مواد غير تقليدية مستخدمة في التصميم الداخلي

اقرأ في هذا المقال


مواد غير تقليدية مستخدمة في التصميم الداخلي

من المعروف أن المواد هي أساس العمارة والتصميم، لدى صناع أو مصممي المباني الناجحة. حيث أنها لها تأثير كبير على جميع أنواع المساحات المبنية ومستخدميها من خلال الارتباط ببعض الخصائص الجسدية والنفسية والثقافية. حيث قال المهندس المعماري ويليام موريس “العمارة كفن بناء مناسب بالمواد المناسبة”. لطالما سعى المصممون إلى التركيز على تجربة مواد جديدة للتركيز على عوامل مختلفة مثل الجماليات وبناء القوة والاستدامة وصداقة البيئة وتوليد الاقتصاد. وفيما يلي قائمة ببعض الخيارات غير التقليدية للمواد المستخدمة في التصميم الداخلي:

أولاً: الخشب المطعم بالقش

اكتسب التطعيم من القش شعبية خلال فترة الآرت ديكو عندما أراد المصممون تغطية كل شيء من الجدران إلى الأثاث في المباني. على غرار التطعيم الخشبي، من خلال استبدال قشرة الخشب بالقش، أصبحت هذه التقنية بارزة مرة أخرى في التصميم الداخلي باعتبارها تشطيباً متعدد الاستخدامات.

كما وتُستخدم مطعمة القش في الغالب كألواح جدارية وكمواد أثاث، وتوفر مجموعة لا حصر لها من الألوان والأنماط والقوام من خلال إضافة طابع فريد إلى العناصر. على الرغم من الاعتراف به كنظام تشطيب فاخر، إلا أن قش المواد الخام هو أحد أكثر المنتجات الطبيعية واستدامة وهو متاح بسهولة للجميع.

ثانياً: الفطر

يعد تقليل البصمة الكربونية لبيئتنا المبنية من خلال إيجاد بدائل مادية مستدامة أمراً حيوياً لتحسين الظروف البيئية في عالم اليوم. حيث يتم استخدام الفطر (Mycelium) بالفعل بطرق متعددة التخصصات لمنظمات مثل (Ikea)، و (Dell)، وهي مادة عضوية ليفية مصنوعة من الفطريات التي توفر قوة فائقة ومقاومة للعفن ومقاومة للحريق للمباني والديكورات الداخلية. كبديل للبولسترين، الفطريات هي مادة متجددة تهضم نفسها وتنمو حول نفاياتها.

حيث يستخدم التصميم الداخلي هذه المادة المبتكرة في شكل ألواح مركبة (Myco-board)، وهي بديل لـ (MDF) الذي لا ينبعث منه الفورمالديهايد المسبّب للأمراض أثناء إنتاجه وكمواد أثاث يمكن إعادة تدويرها بسهولة. وبصرف النظر عن خصائصه الصديقة للبيئة، فإن الفطريات توفر أيضاً القوة والمتانة.

ثالثاً: الرق

تطلبت بداية الحداثة في العشرينيات من القرن الماضي لوحة تصميم محايدة ومحدودة لإعادة تعريف مفهوم الرفاهية من خلال استبدال الخشب الداكن والمنسوجات القديمة بمنتج أخف بكثير. حيث أدى هذا إلى استخدام الرق، وهو مادة رقيقة مصنوعة من جلد الحيوانات والتي كانت تستخدم تاريخياً في صناعة الورق.

اليوم، يتم استخدام الرق كمواد صناعة أثاث عالية الجودة والتي بعد عملية الشد والكشط تحت الشد، ينتج عنها نسيج صلب وشفاف ليتم تطبيقه على الركيزة الخشبية. وفي التصميم الداخلي، يتم استخدامه كمواد مطبقة على أسطح مختلفة مثل الأبواب والمكاتب وأنظمة كساء الجدران. حيث أن شفافية هذه المادة المصنوعة من العاج الناعم تجعلها مثالية لأغطية المصابيح والفواصل.

رابعاً: الخرسانة

تستخدم الخرسانة على نطاق واسع كمواد بناء معمارية، وتكتسب الآن أهمية كمواد للتصميم الداخلي أيضاً بسبب طبيعتها المتنوعة. حيث يوفر المظهر الخام والقوي الشائع على نطاق واسع متانة وقوة عالية في الظروف الجوية المتنوعة جنباً إلى جنب مع مقاومة الحريق والقابلية للتشكيل. فهي مادة بناء مجربة ومختبرة وحقيقية، الخرسانة متاحة للأرضيات وأنظمة الألواح وكمادة إضافية على الأسطح. كما وأنها مقترنة بمظهر غير مزخرف وخشن، ولها تكاليف بناء منخفضة وقابلية تشغيل سهلة.

خامساً: الطين والسيراميك

يشيع استخدام الطين في التصميم الداخلي مثل التبليط، وهو مادة متينة وغير مسامية ومتعددة الاستخدامات تُستخدم الآن بطرق مبتكرة مختلفة. من الجداريات المصممة حسب الطلب إلى الجدران الفاصلة البسيطة التي تهدف إلى الحفاظ على درجات الحرارة الداخلية، حيث أصبح الطين، والسيراميك الآن علامة في التصميمات الداخلية الترابية والمنزوعة. بصرف النظر عن استخدامها في عناصر أكبر مثل الجدران والأثاث، فإن الفخار الطيني والأواني والتحف الزخرفية تضيف أيضاً إلى سحر التصميمات الداخلية الترابية.

سادساً: الفولاذ المجلفن (المطلي بالزنك)

أدت مرونة المعدن وقابليته للتطويع إلى فتح نطاق استخدامه للتصميم الداخلي والأثاث أيضاً. حيث تسمح التصميمات والطلاءات والتشطيبات السطحية المختلفة للصلب بإعطاء تأثير كبير في البيئات المعاصرة والصناعية. بالمقارنة مع التشطيبات المعدنية الأخرى، يوفر الفولاذ المجلفن نهجاً أكثر مرونة واستدامة في أشكال الختم، والألواح، ومجموعة متنوعة من الأنماط الأخرى المثيرة للاهتمام.

سابعاً: المواد المعاد تدويرها وإعادة استخدامها

بدأ العديد من مصممي الديكورات الداخلية في التقدم والالتزام بقضية تقليل النفايات. سواء كان ذلك باستخدام زجاجات البيرة القديمة لبناء مدرج في المنازل، أو إنشاء مقاعد من الصحف المعاد تدويرها، أو استخدام زجاجات (PET) كعوازل، فإن العالم يتجه الآن نحو مستقبل مستدام من خلال اكتشاف تقنيات ومواد بناء جديدة. حيث يحاول المهندسون المعماريون والمصممون الداخليون وصانعو الأثاث ومبتكرو المنتجات تصوير طريقة تفكير جديدة ومستيقظة من خلال إعادة استخدام مواد النفايات واحتضان القديم والجديد معاً.


شارك المقالة: