المكتبات والخط في الإمبراطورية البيزنطية

اقرأ في هذا المقال


في الوقت الذي كانت فيه الإمبراطورية الرومانية الغربية تتعرض إلى ضربات عنيفة من البرابرة الذين تمكنوا أخيراً من القضاء عليها، وكانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية قد نجحت في مجابهة العاصفة وأمنت لنفسها التواصل السياسي والثقافي حتى سقوط القسطنطينية بعد الأتراك العثمانيين.

لقد حاول الأباطرة الطموحون للإمبراطورية الرومانية الشرقية أن يأخذوا من روما الدور القيادي في كل ناحية. وقد اهتم الأباطرة والحكام بالخط والكتابة إلا أن الزمن قد تغير ولذلك فإن القسطنطينية لم تستطع أن تصل أبداً إلى ذلك المستوى السياسي والثقافي الذي كان لروما في وقت ازدهارها الكبير.

لقد ساهم الأباطرة البيزنطيون بدورهم في هذا ففي سنة 529 م أغلق الإمبراطور يوسي تيان المدرسة الفلسفية في أثينا بينما تلاشت خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد الكثير من المدارس والمؤسسات الثقافية بعد أن استمرت مئات السنين بنشاطها وقد أدت الصراعات الدينية في القسطنطينية خلال القرون اللاحقة إلى تناقص اهتمام الأباطرة والمواطنين، فيما يتعلق بالكتاب والمكتبات كان الوضع فيه صعباً بما فيه الكفاية حتى القرن التاسع الميلادي.

ما هي أهم المكتبات في الإمبراطورية البيزنطية؟

  • وكانت المكتبة الإمبراطورية مركز نسخ ورعاية الكتاب ولكن نشأت مع الزمن مكتبتان اثنتان: مكتبة بطريركية في القسطنطينية ومكتبة دير ستود يون.
  • وكانت المكتبة الإمبراطورية بعد أن أحرقت سنة475 ميلاد وقد بقيت زمناً طويلاً وهي تحاول أن تستعيد مكانتها السابقة. إلا أنها انتكست ثانية خلال حروب الأيقونات في القرنين الثامن والتاسع للميلاد.

ولكن فيما بعد في عهد ما يسمى النهضة المقدونية خلال القرن التاسع تزودت بكتب كثيرة نظراً لأن الإمبراطور الهاوي للكتب قسطنطين السابع استفاد منها لكتابة مؤلفاته التاريخية، وقد اعتمدت الأميرة آنا كومينا على هذه المكتبة أيضاً لتأليف كتابها (الكسادان)، حيث استفادت من مؤلفاته عدد كبير من المؤرخين القدامى.

لقد سلمت هذه المكتبة من احتلال الصليبين للقسطنطينية وبقيت موجودة إلى أن سقطت المدينة بيد الأتراك وبقيت موجودة إلى أن سقطت المدينة بيد الأتراك العثمانيون، ويعتقد أن بعض مخطوطاتها القيمة انتقلت إلى مكتبة السلاطين في ساراي.

  • أما مكتبة البطريركية فقد أسسها بطريرك القسطنطينية توما الأول في بداية القرن السابع الميلادي، وأصبحت أهميتها تتناسب مع المكانة الاجتماعية والسياسية لبطاركة القسطنطينية.

وفي مجال خط النسخ فقد تميز بأهمية خاصة ديري ستون في القسطنطينية ذلك الذي أسسه سنة 462 م، الحاكم الروماني السابق وبعد فترة مهمة من التطور في الدير وفي ورشة النسخ التابعة له حلت محله فترة من الجمود استمرت حتى القرن السابع حين جاء لرئاسة الدير.

لقد استخدم خط النسخ في هذا العصر إلا أن الكتب كانت قليلة جديدة، وذلك بالرغم من أنه لم يحدث أبداً انقطاع في قراءة ونسخ المؤلفات الكلاسيكية في القسطنطينية إلا أن بيزنطة لم تنجح مع ذلك في رعاية تقاليد العصر القديم فيما يتعلق بالكتاب.

ما هي أهم الموضوعات التي استخدمت في العصر البيزنطي؟

  • كان هناك موضوعات دينية.
  • كما كانت المواضيع التاريخية.
  • وكذلك الموضوعات الفلسفية.
  • مواضيع الفنون والأدب.

ومع هذا فقد بقيت الأسماء الكبيرة في الأدب والعلم من اليونانيين في الدرجة الأولى وإلى حد ما من الرومانيين تقرأ باهتمام وتدخل في قائمة كتب المطالعة الإلزامية في المدارس. لقد كان للخط والكتابة أهمية خاصة وفي جميع النواحي.


شارك المقالة: