الخط الكوفي المورق

اقرأ في هذا المقال


إن للكوفة أهمية كبيرة في مجال الخط، بالإضافة الى أن الكوفة قد أخذت موقعها التاريخي والحضاري، حيثُ نال الخط قسطاً كبيراً من التجويد، وتنوعت فيه على مرّ الزمان وأشكاله كما تعددت صوره وغدت له مسبحة زخرفية خاصةً به.

ما هو الخط الكوفي المورق؟

هذا النوع من الخط تلحقه زخارف تُشبه أوراق الأشجار، وتنبعثُ من حروفه القائمة، أو حروفه المستلقية خاصةً تلك الحروف الأخيرة والتي لها سيقان رفيعة تمتاز بأنها تحمل وريقات نباتيةٍ تتنوع في أشكالها وخصائصها، ولقد بدأت ظاهرة التوريق في صورتها الأولى في مصر قبل أن يتقدم القرن الثاني الهجري، كما أنها بلغت في مصر درجة تنبعث على الاعتقاد بأنها صادفت فيها مكاناً مناسباً لنموّها واكتمالها، وذلك قبل منتصف القرن الثالث الهجري.

ويغلب أن تكون نزعة التوريق هذه قد انتقلت من مصر الى شرق العالم الإسلامي وغربه، حيثُ أنها تلعب دوراً مهماً في زخرفة الكتابة، وأقدم كتابة مورقة شرقي العالم الإسلامي كتابة في المسجد الجامع في نائين بإيران مؤرخة سنة 288 هجري، ويُعتبر التوريق الفاطمي غايةً ما بلغته هذه الظاهرة في مصر من النمو والتطور.

ومن أشهر الأباريز المؤرقة ما يوجد في المقصورة في الجامع الحاكمي من نهاية القرن الرابع الهجري والأباريز الموجودة في شمالي العراق، ومن المدونات في الخط الكوفي المورق كان بلاط مدون عليها بالخط الكوفي وحجمها 76×30×5سم والأصل محفوظ في متحف موسكو الاتحاد السوفييتي برقم 1/1/1040.

وهكذا نرى أن الخط الكوفي في تطور ونمو، حيث أصبح الخط الكوفي ذو شهرةٍ واسعةً، كما أنه أصبح يوصف بالشجرة التي تنمو وتزدهر، وهي مزخرفة بألوان زاهية من أنواع الخطوط، لذلك فقد قسم الخط الكوفي إلى لين ويابس، ونجد ذلك في أنه من الملاحظ أن أهل الكوفة قد أفرطوا في استخدام الصورة اليابسة في كتابة المصاحف.

إلى جانب ذلك فقد تطور الخط الكوفي تطوراً كبيراً خلال العصر العباسي، وقد عرف الخطاطون والمزخرفون كيفية الانتفاع من الخصائص الزخرفية لهذا الضرب من الخط أحسن انتفاع، كما أنهم أحاطوا الخطوط الكوفية بنماذج رائعة عظيمة التنوع من الوريقات والزخارف النباتية.

لقد كان الخط الكوفي بلا توريق ولا تزهير فيه ولا تشابك ولا ترابط بين حروفه إلى أن دخل الخط الكوفي ما يُطلق عليه اسم الخط الكوفي الصوري.


شارك المقالة: