اقرأ في هذا المقال
ازدهار النقد الفني في الدول الإسلامية:
الدين الإسلامي عندما ظهر غير العاطفة والنمط العام في المناطق التي انتشر فيها، فإِبْتَكر النقد الفني مبادئ جمالية جديدة، وخاصة التي تحكمها توجيهات قرآننا الكريم وحديث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وتحركها الحاجة الجمالية للمجتمع المسلم، فكانت للفن الإسلامي الروح الوظيفية المرتبطة بالشكل الجمالي، كما استفادت من جمالية الزخرفة المجردة في تزيين أماكن العبادة والقصور والأسواق وغيرها من نتاج الفنون النفعية.
جنوا النقاد المسلمين من ترجمات حُكَماء اليونانيين الخاصة بالحكم الجمالي النقدي عند أفلاطون وأرسطو وسقراط. وبالإضافة إلى ذلك كان النقد الفني عند المسلمين يقصد إلى رفض الشرك والإلحاد وتحطيم الأوثان بناءاً على تعليمات القرآن وسنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. وكان الإسلام كذلك يدعو إلى الجمالية المجردة ولا يمنع التزيين والزخرفة، مما جعل الفنانين والصناع المسلمين يتجهون إلى الأشكال الزخرفية والصور المحورة التي لا تتعارض مع مبادئ العقيدة.
أبرز علماء النقد والفلسفة المسلمين:
ازدهرت الفنون الإسلامية بعد إنتشار الفتوحات وتوطد الدولة الإسلامية، وقد كان للفلاسفة المسلمين كتابات، في فلسفة الفن والجمال. إذ أن هذه الكتابات كانت جزءاً من التراث الإسلامي العريق. إلا أنه لم يكن لتلك الفلسفة أي ارتباط مباشرة بنقد الفنون، ولكنها كانت تعبر عن توجهات الفكر الجمالي لمختلف أنواع الفنون في ذلك الوقت. إذ توجد مجموعة من أبرز علماء النقد والفلسفة المسلمين الذين انتشرت نظرياتهم وأفكارهم وآرائهم متأثرين بفكر الفلسفة اليونانية الإغريقية، وهم:
- إبن سينا: الذي كانت فلسفته عقلية، كما أنه له نظرية في المعرفة، فهو يرى أن مصدر معرفة الإنسان هو العقل الفعال، وأن المعرفة تنقسم إلى معرفة فطرية ومعرفة فكرية ومعرفة حدسية. ووضح حدسية الإبداع الفني، وقال: بأن الفنان هو “ذلك الإنسان الذي تجاوز الإمكانات المعرفية الفطرية الفكرية، وقد تهيأت نفسه لأن تكون روحاً، وأصبح عقله قدسياً، فمنح الحدس وامتلك المعرفة الحدسية التي بواسطتها يستطيع أن يتعرف على فيض العقل الفعال.
- أبو حيان التوحيدي: صاحب الفكر الفلسفي النقدي، وهو الذي تحدث عن فلسفة الجمال في رأي معاصريه من العلماء والفلاسفة، وتحدث عن الإدراك الجمالي، وعلاقة التذوق الجمالي بالفكر والوعي الإنساني، والعملية الإبداعية وإدراكها جمالياً، ووضع نظاماً ومراتب الإدراك الإنساني، وبين العلاقة بين التذوق والنفس والفكر، كما وضع شروطاً للتذوق الجمالي في النقد وهي: اعتدال مزاج المتذوق (الناقد)، وتناسب هيئة الشيء المتذوق (العمل الفني)، أي توفر شروط الجمال فيه.
- أبو حامد الغزالي: الذي ربط سائر أنواع الجمال بالجمال الإلهي، وقال بأن الجمال العقلي والحسي إنما هما مرتبطان بالجمال الإلهي. وقد قسم الظواهر الجمالية إلى نوعين، الأولى تدرك بالحواس وتتعلق بتناسق الصورة وانسجامها، والثانية معنوية تتصل بالصفات الباطنة، وتدرك بالوجدان. ونجده يركز على جمالية المعقول ويفرق بين جمال المعقول وجمال الصفات الباطنة التي يستشفها الوجدان.
- أبو نصر الفارابي: الذي أكد على أهمية الحس والحواس، وأيد أرسطو في آرائه وحاول التوفيق بين فكره وفكر أفلاطون وأرسطو في نظريته الجمالية، وتحدث عن المنطق والنفس والعقل. كما اعتبر الإبداع عملية إنسانية عند الفنان بفعل بناء شخصيته وإمكاناته الفكرية، وقدرته على إضافة جمال أكثر إلى جمال الطبيعية بفعل العقل والمعرفة الإشراقية.
ما هو الفن الإسلامي؟
الفن الإسلامي: هو مفهوم حديث إبتكره مؤرخو الفن في القرن التاسع عشر لتسهيل تصنيف ودراسة المواد التي أنتجت لأول مرة في ظل الشعوب الإسلامية. التي ظهرت من الجزيرة العربية في القرن السابع. لكن اليوم، يصف مصطلح الفن الإسلامي جميع الفنون التي تم إنتاجها في البلدان التي كان الإسلام فيها، إذ أنه هو الدين السائد أو دين أولئك الذين حكموا. وذلك على عكس مصطلحات الفن المسيحي والفن اليهودي والفن البوذي، والتي تشير فقط إلى الفن الديني لهذه المعتقدات، فإن مصطلح الفن الإسلامي لا يستخدم فقط لوصف الفن الديني أو العمارة ولكنه ينطبق على جميع أشكال الفن المنتجة في العالم الإسلامي.
وبالتالي، فإن مصطلح الفن الإسلامي لا يشير فقط إلى الأعمال التي أنشأها فنانون مسلمون وحرفيون ومهندسون معماريون أو رعاة مسلمون. بل هو فن يشمل الأعمال التي أنشأها فنانون مسلمون لرعاة أي دين، بما في ذلك المسيحيين واليهود والهندوس، والأعمال الفنية أيضاً التي أنشأها اليهود والمسيحيون وغيرهم، الذين يعيشون في الأراضي الإسلامية، للرعاة المسلمين وغيرهم. ومن أشهر آثار الفن الإسلامي هو تاج محل، وهو ضريح ملكي يقع في أجرا بالهند.