ما هي الميزة التي أدخلها محمد بن القاسم على الخط العربي؟
بعد نجاح محمد بن القاسم وجيوشه في دخول الهند عام 94 هجري دخل معه الخط العربي، وزاد انتشاره في الهند حتى استقر بعد فتح سكبتين الغزنوي وولده محمود الهندي في عام 37هجري.
وفي هذا العام اجتاحت غارات المغول الهند بقيادة جنكيز خان حتى جاءت أسرة محمد شاة ميخائيل على المغول بالهدايا والأموال؛ ليتركوا له الحكم وازدهرت الهند في عهده ودخل الكثير من الهنود في الإسلام، ثمّ بعد ذلك في عهد أكبر شاه بلغت الفنون الإسلامية مبلغاً عظيماً في الخطوط والزخرفة؛ لأنه كان محباً للفنون.
وقد أسست معهداً فنياً التحق به الكثير ومن ثمّ جاء بعده ابنه جهما نكير عام 1014 هجري الذي كان فناناً يحب الزخرفة ويمارسها بنفسه.
الخط العربي في سمرقند:
جاء تيمور لينك ليأخذ مدينة سمرقند عاصمة لدولته، واستقدم عدداً من الفنانين والخطاطين من بغداد إليها، وكانت مدينة (هراة) مقر للملك شاة رخ ابن تيمور لينك، وقد أسس فيها معهد الفنون، ولقد كتب فيها الشعر الصوفي.
لذلك فقد ازدهر كذلك في شيراز عاصمة السلطان إبراهيم شاة رخ، وكتب فيها العديد من الخطوط وعدد كثير من المدارس، وقد حفظ العديد من هذه الكتابات في المكتبة الأهلية في باريس، وللخط العربي أصول وقواعد وأسس جعلها محط أنظار العالم من شرقه وغربه دون استثناء، وتلك الأصول جعلته يحافظ على رونقه وأصالته، لذلك فإنّه مهما تطور الزمن وتعددت أساليب التعلم وتفنن الخطاطون في الكتابة فان الخط العربي بقي محافظً على جماليته.
في الهند أو في سمرقند أو في أقصى الغرب فقد اللغة والخط العربي كان من أولى أولويات العلماء والخطاطين منذ العهد القديم وحتى وقتنا الحاضر، فالمخطوطات سواء كانت قديمة أو جديدة فهي خير دليل على إبقاء الخط العربي والكتابة العربية بأصولها وقواعدها التي لن تندثر على مرّّ الزمان.
وكذلك فإنّ لإنشاء عدد من المدارس في الهند وغيره وكذلك الجامعات التي تعلم فنون وأصول الخط والبلاغة العربية أثرها في توارث هذا الإرث الحضاري الذي تناقلته الأجيال فيما بعد.