الأوبرا هي شكل من أشكال المسرح، حيث تعرض الدراما كلياً أو بشكل رئيسي بالموسيقى والغناء. وبلاد المنشأ إيطاليا في عام 1600. وتعتبر جزءاً من الموسيقى الغربية الكلاسيكية. وفي أي أداء أوبرالي تُعرض عدة عناصر من عناصر المسرح الكلامي، مثل: التمثيل ،المشاهد والأزياء . وفي العادة تكون عروض الأوبرا مصحوبة بأوركسترا أو بفرقة موسيقية .
تاريخ الأوبرا:
تطوّرت الأوبرا تاريخيّاً انطلاقاً من المدائحيّات، فقد ظهرت جماعات دائمة منظّمة بمبادرة من رجال الدين في الكنيسة الغربيّة. ومهمتها هي إقامة جوقة دينية لكل عيد يقام وفق تقاليد المدّاحين. وسميّت هذه المجموعة من المؤلّفات التي تنشُدُها هذه المجموعة باسم “المدائحيّات”. وكان بعضها يحتوي إخراجاً معقّداً ومكان العرض المفضّل في البدء كان داخل الكنيسة.
ويتم الحفل بأسلوب متعدد النغم وبعض الجوقات، ثم جوقتان متناوبتان. ولضرورة المؤثرات المسرحيّة تحوّلت المسرحية إلى باحات الكنائس ثم إلى الساحات. وفي القرن الخامس عشر ظهرت المنصة بظهور التمثيليات الدينية. وكانت تُقسم إلى أجزاء يُسمَّى كل منها “البيت” وتُوضع عليها لافتة توضّح غايتها. وكانت الجنّة في الأعلى وفي إحدى الزوايا يفغر تنين شدقيه ليكون مدخل الجحيم. وكانوا يستخدمون مقاطع شعرية تتألّف من ثمانية أبيات ربما، وفقاً لفن الإنشاد الرتيب الذي كان يمارسه “المغنون الشعبيون”.
أمّا في البلاط وقصور النبلاء في القرن الخامس عشر والسادس عشر، فقد ظهرت حينها عروض تتميّز بالثياب الفاخرة وعجائب الديكور، الذي لا يتعلق بالرسم وحسب بل بالنحت والهندسة. وكذلك بفواصل موسيقية بين الفصول ذات مضمون أسطوري أو رمزي، فقد ساهم أعظم فنّاني العصر ك “برامانته” و”اريوسته” بتنفيذ الديكورات، التي ترتكز على مؤثرات تحصل بواسطة المنظور ومزيج بين الرسم والهندسة.
و كما كانت ألوان الأزياء تُختار بعناية “على الأغلب فاتحة”. وكانت هناك تعاليم للحركة على المنصَّة “عدم المشي إلا عند الضرورة القصوى”، بالإضافة إلى تعاليم النطق واللفظ، دراسة الإضاءة المناسبة للمنظور المرسوم واستخدام المرايا، كما استخدمت أوكسترا موسيقية ودرست علاقات دخولها مع الكلام أثناء العرض المسرحي.
دار الأوبرا:
هي عبارة عن مسرح يستخدم لعروض الأوبرا، يحتوي على منصّه، مقاعد للمشاهدين ومرافق خلف المنصَّة للأزياء ومتطلبات العرض .
أشهر دور الأوبرا في العالم:
دار الأوبرا في سيدني:
تعدّ من المعالم الشهيرة في أستراليا. وهي أحد أعرق مراكز الفنون المسرحية في العالم. ويُعدّ تحفة معمارية من القرن 20 ، تم تصميم دار الأوبرا في سيدني والتي بُنِيَت من قِبل المهندس المعماري “يورن أوتسون “؛ وذلك لتعكس لنا صورة السفينة الشراعية الضخمة. وتعتبر من أهم المسارح لجوان ساذرلاند، مسرح الدراما، المسارح المتعدّدة الأغراض وقاعة الحفل، التي تضم أكبر جهاز تعقّب للعمل الميكانيكي في العالم.
دار الأوبرا في فيينا:
وهي معروفة باسم (Staatsoper)، حيث تم افتتاحها عام 1869 مع أداء موزارت “دون جيوفاني”. وصممّت على الطراز الحديث لعصر النهضة، بينما تم تدمير المسرح جزئيا بالقنابل وذلك خلال الحرب العالميّة الثانية. ولم يتم تجديدها بالكامل حتى عام 1955. وتشتهر هذه الأوبرا عن أي أوبرا أخرى ، فقد حصلت على الشهرة العالمية في فيينا الفيلهارمونية لأعضاء الأوركسترا.
دار أوبرا متروبوليتان:
وتُعرف باسم الأرصاد، حيث تقع دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكولن في مدينة نيويورك، كما تشتهر بإنتاجاتها المتقن والمبتكر كما هو الحال بالنسبة لعروضها البارعة. وصمّمت دار أوبرا متروبوليتان من قبل المُهندس المعماري والاس هاريسون، حيث تم تصميمها للمسرح الحديث، الذي يتميّز بالحجر الجيري مع الواجهة البيضاء ومع سلسلة من الأقواس الكبيرة.
دار الأوبرا المجرية:
صمّمت من قبل (Mikós YBL) واكتَمَلت في عام “1884”. وتُعدّ دار الأوبرا المجرية في بودابست هي أفضل إنجاز معماري هنغاري، زيّن هيكل الحديث في عصر النهضة مع اللوحات والمنحوتات، التي تم إنشاؤها من قبل الفنانين في البلاد. وأهم ما يميّزها ثرائها الضخم والمصنوع من البرونز. وقد اجتذب المسرح الملحّنين المشهورين عالمياً، بما في ذلك جوستاف ماهلر وأوتو كليمبرر .
مسرح لاسكالا :
مسرح سكالا في ميلانو، أو لا سكالا وهو المعروف في جميع أنحاء العالم. وتتمتّع المسرح بسمعة جيدة وصمّم على الطراز الكلاسيكي الجديد، من قِبل المهندس المعماري (Joseh Piermarini).
مسرح البولشوي:
تم إعادة بناؤه وتجديده عدّة مرّات على مدى تاريخها الطويل، حيث بدأ مسرح البولشوي في موسكو مع البنية الحجرية المتواضعة في عام 1790. وقد صمّمه المبنى المهندس المعماري “اندريه ميخائيلوف”. وتم الانتهاء منه في عام 1824.
المسرح الكلاسيكي الجديد :
يتميّز بالسجاد الشرقي، جدرانه المغطاة بالحرير الدمشقي والكراسي المخملية المنّجدة، أيضاً مع العديد من دور الأوبرا الكبرى، والشرفات الأربعة والمعرض التي يطوق مكان جلوس الأوركسترا.