سيرة ملحم بركات

اقرأ في هذا المقال


ملحم بركات:

ملحم بركات هو مغنّي وملحّن لبناني، يُعتبر من أشهر المطربين اللبنانيّين والعرب، كما كان له تجارب في المسرح والتلحين لمطربين آخرين مثل وديع الصافي.

نبذة عن ملحم بركات:

ملحم بركات مغني وملحن لبناني. يعتبر بركات من أشهر المطربين والملحنين اللبنانيين والعرب، تأثر بفن الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، ظهرت موهبته مُنذ كان في المدرسة. وفى أحد الاحتفالات المدرسية قام بتلحين بعض الكلمات من الجريدة اليوميّة ومن ثم قام بغنائها. والتحق بعد ذلك بأحد البرامج المشهورة للأصوات الجديدة، حيث قام باختباره رواد الفن اللبناني الكبار. وقالوا عنه أنه موهبة لا مثيل لها لما يمتلكه ملحم بركات من طبقات صوت عالية وذات مواصفات جيّدة. والتحق بعد ذلك بالمدرسة الرحبانية وكانت من هناك انطلاقته الكبيرة.

بدايات ملحم بركات:

ملحم بركات (الموسيقار) مطرب وملحّن وممثّل لبناني، ولد عام 1942 في قرية كفر شيما بضواحي العاصمة اللبنانيّة بيروت، لأسرة متوسّطة الحال حيث كان والده يعمل بالنجارة، درس الموسيقي في المعهد الوطني للموسيقى، الكونسرفتوار.
ورث ملحم بركات حب الفن والموسيقى من والده الذي مارس الفن كهواية وتعلّم منه العزف على العود، حيث كان يدندن وسط أصدقاؤه في البلدة حتّى أُطلق علية لقب مطرب الضيعة. وقام بتلحين بعض الكلمات من أحد الجرائد اليوميّة والتي قام بغنائها في إحدى المناسبات المدرسية.
وفي مطلع شبابه طلب ملحم من والده ان يسمح له بدراسة الموسيقى، فكان جواب الأب:هناك عبد الوهاب في الساحة وتريد ان تصبح فنانًا؟! وبالرغم من ذلك ترك ملحم المدرسة وكان في السادسة عشرة من عمره عام 1960. وقرّر الالتحاق بالمعهد الوطني للموسيقى، فانتسب إليه دون معرفة أبيه، فكان يخبئ كتب المعهد في كيس ورقي يُخفيه أمام مدخل منزله، إلى وأن اكتشف والده الأمر الذي عاد وقبل الأمر نظرًا لإصرار ابنه وموهبته الواعدة.
درس ملحم النظريات الموسيقيّة والصولفاج والغناء الشرقي والعزف على آلة العود، مدّة أربع سنوات في المعهد الوطني للموسيقى (الكونسرفاتوار). وكان من بين أساتذته، سليم الحلو وزكي ناصيف وتوفيق الباشا. وترك المعهد قبل إكمال دراسته، فنصحه فيلمون بأن يتوجه الى مسرح الرحابنة وهكذا كان. فقد تعرّف إلى ابن بلدته الفنان عصام رجي، الذي سمع عنه الكثير، فانضم بواسطته إلى فرقة الأخوين رحباني.
لكنّه بعد أربعة أعوام، في عام 1968 تركهما لكي يشقّ طريقه الفنيّة ويبني شخصيّته الموسيقيّة الطربية والتلحينيّة المتميّزة؛ نظراً لما يمتلكه من موهبة في هذين المجالين.

إنجازات ملحم بركات:

عادة ما يُغنّي ملحم بركات أغنياته باللهجة العامية، كما كان ينتقد سعي زملائه في الوسط الفني في لبنان لأداء أغانٍ باللهجة المصرية لأهداف تجارية. وعلى الرغم من عدم انتشار أغانيه بشكل كبير في مصر، حيث لا تلاقي الأغاني في اللهجات غير المصرية ترحيباً كبيراً، فقد أحرز بركات شعبية واسعة على مستوى الوطن العربي، في سوريا والأردن ولبنان على الأخص.
وفي عام 1966 في الثانية والعشرين من عمره شقّ ملحم طريقه في مشوار فني طويل تعليمًا ولحنًا وغناء ومسرحيات. فقد درس العزف على العود. واشترك في الغناء في فرقة الرحابنة في عدد من مسرحياتهم الغنائية وقام ببطولة مسرحية الربيع السابع، كما ظهر في العديد من الأفلام اللبنانية في الثمانينات من القرن الماضي.
وإلى جانب الغناء والتّمثيل بدأ الفنان بركات مسيرته التلحينيّة لعدد كبير من المطربين، نذكر منهم: وديع الصافي، صباح، سميرة توفيق، ماجدة الرومي، وليد توفيق، باسكال صقر، ربيع الخولي، أحمد دوغان وميشلين خليفة.
وكانت أولى ألحانه هي: بلغي كل مواعيدي وهو (ثنائي بينه وبين جورجيت صايغ). ومن ثم ألحان مسرحية حلوة كتير للمطربة صباح. ومن بينها: المجوز ألله يزيدو، صادفني كحيل العين، ليش لهلق سهرانين. وكان أوّل عمل مسرحي قام ببطولته مسرحيّة الأميرة زمرد.
وبعد ذلك الربيع السابع مع الأخوين رحباني وبعد ذلك مسرحيّة ومشيت بطريقي، خاض غمار السينما وقام ببطولة فيلم حبي لا يموت مع النجمة هلا عون. كما أقام حفلات فوق المسارح العربية والعالميّة في فرنسا، أميركا، أستراليا، كندا، قرطاج (تونس)، جرش (الأردن) وغيرها الكثير من البلدان.
ولم يساير ملحم بركات أحداً، كان يقول ما لديه ويمشي، آراؤه اللاذعة لم تكن على مزاج بعض الفنانين، إلّا أنّ معاداة قامة كملحم بركات كانت مهمة مستحيلة، حتى على المتضررين من آرائه التي كان يطلقها من حرصه على الفن.
حمل لواء الأغنية اللبنانيّة حيث وصف كل من فنان لبناني يغنّي من ألحان غيره بالخائن، طالب بسجن المتعدّين على الفن، حمل هموم وشجون الفن اللبناني. وبقي يغنّي حتى أيامه الأخيرة، يوم اكتشف أنّه يعاني من مرض، فأصرّ على إحياء الحفلات التي اتفق عليها قبل أن يدخل المستشفى التي لم يكن يعرف أنه لن يغادرها.
كما كان بركات يوجّه سهام نقده للسياسة في بلده ورجال الدين، فأحدثت انتقاداته صخباً كبيراً وردود فعل عنيفة، إذ لم يسلم من اتهامه بالتشدد ومن زيادة عداواته في الوسط الفني وخارجه، كما أخذ منتقدوه عليه سقوطه في مستنقع السياسة اللبناني.

أشهر أقوال ملحم بركات:

شعوري بالإحباط رهيب..عاديت الفنانين وشتمتهم وأقمت القيامة عليهم وأنا أعتذر منهم لأنني فتحت عليهم معركة لأنهم يغنون بغير اللهجة اللبنانية. وأقول لهم: لا تؤاخذوني أنا طلعت حمار، إنتوا يلي بتفهموا.. الذي يحرق هذا البلد يحبونه.. والذي يحب هذا البلد ويقتل نفسه لأجله، الناس كلهم يكرهونه.

حياة ملحم بركات الشخصية:

تعددت علاقات بركات طوال حياته، فتزوج في بديات حياته من سعاد فغالي شقيقة الفنّانة الراحلة صباح. ولم يثمر الزواج أولاداً. ومن ثم تزوج من السيدة رندا عازار وهي أم أولاده مجد ووعد وغنوة. وبعد ذلك ارتبط في علاقة عاصفة بزميلته في الوسط الفني مي حريري فتزوجها بعد أن انفصل عن زوجته السابقة وأنجبت له ملحم جونيور ثم عاد وطلّقها.
ومن ذكرياته التي لا ينساها أبداً معايشته للراحل فيلمون وهبي، ابن بلدته كفرشيما، فهو رافقه كسائق خاص لأربع سنوات متتالية، فتعلّم منه تبسيط الأمور. أمّا النصيحة التي كان يردّدها على مسمعه فكانت: «لا يتفلسف في التّلحين». أمّا علاقته بالراحل حليم الرومي، والد المطربة ماجدة الرومي، فكانت أقل عمقاً من تلك التي ربطته بفيلمون وهبي. والمرة الأولى التي سمعه يغنّي فيها كانت بالصّدفة، عندما طلب أحد أقرباء الرومي من ملحم أن يغني للحضور في مسرحية «جنفياف» بين الاستراحة والأخرى، فأدى أغاني لمحمد عبد الوهاب مثل «يا بابور»، «أحب عيشة الحرية» آنذاك أعجب الرومي بصوته. أمّا من حيث ديانة ملحم بركات ومعتقداته وطائفته الأصلية، فقد ولد لعائلة مسيحية.

وفاة ملحم بركات:

توفي ملحم بركات في 28 أكتوبر 2016، بعد صراع مع مرض السرطان. وقال نزار فرنسيس بعد موته “بموته أشعر بأني ضائع، نحن نرى بعضنا يوميّاً منذ 23 عاماً “.

حقائق سريعة عن ملحم بركات:

المعروف عن ملحم بركات ولعه الشديد بهواية الصيد. كان يؤلّف مع الملحّنين إيلي شويري والراحل فيلمون وهبي ثلاثيّاً معروفاً في هذا المضمار فلا يفترقون في مواسم صيد طيور«المطوق» و«الترغل» و«السمن».
وكان يحلو للثّلاثة بأن ينتقدوا بعضهم بعضًا وكانوا يروون الطرائف والنكات الخاصّة بالصيادين أثناء قيامهم بهذه الهواية. ويروي المقربون من ملحم بركات تلذذه في تناول الأطباق اللبنانية العريقة كالكبة على أنواعها والمجدرة والتبولة، إلا أن طبق الفول المتبل بالحامض والثوم يبقى الأفضل بالنسبة له، خصوصاً عندما يشكل ختام المسك لرحلة صيد ناجحة.

المصدر: الأغاني /لأبي الفرج الأصفهاني الموسيقى الشرقية والغناء العربي /قسطندي رزقكتاب الأغاني /بسنت حسين


شارك المقالة: