أهمية الخط في بناء الحضارة الإنسانية

اقرأ في هذا المقال


في القديم كانت وسيلة الإنسان للتعبير عما يدور حوله من أفكار وأحاسيس هي الكلام بألفاظه، فقد كان الكلام بالألفاظ هو من أهم الوسائل وأفضلها لنشر العلم والمعرفة والتحدث مع الناس؛ لأن العبارات المنظومة ليُفصح الإنسان عن فكرة تمثل العبارة المنطوقة حتى يعبر الإنسان عن فكرة العبارة المكتوبة.

حيثُ كان للكتابة فضل في حفظ تراث الأمم التي جاءت قبلنا في دواوين العلم، لكن في العصر الحديث تطورت أساليب الخط بسبب عصر السرعة وهو العصر الحديث، حيثُ تطور الخط وأصبحت الطباعة تساهم إسهاماً رائعاً في تطور الخط وسرعة الكتابة.

ما هي أقوال العلماء في الخط؟

القلقشندي: حيثُ كتب القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشاء المكون من أربعة عشر جزءاً، والذي يعتبر قاموساً للكتابة المليئة بالفوائد الرائعة وقال في فضل الكتابة: ” أن صناعة الكتابة لا تكسب ما تكسبه من الفوائد مع الحصول على الرقابة والتنزه عن دناءة المكاسب المكاسب”، ويقول أيضاً ” كفى بهذه الصناعة شرفاً أن صاحب السيف يُزاحم الكاتب في قلمه ولا يزحمه الكاتب في سيفه.

إبراهيم بن محمد الشيباني: يقول في تعريفه للخط بأنه لسان اليد ومهجة الضمير وسفير العقول ووصي الفكر وسلاح المعرفة وأنس الإخوان عند الفرقة ومستودع السرّ وديوان الأمور.

أما أفلاطون فقد وصف الخط بقوله” عُقال العقل”.

أقليديس: حيث وصف الخط قائلاً” الخط هندسة رومانية وإن ظهرت بآلية جسمانية.

ما هي الأطوار التي مر بها الخط؟

التطور البدائي: في هذه  المرحلة كان الخط الكوفي لا يزال في مراحله الأولى، حيثُ كان لا ينقط ولا يشكل، كذلك كان خالياً من الإعراب والضوابط، حيث سبب ذلك عسراً في القراءة عند غير العرب، فقد كان أبو الأسود الدؤلي هو أول من برع في هذا المجال فنقط الحروف لتكون بمثابة الحركات لها.

وكان أبو الأسود الدؤلي تلميذ الإمام علي رضي الله عنه، حيث أنه ساهم في تنقيط الحروف لتميزها، وذلك في أواخر عصر بني أمية في عهد الملك بن مروان على يد نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر، ثُم ابتكر الخليل بن أحمد في عام 170 هجري.

التطور الكبير: وقد مر هذا الطور بمرحلتين هما: مرحلة ما قبل المأمون، وتعتبر هذه المرحلة مرحلة اختراع الخطوط والتحول الكبير، ومرحلة خلافة المأمون وكانت مرحلة إيجاد الخطوط وجمعها وتهذيبها.

حيثُ ظهرت في مرحلة خلافة المأمون عدّة أنواع من الخطوط نذكر منها : قطبة والضحاك وإسحاق وإبراهيم ويوسف الشجري، وعدد آخر من أهل العراق دعوا (بالوراقين) وأشهر هذه الخطوط: الجليل، السجلات، الديباج، الطومار الكبير، إلى جانب الثلثان الصغير والثقيل، الزنبور، المؤامرات، الحرم، العهود، القصص، الأجوبة، النصف الثقيل، الثلث الكبير.

هذا ولقد أضاف العلماء اثنا عشر خطاً، كما ظهر في آخر هذه المرحلة بالإضافة الى تلك الخطوط أقلام جديدة منها: المحقق، الوراقي.


شارك المقالة: