أغاني عبد الحليم الوطنية:
بدأ العندليب أغانيه الوطنية الناصرية عام 1952، وكان أول نشيد وطني قدمه حليم والذي كان من ألحان عبد الحميد توفيق وكلمات محمود عبد الحي، ثم قدم أغنية “إحنا الشعب” عام 1965، وكان ذلك بعد تنصيب الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية عام 1956، ثم توالت بعد ذلك الأغاني الوطنية الحليمية، مثل أغنية “على أرضها”، و”إبنك يقولك يا بطل”، و”حكاية شعب”، و”عدّى النهار” و”صورة”، و”مطالب شعب”، و”البندقية تكلمت” و”أحلف بسماها“، وغيرها الكثير، وتماشياً مع القومية العربية قام العندليب بالغناء للقدس أغنية “المسيح”، وكما قام بالغناء للقضية الجزائرية أغنية “الجزائر” و”الوطن الأكبر”.
وبالرغم من شهادة سكرتير الرئيس سامي شرف بأن الرئيس عبد الناصر كان يحب ويعشق عبدالحليم ويعتبره ابناً له، إلا أن الواقع الملموس كان عكس ذلك، ونجد ذلك من خلال الممارسات التي كانت توجه للعندليب ومنها: أنّ هاتفه ظل مراقباً من قبل المخابرات مثله مثل جميع الفنانين ولفترة طويلة جداً، وكما ذكر بعض الكُتّاب والصحفيين أنّ وطنية حليم وعشقه الشديد للزعيم عبد الناصر، وقربه الشديد من أسرته؛ لم يكن ليشفع له كي يحصل على المكافأة والتقدير التي يستحقها على المستوى الرسمي لما له من إسهامات وطنية، فالرئيس عبد الناصر لم يقم بإصدار أي قرار بعلاج حليم على نفقة الدولة، كما فعل مع آخرين يعتبروا أقل منه فناً وولاء لمصر وقيادتها.
وأكثر ما يذكر عن اهتمام عبد الناصر بالعندليب هو قيامه بزيارته أثناء مرضه ولمرة واحدة فقط، كما أن عبد الناصر لم يقم بتكريم عبدالحليم في أي مناسبة وطنية كما فعل مع آخرون مثل أم كلثوم وعبد الوهاب الذي قام بإعطائهم ومنحهم الأوسمة الوطنية، وكما حدث أيضا مع فريد الأطرش الذي قام الرئيس بمنحه قلادة النيل وبالرغم من أنه لم يغنّي أبداً لعبد الناصر أو للثورة.
وبشكل عام فقد قدم العندليب أكثر من 250 أغنية، بعضها لم يتح للجمهور الاستماع إليها، حيث تم تسجيلها بصفة شخصية، ويذكر أنّ صديقه العمروسي دوّن معظم أعماله في كتاب بعنوان “كراسات الحب والوطنية” والذي يعد من أهم المراجع عن حياة حليم الفنية. إضافة إلى ذلك، قام العندليب ببطولة 16 فيلماً سينمائياً، ومسلسلاً تلفزيونياً واحداً فقط والذي هو: “أرجوك لا تفهمني بسرعة”.
وبالرغم من رحيل العندليب وهو في سن 47 من عمره وتحديداً عام ألف وتسعمائة وسبع وسبعين، إلا أنّه لا يزال يحتفظ بمكانته المرموقة في قلوب عشاقه ومن مختلف الأقطار، وحتى أنّ أغانيه الثورية ذات الطابع الناصري فقد كان صادقاً في أدائها، ويعتبر ذلك هو سر بقائها وخلودها حتى يومنا هذا، ولذلك فقد قال الموسيقار محمد عبد الوهاب عنه: “سيبقى حليم النغم الحلو الذي يشدو في أذن الملايين مدى الحياة”.
كلمات أغنية العهد الجديد:
كلمات: محمود عبد الحي
ألحان: عبد الحميد توفيق زكي
حيوا فجر البعث في يوم الخلود.
و اطلب الآمال في العهد الجديد.
و أروى آي المجد من وحى الجدود.
نغم يعزف في سمع الوجود.
فشعار العهد من نور الأمل.
اتحاد ونطام وعمل.
نبلغ المجد بها في العالمين.
يا بنى مصر ويا درع الوطن.
يا أباة الضيم في يوم المحن.
من سواكم يحفظ العهد.
عبد الحليم حافظ.
ومن يحمل المشعل في ركب الزمن.
نحن في الحرب شياطين الردى.
نحن في السلم أبطال الهدى.
وزمن يوقد من نور اليقين.
صيحة الأبطال للنصر نداء.
و قوام النصر عزم وأخاء.
و شباب النيل للنيل فداء.
يبذل الروح له بذل السخاء.
و شعار العهد من نور الأمل.
اتحاد ونظام وعمل.
نبلغ المجد بها في العالمين.