نبذة عن فن الشارع:
فن الشارع: هو فن يتم إنشاؤه على الأسطح في الأماكن العامة مثل جدران المباني الخارجية وجسور الطرق السريعة والأرصفة. إذ يميل فن الشارع إلى الحدوث في المناطق الحضرية، نعم إنه مرتبط بطرق معينة بالكتابة على الجدران. وعادة ما يتم إنشاء فن الشارع كوسيلة لنقل رسالة مرتبطة بالأفكار السياسية أو التعليقات الاجتماعية.
ليس كل فن الشارع يتضمن الرسم، حيث يمكن أن يتم ذلك باستخدام ملصقات منتشرة على الأسطح أو بطرق مثل تفجير الخيوط، وهي عملية يقوم فيها الفنانون بتغطية أشياء مثل الأشجار وأعمدة الهاتف بألياف ملونة وحياكة. كما ويمكن أيضًا عمل فن الشارع باستخدام الإستنسل، حيث يكرر المنشئ الصورة في جميع أنحاء السطح للإدلاء ببيان.
بالإضافة إلى أن فن الشارع كان وجوده في السياق الحضري يعتمد بشكل أساسي على فكرة التكرار؛ نظراً لأن تأثير الرسالة أصبح ملحوظاً فقط من خلال الوجود الملحوظ في السياق الحضري، فقد عاش فناني الجرافيتي مع ضرورة إعادة إنتاج الطباعة أو التعبير الرمزي المختلف مراراً وتكراراً في العالم عندما لم يكن المجتمع العالمي الرقمي الذي نعتبره اليوم أمراً مفروغاً منه.
كان على الفنانين أن يناضلوا من أجل إمكانية مشاهدة أعمالهم. إذ يذكر أندريه سارايفا في مقابلة أجريت معه مؤخرًا أن أيامه في باريس كانت مليئة بحركات عبوات الرش المتكررة، مع وضع علامات على صندوق بريد واحد تلو الآخر.
ويعتبر هذا تشابه مع مشهد فن الشارع في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. حيث أسست الأسماء المشهورة بالفعل في عالم فن الشارع، مثل (Shepard Fairey) و (Space Invader) أنشطتهم كفنانين على فكرة إنشاء نفس القطعة الفنية على ما يبدو مراراً وتكراراً في مساحات حضرية مختلفة في مدن مختلفة . ولقد كانوا في الواقع، يبنون هوية واحدة مطبوعة وقطعة فسيفساء في كل مرة.
أصول فن الشارع:
لا ينبغي الافتراض أن بدايات ما نعتبره فن الشارع اليوم تحدد بالضرورة الفكرة. حيث أنه ليس من الخطأ القول إنها بدأت مع الكتابة على الجدران. ولا تزال بعض جوانب دوافع فناني الجرافيتي الأوائل للإبداع في المناطق الحضرية موجودة في التعبير الفني المعاصر لفناني الشوارع.
هذا أمر بالغ الأهمية، حيث كان دافع فناني الجرافيتي في السبعينيات والثمانينيات هو نفس الطاقة الموجودة في أنشطة فناني الشوارع الذين ظهروا خلال بداية القرن الحادي والعشرين. إذ كان على المرء أن يفكر في الأصول بالنسبة لفن الشارع، يجب على المرء أن يحذر من تكوين علاقة صارمة بين المفاهيم الغائية للأشكال التاريخية للتعبير عن الفن الحضري والحوافز المعاصرة لفناني الشوارع الذين يبدعون اليوم. أحدهما مؤكد أن تكمن أصول فن الشارع في العملية الإبداعية التي تشكلت من خلال نية الفنان لتشكيل نقيض للسياق المجتمعي السائد.