أساليب الخط العربي في بلاد الشام وأهميتها

اقرأ في هذا المقال


لقد شهدت بلاد الشام أسلوباً مماثلاً في الكتابات والحروف ذات الطبيعة الجافة واليابسة. وهذا يتمثل في النقوش الآرامية، العبرية، التدمرية بالإضافة إلى النبطية.

كما أن مصر قد تعايشت مع الخطوط والكتابات القبطية ذات الطبيعة اليابسة. وكذلك فإنه في الشرق الإسلامي مثل الصين قد استخدموا الخطوط القبطية اليابسة أيضاً. وكذلك الهند، والأغورية التركية. وإن دلّ هذا على شيء فإنه يدل على مدى الانسجام في العالم الإسلامي مع النمط الكوفي الجاف واليابس في الكتابات العربية الإسلامية في العصور المتتابعة.

ما هي مميزات الخط العربي في بلاد الشام؟

  • شهدت بلاد الشام نماذج متنوعة من الخطوط.
  • تبدوا فيها الخطوط العربية كأنما هي حقل للتجارب الإسلامية الأولى لوضع الأسس الصحيحة لأسلوب الكتابة بالخطوط العربية.
  • إن طبيعة بلاد الشام الجغرافية والتاريخية هي السبب المباشر الإمكانات الحضارية لاستعراض نماذج الخطوط التي نشأت عليها، والتي تطورت بالتدريج بفعل الخبرات والمهارات، والتي وصلت ذروتها خاصة في بلاد الشام والعراق وكان ذلك خلال القرن الهجري الأول .
  • كما أن طبيعة بلاد الشام كمحور عربي نشيط ومن خلال الأثر السياسي والذي أثر في التيارات السياسية التي أدت لاتخاذ المحور المهم كقاعدة سياسية للدولة الإسلامية.
  • كما أن دمشق قد حظيت بالرعاية الأدبية والحماية السياسية والازدهار العمراني بعد اتخاذها عاصمة للدولة الأموية لحوالي قرن من الزمن.

ما هي أهم الأماكن التي وجدت فيها آثاراً للخطوط العربية في بلاد الشام؟

1- قصر البرقع: وهذا يمثل كتابة غير منسجمة ولا متجانسة في أسلوبها.

2- قصر هشام: ويقع هذا القصر بأريحا.

3- قصر الحران: وهنا اشتهر الخط بالكتابة بالخط الجرافيت، وتمتاز هذه الخطوط بالصلابة والليونة في آن واحد. وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على عدم التجانس وعدم استخدام الخطاطون نفس الأسلوب في الكتابة في الخطوط العربية.

وإذا دل شيء على هذا فإنه يدل على أن الخطاطين كانوا يستخدمون أسلوب المهارة والبحث في الخطوط العربية وأصولها وأساليبها. ويقال أنه قد أنفق من خزينة الدولة وكانت جميعها تمثل الطابع الرسمي المسؤول لطبيعة الكتابات وأسلوبها.

لهذا كان ما يميز الخطوط في تلك الفترة هو الرصانة والاتزان بالإضافة إلى الأناقة مثل البنايات في قبة الصخرة في القدس. أو الخطوط المضروبة على المسكوكات النقدية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، والذي كان يتميز بالخط الكوفي البسيط.

ما هي الأدوات التي اعتمد عليها أهل بلاد الشام في الخط؟

  • أوراق الردي.
  • النقوش الجدارية.
  • الجرافيت: وقد كتبوا بأسلوب لين ومرن يتناسب مع طبيعة القلم والمداد بالإضافة إلى نوع المادة المستخدم.

لم يتوفر في المتاحف والمكتبات القديمة نماذج كثيرة من أوراق لبردي الإسلامية المبكرة، ولما كانت مصر هي الموطن الأصلي لهذه الصناعة فقد عثر على أقدم بردية إسلامية فيها. تشتمل هذه البردي على رسالة تقع في ثلاثة سطور باللغة والخط اليوناني. كما يتلوها خمسة سطور مكتوبة بالخط العربي.

لقد احتفظت فيينا وهي المكتبة الوطنية بهذه الوثيقة، وتمثل هذه الوثيقة رسالة في موضوع تجاري. أما عن الأسلوب الذي استخدم في هذه الرسالة فقد كان الخط الحجازي ما يميزها وكان هذا الخط لين ومستدير ودقيق.

وهذا يثبت لنا بأن العرب هم من زرعوا بذور الأبجدية العربية في بلاد الشام وغيرها من المناطق العربية. فقد اخترقت الأبجدية العربية منذ مطلع القرن الهجري الأول، أربعة أقاليم رئيسية في العالم الإسلامي وهي: شبه الجزيرة العربية، بلاد الشام، العراق، مصر. وقد تمكنت هذه الأقاليم من تطوير الحرف العربي بشكل يتناسب مع الخطوط الأولى للخط النبطي، والتي تم العثور عليها في بلاد الشام.

وهذه  الدلالات تشير إلى أن الحروف العربية هي نتاج ثمار للدولة الإسلامية، وقد بدأت في الجزيرة العربية ممثلة في نماذج الكتابة في مكة والمدينة. وفي رسائل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى كتابة المصاحف الأولى أيام الخلفاء الراشدين.

وكما أسهمت العراق ممثلة في مدينتي الكوفة والبصرة بوضع الأسس الثابتة للحروف العربية الكوفية، بحيث يمكن للعام الإسلامي في المشرق والمغرب من الاستفادة منها وتطورها بشكل دفع الخط العربي إلى مكانة مرموقة في الفنون الإسلامية.

وتشير الدراسات إلى أن بلاد الشام تحظى بأكبر عدد من الرسوم الحرفية للخط العربي، والدليل على ذلك أن المسكوكات النقدية التي استخدمت في العهد الأموي موجودة في بلاد الشام والتي وزعوها في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.


شارك المقالة: