أوروبا ورحلتها مع الخط

اقرأ في هذا المقال


عندما تزايد عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة في المدن الأوروبية، ذهب العلماء والمؤرخون إلى إيجاد طريقة جديدة وسريعة بدلاً من النسخ والطرق البدائية في كتابة الكتب.

هذا وقد آثار اكتشاف المخطوطات اهتمام الناس المتعلمين وزاد بدوره من الطلب على أمثال هذه المؤلفات، وعندما أصبح الكتاب سلعة مطلوبة وأخذ دوراً أهم بكثير عندما قارنوا عدد الكتاب بعدد الكتب التي تصدر.

ما هي المسائل التي بحث العلماء والباحثون في الخطوط لحل مشكلة الكتابة والنسخ؟

  • المسألة الأولى وهي إيجاد مادة جديدة ورخيصة للكتابة.
  • المسألة الثانية تنحصر في البحث عن حل تكنولوجي لسرعة نسخ الكتاب الواحد.

بالنسبة للمسألة الأولى فقد كان الحل موجود من خلال الورق والذي تعلمه الأوروبيين من البلدان الإسلامية التي تنتج الأوراق، فأصبحت أوروبا نفسها تنتج ما يسمى (بالورق) وكان من الصعب عليهم استبداله بالرق، إلا أن الورق أخذ ينتج بكميات كبيرة منذ نهاية القرن الرابع عشر.

لم يصبح إنتاج الورق هو العقبة الأولى في إنتاج مزيد من الكتب، كما أن المسألة الثانية وهي سرعة نسخ الكتاب بشكل ميكانيكي فقد حلها أخيراً في منتصف القرن الخامس عشر الألماني (يوهان غوت بيرغ).

ما هي المواد التي استخدمها خطاطون أوروبا في الكتابة؟

إنتاج الورق: بالمقارنة مع أهمية الرق إلا أنه كان للورق أفضلية كبيرة إلا أنهم وجدوا السيئة الوحيدة للورق كانت أنه يتمزق بسهولة، وهذا ما جعل الخطاطين والعلماء لا يثقون بالكتابة على الورق في البداية بالرغم من أن سطح الورق كان ناعم وأملس يلتصق الحبر به بسهولة بعكس الرق، كما أن الرق كان يلتصق بالمطبعة.

ما هي استخدامات الورق في منتصف القرن الخامس عشر؟

  • استخدم الخطاطون الورق في كتابة الوثائق وكان مما ساهم في انتشاره ثمنه الرخيص.
  • لقد انحصرت هذه المعامل أولاً في إيطاليا وكان التجار يصدرونه إلى خارج دول أوروبا.

بالرغم من هذا كله إلا أن الرق بقي يستعمل لفترة أخرى؛ لأن هواة جمع الكتب من الأغنياء استمروا لفترة طويلة يوصون ورش النسخ على مخطوطات مدونة على الرق، هذا وقد نسخت التوراة على الرق وفي الواقع لا توجد معطيات دقيقة تؤكد عدد النسخ التي طبعها (يوهان غوت بيرغ) على الرق وعدد النسخ التي طبعها على الورق.

هذا ويعتقد أن العدد الإجمالي للنسخ كان بين 180- 200 نسخة ومن هذه كانت حوالي ثلاثين نسخة مطبوعة على الرق.

كان هناك ما يعرف بالإشارات المائية في إنتاجهم من الورق وكان هؤلاء يحصلون على هذه الإشارات بوضع إشارات دقيقة مصنوعة من الشريط، وأحياناً الحروف الأولى من اسم المنتج فوق الشبكة التي توضع عليها عجينة الورق، وهكذا فإن الإشارات تظهر على الورق بعد أن يجف إذ أن مكانها يصبح أكثر رقة وشفافية بحيث تبدو بوضوح إذا كان الورق باتجاه الضوء.

كانت هذه الإشارات تمثل أشياء مختلفة: حيوانات ونباتات في الغالب ومخلوقات خيالية وأشكال مختلفة ثم رموز متنوعة (مرساة، جرس، تاج) وشعارات أخرى.

الهدف من هذه الإشارات كان حماية نوعية الورق، حيثُ أن هذه الإشارات كانت تقوم بالدور الذي ستمثله لاحقاً العلامات التجارية للمصانع المختلفة.

إن هذه الإشارات لها أهمية كبيرة في تاريخ الكتاب حتى أنه كتب حولها عدد كبير من الكتب والدراسات منذ القرن الثامن عشر الميلادي، وأصبح هناك علم مستقل يهتم بها وفي الواقع هذا العلم يساعد في الدرجة الأولى على تحديد تاريخ الورق وبالتالي على تحديد أي طباعة أي كتاب.

 ما هي أهم الكتب التي ألفت في القرن الخامس عشر؟

  • أما عن الكتاب الأول الذي تمت طباعته كان قد طبع ونسخ باللغة الكرواتية وهو كتاب (القداس) ويقال أنه طبع في فينيسيا واتفق العلماء على أن هذا الكتاب تمت طباعته في في كرواتيا؛ وذلك لأن أوراقه كانت مصنوعة من أصل ألماني وليست من إنتاج إيطالي.
  • كما استخدم العلماء والخطاطون في الخط القوالب الخشبية، والتي كانت تتضمن في البداية كتب رسوم القديسين فقط.
  • كما أن الرسوم والصور والنقوش، وبعض النصوص على جدران الكنائس هي ما يميز تلك الخطوط ويعطي للخطوط أهمية.
  • هذا ولقد طبعت ونسخت في تلك الفترة أوراق اللعب وكذلك التقاويم ثم طبعت الكتيبات الصغير التي لا تتعدى الكثير من الصفحات.
  • أما عن أقدم كتاب طبع بطريقة القوالب الخشبية كان ومحفوظ لليوم  يعود لسنة 1423 ميلادي ومعه نص صغير عن القديسين.
  • كذلك هناك كتاب طبع بالقوالب الخشبية هو كتاب (التوراة للفقراء) وكتاب (مهارة الموت) (نشيد الانشاد) و (مرآة النجاة الإنسانية) والتي في البداية كانت الكتب المطبوعة موضوعات علمية، وقد انتشرت بشكل خاص القواعد الموجزة للغة اللاتينية التي وضعها إلياس دونا توس.

شارك المقالة: