اقرأ في هذا المقال
مفهوم الخط الكوفي المحقق:
وهذا النوع من الخط شاع استخدامه في كتابة المصاحف، ويوصف القلقشندي بأن هذا الخط من النوع المبسوط، وينتمي هذا النوع الى الأسرة الكوفية، ولما كانت نشأته بالعراق كان من الضروري أن يأخذ من صفات اليابس الشيء الكثير، كما كان من الطبيعي كذلك أن تكون لهُ سلالتان:
إحداهما: بها مسحة من التربيع أكسبتها فخامة مناسبة لتدوين القرآن.
الثانية: أخفُ وأكثر تدويراً استخدمت في الأغراض الكتابية العامة دون القرآن، وهي ما عُرف (بالمحقق الوراقي).
ولقد كثر استخدام الخط المحقق عامة في عصر المأمون، حين كثر المحققون الذين استخدموه في نسخ القرآن، ومن كُتاب المصاحف المشهورين البصري الفارسي ومهدي الكوفي، وقد كان في أيام الرشيد يقول صاحب الفهرست ولم يُرى مثلهما الى حيثُ انتهينا.
أشهر من كتب بالخط المحقق:
البصري الفارسي، مهدي الكوفي، وكان منهم أيضا (أبو حدي)، كما كان اللطاف يكتب المصاحف، وذلك في أيام المستعصم وهو من كبار الكوفيين وحُذّاقهم، وغير هؤلاء من الكوفيين المشهورين ابن ام شيبان والمسحور أبو حميرة وأبو الفرج.
ما هي أقدم المصاحف التي كتبت في ذلك العهد؟
1-مصحف بدار الكتب المصرية أصله من جامع عمرو: حيث إنه من أقدم المصاحف في مصر، وهو مكتوب بالخط الكوفي على الرق، كما أنه خالٍ من الشكل والتنقيط وأسماء السور وذكر عدد الآيات.
2- مصحف مكتوب بقلم أبي سعيد الحسن البصري: وهو مضبوط بالشكل على طريقة أبي الأسود الدؤلي، ولعلّ البصري الذي كتب هذا المصحف بالخط الكوفي كان أقدر على كتابته بخط البصرة، إن كان للبصرة خط خاص حينذاك، ونحن لا يسعنا حين نرى بصرياً يكتب في وقت مبكر كهذا بخط الكوفة، إلا أن نعتقد أن الغلبة كانت لهذا الخط من بين الخطوط العربية المعروفة آنذاك؛ لأنه على الأغلب كان أوضحها وأجلها وأمثلها لكتابة المصاحف الشريفة.
هذا ومن الملفت للنضر أن المصاحف التي ينسبها مور تيز الى القرن الأول الهجري والثاني والثالث للهجرة بالخط الكوفي، هذا لا يعني لنا أن الخط الكوفي هو الخط الوحيد الذي كتب به المصحف، بل هناك المصحف الذي كتب باسم علي بن أبي طالب وهي منسوبة اليه بذكرها، وقد حُفظ منها بالمتحف الوطني في ايران، كما أن بعضها في خزانة الروضة في النجف الأشرف ومكتبة الإمام أمير المؤمنين، بالإضافة الى حفظ نُسخ منها بالمتحف البريطاني، والمتحف الهندي في متحف ساوث.