الخط الكوفي التذكاري؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو الخط الكوفي التذكاري؟

الخط الكوفي التذكاري هو من الخطوط التي استمرت في الكتابة في العالم الإسلامي حتى القرن الثاني عشر الميلادي، حتى بدأ يغلب على أمره خط النسخ ويسلب تلك المكانة الممتازة التي كانت له في فارس وبلاد الشرق الأدنى ومصر، التي تأثرت فنونها في العصر الأيوبي بمؤثرات سلجوقيية واضحة.

ما هي استخدامات الخط الكوفي التذكاري في العصر المملوكي؟

لقد كتبت به المصاحف، كما حُليت به واجهات المساجد، واتسعت تبعاً لعظم المنشآت المملوكية التي حُليت بها المساجد بالخط المُستدير اللين الكبير الحجم، هذا وبالرغم من سيادة الخطوط المستديرة فقد ظل للخط الكوفي بعض الوجود، حيثُ بقي الخط التقليدي يُكتب به فواتح السور وفي بعض المساحات المحددة على المباني.

هذا ولقد استخدم  المماليك في مصر أشكالاً مختلفة من الخطوط الكوفية بقصد الزخرفة لتحلية المدارس والمساجد من الداخل، وغالباً ما وجدت هذه الخطوط وشُبهت بالفسيفساء، كما في مسجد قبة الغوري وفي مسجد السلطان قلاوون.

ومن أشهر الأمثلة على المدارس مدرسة السلطان حسن، وقد كُتب للخط الكوفي التذكاري أن يحيا في إيران، بينما انقرض أو كاد أن ينقرض في مصر منذ أواخر العصر المملوكي، وكان الفرس على الرغم من ذلك أسبق الأمم الإسلامية تحرراً من سلطان هذا الخط، حيثُ بدأوا منذ القرن العاشر الميلادي تقريباً يستخدمون الخط الفارسي الدارج في تحلية تزجيج الخزف الري وقاش.

أما الكتابات الإسبانية فمعظمها نقوش تأسيسية تؤرخ للمباني الدينية والحربية في العصور الأولى من الحكم الإسلامي والمبكر، منها كتب بالخط الكوفي: ومن أمثلتها، جامع تلمسان ومسجد العطارين وباب شلا.

كما استأثرت هذه الكتابات التذكارية بكل النشاطات المزخرفة، والتي استخدمت في زخرفة المساجد والأضرحة الى جانب زخارف الأرابسك النباتية، وترى هذه الكتابات عادةً في الأبنية الدينية التي تحلي مواطن العقود ورقاب القباب ورؤوس المحاريب، كما تدور حول المشهد وتعلو التغشية الرخامية التي تكسو السفل وتتوج الحيطان ويليها السقوف وكثير من العمائر التي تكون إما منقورة في الحجر كما في واجهة الجامع الأقمر، أو مبرزة في الجص.

كما تشاهد في محراب جامع الجيوش، أو مقطوعة في الخشب كما في الإزار الموجود بقيمة الحيطان في الجامع الطولوني، أو قد تكون مطروقة بالمعدن، كما هو الحال في قبة الصخرة، أو لربما قد تكون مجمعة من الأحجار المختلفة الحرق أو الأحجار المطلية بالمينا، كما هو الحال في مساجد إيران أو مؤلفة من قطع الفُسيفساء الرخامية كما ترى في مساجد المماليك.


شارك المقالة: