أهم مبادئ الحوار النقدي:
أن فهم بعض الاعتبارات الأساسية للنقد يساعد في إيجاد المحتوى الذي يوفر حوارا نقديا فعال والمبادئ ذاتها لا تمنع حدوث الكلام الجيد غير المحدود عن الفن، اذ يجب علينا أن نكون دائما حريصين من التوصيات التي تقودنا إلى حشر أعمال فنية قوية داخل مدارك حسية مقفلة. غير أن المبادئ قد صممت لتقترح نموذجاً متماسكا من التحضير للنقد، فمن أهم مبادئ الحوار النقدي ما يلي:
- يجب أن يحدد مفهوم الفن ملائمة الموضوع للنقد: فمن الناحية الظاهرية إذا أحسن استعمال مصطلع النقد الفني فيجب أن يكون العمل الفني موضوعاً للنقد. حيث أن الموضوعية الفنية تعتبر سنداً للتعبيرية الجمالية. ومع ذلك، فقد يواجه النقاد والمدرسون أحياناً بتحدي الجمهور الشكاك لتبرير الموضوع في دراسة الفن، إذ أنه ليس من المفيد كثيراً لشخص ما أن يستطرد باستعمال طريقة نقدية لتكون تمرينا اكاديميا في حال كون الموضوع المنقود قد رفض لعدم ملائمته للنقد، أي أنه لكون العمل موضوعاً بعيداً جداً عن مفهوم المشاهد للفن ستبدو هذه الطريقة عملية تتجاوز السخف. غير أن هذا نادراً ما يحصل مع أشكال الفن التقليدية كالتصوير والرسم وهي مشكلة كبيرة نسبياً عندما يشكل الموضوع تجاوزاً متطرفاً للأشكال الفنية الشائعة والمعروفة. حيث أن بعض الأعمال الفنية الغريبة تعتبر أُحجيات وتربك المشاهدين ويحتاج وجودها الى تفسير قبل عملية النقد، وفي هذه الحالة يجب علينا أن ندرك أهمية مفهوم الفن في الحوار النقدي؛ فمعرفة حالة الموضوع الفني تخفف الشك وتسهل الطريق أمام عملية النقد، علماً بأن معايير قبول العمل ليعد فناً ستختلف طبقا للنظرية أو المفهوم المطبق.
- الالتزام بمحتويات الحوار النقدي المناسب مهم لوجود نقد فني فعال: حيث يتكون محتوى الحوار الملائم عموماً من عنصرين متداخلين هم توجيهات الإدراك الحسي، وقيود على الحكم النقدي، حيث أن التوجيهات العامة لها خاصية للعمل الفني، فقد يكون لها تأثير على معنى العمل، ولذلك فمن غير الملائم استثناء أي زاوية من نوايا اللوحة عنوة من الفحص والوصف النقدي، أما فيما يتعلق بأحد القيود واسعة الانتشار فنقول: أن الحكم النقدي يجب أن يدعم بتبريرات ملائمة، وذلك لأن عبارة التحيز البسيطة لا تشكل حكما مقبولاً. كما أن الخوض في الحوار دون الإحساس بما هو ملائم وما هو عرضي أو غير ملائم يؤدي الى الارتباك، والإلباس والتناقض وهذا بدوره ينتج توليفات نقدية ضعيفة.
- يجب تحديد اهداف النقد الفني قبل تطبيق الطريقة النقدية: سواء أقبِل النقد في أبسط مستوياته ليكون كلاماً عن الفن أو اعتبر هدفاً أكثر شمولية كأن تقول أنه: نقد الحياة لتعزيز القيم الإنسانية، فإن المعرفة هي معرفة أن شيئاً ما قابل للتعريف وجدير بالاهتمام ستتحقق من خلال الحوار النقدي وتكون حافزاً وتشكل في النهاية إحساساً بنهاية الجدل للقيام بعملية الاختبار، وقد تكون الأهداف شمولية بشكل كاف لتحتوي على أهداف الطرق النقدية القرائنية والجوهرية، أي أن النقد هنا يكون وسيلة لإغناء التجربة الفنية بجعل الإدراك الحسي أكثر تمييزاً والقدرة على الفهم أكثر كمال، ولكن الأهداف الشاملة وخصوصاً في الأوضاع التربوية تكون ملحقة بأهداف ثانوية أو متحدة بأهداف أُخرى لها تأثير مباشر على القضايا النقدية.
بالإضافة إلى ذلك فن هؤلاء الذين يعملون في مجال التربية الجمالية يبحثون عادة في تطوير الإدراك الأكثر حِذقاً للفن لدى الطالب، وجعلها ظاهرة اجتماعية. وهذا بيدوا معقولاً لأن المناظرة النقدية حول هجاء منقوش للفنان (ويليام هوجارث Hogarth William)، يشتمل على مراجع عن مدينة لندن في أوائل القرن الثامن عشر، كما يمكن أن تستعمل كمية كبيرة من المعلومات عن الأخلاقيات والسياسات، والعادات الاجتماعية في تلك الفترة للمساعدة في تحقيق الهدف الاجتماعي وكذلك استيفاء متطلبات النقد القرائني والجوهري. - يجب أن تكون صفات المشاركين مؤَكَدة قبل البدء بالحوار النقدي: كل ناقد جيد ومدرس جيد يدرك أن المشاركين يدخلون في الحوار بمستويات معينة من الخبرة والمعرفة، حيث أن القدرات المتعلقة بالموضوع تحت الدراسة. ومن الأفضل أن تُغَيَّر اللغة إلى مستوى فكري مفهوم ومثير في وقت واحد معاً، حيث أنه من المهم جداً أن يكون الناقد على دراية بمدى تأثير هذه المتغيرات على الناقد الفني، فيما يتعلق بالمصطلحات المعقدة المستعملة في الحوار، وبسلاسة العبارات المنطوقة. فالمعرفة بالمصطلحات والتقنيات والأساليب، والتاريخ، والثقافة يمكن أن تعرف خارج نطاق الحوار النقدي ولكنها ربما تستعمل فيما بعد لفهم وتذوق الأعمال الفنية من خلال ممارسة النقد الفني.