“الخط واللفظ يتقاسمان فضيلة البيان ويشتركان فيها، من حيث أن الخط دال على الألفاظ، والألفاظ دالة على الأوهام، وكلاهما يعدلان على المعاني”، وبحسب تعريف الخطاط القلقشندي للخط، وبعد سقوط الدولة الفاطمية على يد الأيوبيون، وعندما استولوا على القاهرة، انتشر خط الثلث، وسماه البعض بالخط الأيوبي.
ما هي مجالات الخط في العهدين المملوكي والأيوبي؟
زيّنوا أبواب المساجد والمدارس كذلك زيّنوا دور القرآن، كما بدأت الخطوط المستديرة تأخذ مكان الخطوط الكوفية على الأبنية والقصور، أما عن العهد المملوكي فقد عادوا ليحيوا من جديد الخط الكوفي الذين بدأوا الكتابة به، وقد استخدموا الخط الكوفي كعنصر زخرفي، وسرعان ما انتشر الخط الكوفي المزخرف بشكلٍ كبير فزُين به أبواب المدارس، كذلك أبواب المسجد بالإضافة الى المخانق المملوكية.
هذا ولقد امتاز العهد المملوكي أيضاً باستخدام خط الثلث وخط الثلثين، وقد أبدعوا في استخدام هذين الخطين في العهد المملوكي بعدة مجالات نذكر منها، حيث استخدموه في تدوين السجلات في العصر المملوكي، كما كان من قبلهم في الدولة العباسية، وأكبر مثال على استخدامهم لهذا الخط مسجد السلطان حسن.
وهكذا فإننا نرى أن لكل عهد خط خاص به له قواعد وأصول وترجع أغلب تلك العصور والعهود في كتاباتهم، والأكثر استخداماً كان يعود الى الخط الكوفي المزخرف، الذي فضلته أكثر العهود أو الأمم لتعلم الخط والكتابة فنظموا الأشعار وزخرفوا فيه معظم القصور والأبنية ورسموا به أجمل اللوحات الخطية والكتابة سواء كان بالمراسلات بين الملوك أو بين الدوائر الحكومية التي تناقلت الأخبار، فيما بينها وأحوال الشعوب وتطورات الخطوط فيما بينها.
لقد تفننوا وتنافسوا لمعرفة أصول الخط وأسمائه، وسبب انتشار تلك الخطوط وقواعد تلك الخوط وطوروا فيها، وهكذا فإن للعهد المملوكي والأيوبي أثرٌ في تطوير الخط، ولقد اعتمدوا في بداية عهدهم على الخط الأيوبي، لكنهم فيما بعد ذلك وعندما انتهى الحكم الأيوبي لبعض الدول واعتمادهم على خطٍ، جاء المماليك ليطوروا في تلك الخطوط واكتشفوا خطوطاً جديدةٍ تعتمدُ على الزخرفة.
وقد جعل بعضهم يتعلم الخط ليس من أجل المنافسة فقط فيما بينهم بل اتخذوا من تعلم الخط كمصدر لأرزاقهم، حيثُ جعلوا منه مهنةً، من أجل تأمين قوتهم اليومي.