أصل ونشأة فنون الزخرفة الإسلامية الخطية:
فن الزخرفة الإسلامية هذا النوع من الفن قديم وهو موجود منذ وجود الإنسان، هذا ولقد قدم الفنان المسلم لهذا الفن لون من ألوانه المختلفة والمميزة بين الفنون الأخرى، وقد أعطى قلم الفنان العربي المسلم لهذا الفن طابع الاستمرارية التي أبقته على مدى فترة الحضارات المتعاقبة، كما أعطته بسبب الابداع في هذا الفن شكلاً من أشكاله الهندسية الجميلة والتي برعوا في رسمها التصويري.
لقد كان هذا الفن الإسلامي كثير الزخرفة، حيث اعتمد الفنان المسلم في رسمه على الهندسة ليعتبر بأنه هو من أتقن فن الهندسة عبر العصور، وكذلك باستخدام الوحدات المتكررة، ومن العناصر الأساسية التي دخلت في هذا الفن الموسيقى التي منحته طابعاً موسيقياً جميلاً، وكان من أهم العناصر التي اعتمده الفان المسلم عنصرين مهمين هما: التوازن، والاتزان فيما بين الوحدات، الموسيقية الجميلة دون اللجوء إلى التماثل في تلك الوحدات والتناغم بين وحداتها.
هذا ولأن الإسلام قد حرم فن التصوير، وكذلك فن النحت فقد اتجه الفنان المسلم نحو الزخرفة فقد أنشأ زخارف خاصة به من ناحية دينية بعيدة عن التصوير والرسم، وكذلك له أصوله وقواعده الخاصة به.
فقد اعتبر الفنان المسلم الزخارف الهندسية عبارة عن وحدات هندسية ورياضية، واشتملت على المثلث، المربع، والدائرة كذلك فهي جميعاً عبارة عن وحدات هندسية رياضية قام برسمها الفنان المسلم على قباب المساجد، كما حاول إظهار الناحية الدينية وأسس الدين الإسلامي في العمارة الزخرفية من خلال تلك الرسوم الهندسية.
لقد تخطى الفنان المسلم بما يعرف بالتماثيل، وقد ظهرت في البداية باسم المتماثلة إلى أن تطورت وتنوعت وأصبحت، وبدأت مفردة، ثم بدأوا يستخدمون الموسيقى في رسم الزخارف واستخدموا فيها التفرع بخطوط متحركة وديناميكية في تعانق مستمر وتقاطع منتظم، لقد أخذت مميزاتها من الترديد الأصوات عبر تبادل الموسيقى في أصوات تنحصر بن المهموس والخافت بالإضافة إلى الرنين الواضح حتى تبدوا بأشكال متجاورة ومتقابلة في بحرٍ واحد ويسمى بحر التجرد.
لقد خرج الفنان المسلم من خلال الزخارف الإسلامية عن كونه فن جامد يرسم الطبيعة جامدة وتحول إلى فنان يرسم الطبيعة بفكرة التطريب والتي قامت على فكرة التسبيح للخالق عز وجل من خلال الطبيعة، وهذه الفنون التي تظهر في الزخارف بأنها مخلوقات تسبح لخالق الكون الذي خلق هذه الطبيعة.
حيث أصبحت العمارة الإسلامية من الفنون التي زادت جمالية على الخطوط العربية، وطورته فالفنان المسلم زاد في جمالية الخط في القرآن الكريم، وكذلك في فن العمارة الإسلامية التي رسم به الفنان العربي تلك العمارات بأجمل الخطوط الهندسية.
فقد كان الخطاطون يتسابقون في فن الخط العربي في الزخرفة الفنية التي أعطته قيمة تاريخية على مدى الحضارات المتعاقبة، وقد اعتمد الفنان في رسمه للطبيعة على الأشجار والأزهار وكذلك الحيوانات التي رسمها الفنان من ناحية عقلية.
فقد رأى الطبيعة الجميلة واستخدم الزخارف الفنية لتكوّن عنده فناً حسياً، كيف لا وقد قرأ هذا الفنان المسلم كتاب الله عز وجل ليصوره بفنونه الزخرفية التي تسبح الخالق، ومن هنا فإننا نستنتج من خلال تلك الفنون أن المصدر الديني هو الذي ألهم ذلك الفنان ليبدع في رسمها بزخارف هندسية جميلة وواضحة.