اقرأ في هذا المقال
الأخلاق هي عبارة عن مفهوم يُعبّر عن القيم السلوكية التي تُبيّن ما هو الخير وما هو الشر، والأخلاق مرتبطة بصورة كبيرة بالضمير فهي تتكامل معه ولا يمكن التفريق بينهما.
أخلاقيات ممارسة مهنة إدارة الموارد البشرية
إن أخلاقيات أي مهنة تقوم بتوضيح ما يجب الالتزام به باقتناع ورضا وفيه الخير للأفراد الآخرين، وما هو المفروض الابتعاد عنه؛ لأنه يسبب الضرر لهم، هناك من ينادي إلى أن تكون المهنة عبارة عن نظام أخلاقي يخص ممارستها، وتجبر النقابات كل من ينتمي لها أن يمارس أخلاق المهنة، وأيضًا يعتبر هذا الموضوع موضوع ضمير وقناعة وليس فقط موضوع دستور.
أما ما له علاقة بموضوع أخلاق ممارسة مهنة إدارة الموارد البشرية وبسبب الأهمية التي توضّح بشكل مستمر عن أهميته لنجاح منظمات الاعمال، فقد تم في بعض البلدان تحديد دستور أخلاقي يقوم بالإشارة إلى مجموعة من القواعد لتتم ممارسة مهنة إدارة الموارد البشرية في هذه المنظمات، ولقد تولّد في المجتمعات المتقدمة صناعيًا دافعاً بأهمية وجود هذا الدستور الأخلاقي، وأن يقوم بإلزام ممارس مهنة إدارة الموارد البشرية في القرارات التي يمارسونها بطريقة يومية.
فمثلاً أن لا يتخذ مدير إدارة الموارد البشرية قرار تعين الذكور بدلاً عن النساء، بسبب قناعته أن للذكر لديه القدرات والطاقات الفسيولوجية الأكبر، وبرأيه أن هذا التصرف يقوم بتحقيق الفوائد للمنظمة مهما كانت الطريقة المتبعة لتحقيقها، وأن الغاية تبرر الوسيلة، وهنا في مثل هذا السلوك لا يعتبر السلوك والقناعة سلوك أخلاقي، وبسبب مثل هذه السلوكيات حدّد المختصون بعلم الإدارة مجموعة من أخلاقيات الإدارة بشكل عام وأخلاقيات إدارة الموارد البشرية بشكل خاص، وهذه الأخلاق تعتبر جزء من ثقافة المنظمة.
القواعد الأخلاقية لممارسة إدارة الموارد البشرية
يوجد عدد من القواعد الأخلاقية المتعلقة بتطبيق إدارة الموارد البشرية، وقد تمّ تحديدها من قِبل جمعية إدارة الموارد البشرية الأمريكية، وإن هذه القواعد تعتبر قواعد عامة وتطبيقها من منظمة أعمال إلى منظمة أخرى سوف يكون مختلفاً بناءً على ثقافة المجتمع وثقافة المنظمة المطبقة فيهما، والهدف من تحديد هذه القواعد هو توفيرها لممارسي مهنة إدارة الموارد البشرية، وأن تتكرس لديهم الغاية منها وأن ينفذوها خلال ممارساتهم، وهذه القواعد كما يأتي:
- أن يكون الهدف الرئيس له هو تطوير العمل، والذي تقوم به إدارة الموارد البشرية في المنظمة التي تولّى المهمة فيها.
- أن يسعى مدير إدارة الموارد البشرية لتوفير انطباع ممتاز عنه، وأن يُحقّق الثقة لدى الموظفين في المنظمة والثقة في المجتمع عن المنظمة وملّاكها.
- أن يكون السعي الدائم لديه ليحسن من قدراته ومهاراته في مجال التخصص لديه، وهو مجال إدارة الموارد البشرية.
- أن يَدين بالوفاء والولاء للمنظمة التي يعمل فيها ولملّاكها، وأن يهدف بشكل دائم ليقوم بتقديم النصائح والإرشادات لهما، وأن يقوم بتحقيق رغباتهم واحتياجاتهم بما يتناسب مع صالحها وصالح المجتمع.
- أن يقوم بتحديد مجموعة من أسس الأداء الوظيفي المرتفع لأدائه المتخصص في إدارة الموارد البشرية، وأن يعمل جاهدًا للوصول إليها.
- أن يقوم بتطبيق الأنظمة الحكومية التي تتعلق بإدارة الموارد البشرية التي تكون صادرة عن الدولة خلال ممارسته لها.
- أن يقوم بدعم الغايات والحاجات المتعلقة بالمجتمع في موضوع التنمية لمهنة إدارة الموارد البشرية.
- أن لا يستخدم وظيفته والسلطة التي تم منحه إياها بشكل سلبي، وأن يوظفها لاستخداماته ورغباته الشخصية أو مصلحة من يهمونه من العائلة والأصدقاء، وأن لا يتحيز لموظفين محددين لكي يحمي مصالحه الشخصية.
- أن يقوم بتشجيع ملّاك المنظمة على تحقيق العدالة والانصاف والشفافية في طريقة تعاملهم مع العناصر البشرية، وأن تكون هذه المعاملة في الدرجة الأولى في لائحة أولوياتهم، وأن تكون فعّالة وذات جدوى.
- أن يكون أمين ويحافظ على أي معلومة سرية عن الموارد البشرية، والتي من الممكن أن تؤثر عليهم وعلى مصلحة المنظمة.
يجب على أي عنصر بشري يعمل في إدارة الموارد البشرية أن يكون شخص يتميز بمستوى علمي ودرس وتعلّم بشكل أكاديمي، وتعلّم من دراسة الأصول والقواعد التي تتعلق بممارسة مهنة إدارة الموارد البشرية، وأن يكون لديه خبرة عملية في هذا المجال، وهذا يوضّح لنا أن إدارة الموارد البشرية من غير الممكن أن يعمل فيها أي فرد غير متخصص في إدارة الموارد البشرية؛ لأن العمل فيها عمل حساس وله أهميته في نجاح المنظمة.
