

ولدت الحاجة لإنجاز مؤلفات مرجعية وهكذا كان لا بد من تسجيل وترتيب عناوين عدد كبير من الكتب سواء تلك التي ألفها العرب أو التي ترجمها العرب عن اللغات الأخرى كاليونانية، والسريانية، وكذلك الهندية وكان لا بد أيضاً من توفير المعطيات حول مؤلفي الكتب ومحتوياتها. وقد كان فضل الريادة في هذا العمل العظيم لابن النديم والذي ولد في بغداد وعاش في القسطنطينية.

ففي سنة 987 ميلادي ألف كتابه المعروف (الفهرست) والذي سجل فيه كل من المؤلفات العربية، بالإضافة إلى مؤلفات الأمم الأخرى والتي ترجمت إلى العربية، وفي مقدمة كتابه يطرح ابن النديم بوضوح كبير الهدف من عمله.

ما هي الأدوات التي استخدمت بالخط العربي في بداية العصر الإسلامي؟

  • القوالب الخشبية: لقد كان في الماضي من الأدوات التي استخدمها الخطاط في الكتابة هي القوالب الخشبية، وقد تم ذلك بواسطة الحروف المتحركة. هذا ونجد أن إنتاج الكتاب بقي يعتمد في بقية آسيا، وأوروبا على النسخ بخط اليد.
  • وكما هو معروف فإن الاكتشافات الكبيرة في حقل الطباعة سواء بواسطة القوالب الخشبية، ثم بواسطة الحروف المتحركة، لم تصل إلى أوروبا مع أن هذه الإمكانية لا يمكن استبعادها تماماً لأن التأثيرات الثقافية والسلع التجارية كانت تسير باتجاهين عبر (طريق الحرير) المعروف بحركته الدائمة.

وقد كان السبب في عدم وصول هذه الاكتشافات إلى أوروبا في العصر الوسيط يكمن في عدم اهتمام العرب في هذه الاكتشافات، ممّا أدى الأمر إلى تأخر انتقال هذه الاكتشافات للغرب. وقد حاول الباحث الاختصاصي بشؤون الطباعة في الشرق الأقصى كارتر في كتابه (اختراع الطباعة في الصين وانتشارها باتجاه الغرب) بأن يبرر هذا الموقف للعرب بقوله إنهم قد رفضوا لأسباب دينية أن يطيعوا كتبهم المقدسة بوسائل ميكانيكية ممّا أخر انتشار الطباعة في الشرق الأقصى إلى أوروبا.

وفي حقيقة الأمر أن العرب المسلمين قد رفضوا طباعة القرآن حتى في العصور المتأخرة ويبدو من المثير هو ما حصل في إستانبول للمدعو إبراهيم الهنغاري، والذي طلب في سنة 1727 أذنا لتأسيس مطبعة في المدينة، وقد حصل أولاً على فتوى صريحة من العلماء ترفض بشدة طباعة القرآن على أساس أن هذا يتعارض مع الإسلام، ثم حصل أخيراً على موافقة بتأسيس مطبعة بشرط ألا يطبع فيها القرآن. وقد كان العرب في تلك العصور لا يسمحون بتأسيس المطابع في بلادهم.

لقد عمل العرب لإنشاء أول مطبعة في مصر إلى سنة 1825 ، وعلى كل حال فإن القرآن قد بدأت طباعته في القرن الخامس عشر الميلادي ولكن خارج المنطقة العربية وقد طبع أول كتاب في فيينا، بينما طبعت عدة كتب في مدينة فانون بإيطاليا الوسطى.

مع انتشار الطباعة في الشرق والغرب إلا أن الكتب المطبوعة به كانت قليلة جداً. أما في مصر فقد اشتهر نسخ الكتب بالقوالب الخشبية وذلك خلال العصر الوسيط وكان يستحق اهتماماً خاصة؛ لأنه يعبر عن حالة غير مألوفة في العالم الإسلامي.


شارك المقالة: