مُهمّة خَلق الثقافة التنظيمية عملية غير سهلة، فيجب أن يتعلمها الموظفون منذ بداية عملهم، فكلما تمّ تعلمها بشكل مبكر كانت أقوى، فالمدير يعتبر صاحب دور في غاية الأهمية لبناء القيم وأساليب العمل وخاصة عند بدايات المنظمة.
آلية خلق الثقافة التنظيمية للموارد البشرية والمحافظة عليها
الرؤية والفلسفة التي يؤمن بها المدير والمرؤوس لها دور مُهم في تنمية الثقافة التنظيمية، وإن المنظمات صغيرة الحجم في بداياتها يكون له أثر في وضع البصمات وتسهيل خَلق الثقافة التنظيمية، وتَبنّي الرؤية وزرع القيم في جماعات العمل، إلا أن الثقافة تنشأ بسبب التفاعل والخبرة والممارسة التي يَمرّ بها الموظفين والتي يشاهدون فيها سلوك يتم مكافأته، فتعزز باعتبارها أسلوب لكسب الكثير من المزايا والفوائد، أما الآليات الرئيسية لبناء الثقافة التنظيمية فهي كما يأتي:
- اختيار الموظفين: عملية اختيار الموارد البشرية مرحلة أساسية في بناء الثقافة التنظيمية، عن طريق عملية الاختيار يتم التعرف على الأشخاص الذين ترى المنظمة أنّ لهم صفات ونمط سلوكي ومخزون ثقافي واستعداد وتوجيه ملائم لها.
- الممارسات الإدارية: إن الممارسات هي الاختيار الفعلي لطبيعة الثقافة التنظيمية المطبقة، إذ يتضح عن طريق الممارسات أشكال السلوك التي يمكن مكافآتها والسلوكيات التي يتم استهجانها وفرض العقوبات عليها، وهذا يعتبر مؤشر واضح للموظفين فقد تقوم المنظمة برفع شعارات تبنيها ثقافة تنظيمية توازي الأمانة واعتماد قيم المساءلة والوضوح.
لكن مع واقع ممارسة المهام اليومية يتولد لدى الموظفون معرفة أن الإدارة لا تقوم بتطبيق إلا عكس ما تدفعه من شعارات حيث تحصل الترقيات والحوافز لمن يمتلكون الواسطة والعلاقة الاجتماعية مع المدراء، وإن العديد من الممارسات غير الصحيحة والتي تخالف القانون لا يتم محاسبة الذين قاموا بها بل يحصل عكس ذلك.
إذ أن الذين يطبقون القواعد ولا يقومون بتجاوزها يقال أنهم تقليديون وهذا بالتالي يعتبر نقطة ضعف لهم، يحصل الحديث عن السلوكيات الخاطئة ويتم تعديل المعلومات غير السليمة لوسائل الإعلام لغاية بناء صورة جيدة وتكون عكس الواقع، إن مثل هذه الممارسات هي التي تخلق ثقافة تنظيمية وليس الشعارات الرنّانة والأنظمة التي لا يتم تطبيقها.
- النشأة والتطبيع: تثبيت الثقافة التنظيمية يحتاج اهتمام المنظمات وبعد اختيارها المرشح الملائم لعملية التدريب فهذا يعتبر نوع من التطبيع الاجتماعي للثقافة التنظيمية للموارد البشرية الذي يتم عن طريقها الموظف بتعلم الكثر عن المنظمة وقيمها وغاياتها وما تتميز به عن المنظمات الأخرى، في الغالب يحصل هذا عن طريق الدورات التدريبية حيث تستمر هذه الدورات لساعات أو أيام بناءً على نوع المنظمة وحجمها.