الآثار الاقتصادية للضرائب

اقرأ في هذا المقال


ما الآثار الاقتصادية للضرائب؟

من الممكن أن تؤدي الآثار الاقتصادية للضرائب إلى انخفاض الدخل النقدي أو الدخل الحقيقي، ممّا يدفع الأشخاص الذين يتحملون هذا العبء الضريبي إلى البحث عن طرق ووسائل لتقليل هذا العبء أو تحويله بطريقة ما، البعض الآخر لأشخاص آخرين، على سبيل المثال عن طريق إعادة فحص خططهم الاقتصادية وأفعالهم والاستهلاك والادخار عن طريق الاستثمار من خلال إدخال تعديلات معينة ضرورية لتجنب هذا العبء الضريبي، حيث تؤدي آثار الضرائب على الحياة الاقتصادية إلى ما يعرف بالعبء الضريبي.

ويؤدي تحويل العبء الضريبي من منتج إلى آخر لسبب أو لآخر إلى ارتفاع الضرائب على هذا المنتج، ممّا يؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني، ويمثل خروج العديد من المنتجين من الحياة الاقتصادية التي قد تكون ضعيفة لذا فإن الهيكل الاقتصادي للدولة والسوق يفقد إمدادات المواد الخام، وهو ما يفسر تراجع الدخل الحقيقي للإنسان تحويل العبء الضريبي واستقراره بشكل نهائي في بعض الأحيان يجب أن نتعرض لنظريات العبء الضريبي بالإضافة إلى هذا الوضع والسياسة المالية التي يمكن أن تتبناها الدولة من أجل الحفاظ على الأنشطة العادية للمؤسسات الاقتصادية المختلفة وكذلك تصرفات دافعي الضرائب الذين ينتجون لمواجهة هذا العبء الضريبي.

الآثار العامة للضريبة على الاقتصاد الوطني:

الآثار الضريبية على الاقتصاد الوطني، أي حجم العبء الضريبي على الاقتصاد الوطني، ممّا دفع دافعي الضرائب من مختلف المجالات الاقتصادية إلى إعادة النظر في خططهم الإنتاجية والتمويلية وغيرها من وظائف الأعمال الأساسية من خلال الكشف عن تأثير الضرائب على الكميات الاقتصادية. ويتعلق الأمر بالاستهلاك والادخار والإنتاج، وكذلك تأثير الضريبة على إعادة توزيع الدخل القومي، لما لها من تأثير اجتماعي كبير على الدخل الحقيقي للأفراد.

ويكمن دور الضرائب في حل الأزمات الاقتصادية كالتضخم والركود مما يعني دورًا حديثًا للضرائب بشكل عام، يؤثر تأثير الضريبة على الكميات الاقتصادية على انخفاض الدخل النقدي أو انخفاض الدخل الحقيقي، والضرائب المباشرة لها تأثير ضئيل على ارتفاع الأسعار، في حين أن الضرائب غير المباشرة لها تأثير ضئيل التأثير مهم؛ لأنه كما ذكر سابقًا جزء من سعر بيع البضاعة.

 آثار الضريبة في عملية التنمية:

يعتقد التقليديون أن الغرض الرئيسي من الضريبة هو توفير المال لتغطية النفقات العادية التي كانت معروفة في ذلك الوقت، بينما اعتبروا أن الآثار الاقتصادية للضريبة الناتجة بشكل غير طوعي ثانوية. ورأى أنصار النظرية المالية الحديثة الضرائب كوسيلة وأداة للتأثير على المجالات الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب دورها التقليدي وهو الدور المالي.

أولاً: أثر الضريبة في توجيه الاستثمار:

لأن الاستثمار هو المحور الرئيسي للتنمية الاقتصادية، فهو أداة لتحقيق النمو الاقتصادي، حيث يعتمد معدل النمو الاقتصادي على مقدار وتوزيع الاستثمارات بين مختلف فروع النشاط الاقتصادي، وتؤثر الضريبة على الاتجاه الاستثماري.

وعندما تُفرض الضريبة على قطاع اقتصادي بمعدل منخفض أو يكون الإعفاء واسعًا، يوجه دافعو الضرائب استثماراتهم نحو هذا القطاع لأنه أكثر ربحية. وتعتبر الضريبة أيضًا أداة فعالة لمنع الاستثمار الرأسمالي في القطاعات الإنتاجية التي تدين بمعدلات ضريبية عالية.

ثانياً: أثر الضريبة على الإنفاق الاستهلاكي:

إذا تم فرض الضريبة على مصاريف الاستهلاك من الضرائب ذات الدخل المحدود، فسيؤدي ذلك إلى تقليل استهلاك السلع التي يكون الطلب عليها شديد المرونة، مثل السلع الكمالية والتحول إلى السلع التي تتميز بها عن طريق عدم المرونة.

أما بالنسبة لذوي الدخل المرتفع، فقد لا يؤثر الاستقطاع الضريبي على نشاطهم الاستهلاكي؛ لأنهم سيحافظون على مستوى معيشتهم، وبالتالي يزداد ميلهم إلى الاستهلاك ويقل الميل إلى الادخار؛ لأن هذا يقودهم إلى إعادة توزيع دخلهم بين الاستهلاك وذلك؛ لأن الضرائب ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على الاستهلاك، ولكن هناك العديد من الاعتبارات.

ثالثاً: أثر الضريبة في الادخار:

سيؤدي إدخال الضريبة إلى انخفاض الدخل الذي يمكن للشخص إدخاره، وهذا يعني أنه سيكون هناك انخفاض في مدخراته ومع ذلك، فإن فرض الضرائب على الطبقات الفقيرة لا يؤثر على مدخراتهم؛ لأنه ليس لديهم فائض يدخرونه، بل على العكس من ذلك، فإن طبقة الدخل المرتفع ستضحي بجزء من مدخراتها للحفاظ على مستوى معيشتهم.

رابعاً: أثر الضريبة على الإنتاج والعمالة:

تؤثر الضرائب على القوة الشرائية وبالتالي على معيشة الناس وإنتاجية الناس، مثلما تؤثر الضرائب على رغبة الناس في العمل. ويعتقد البعض أن هذا يؤدي إلى حوافز للعمل على زيادة الإنتاج والدخل والحفاظ على مستوى معيشي معين يُعرف هذا باسم “ضريبة الحوافز” ويمكن أن يخفض الضرائب على كميات الإنتاج.

وبما أن هذا يزيد من تكاليف الإنتاج وهذا يؤدي إلى انخفاض الإنفاق الرأسمالي مما يؤثر على حجم العمالة، فإن الإعفاء الضريبي يزيد من كمية الإنتاج ويساهم في تنشيط المجال الاقتصادي وزيادة حجم الاستثمار، مما يؤدي إلى يؤدي إلى زيادة العمالة بعض الدول التي تطبق سياسات ضريبية تحرر أرباحًا من بعض الأنشطة الضريبية لتقليل حدوث البطالة.

وأفضل مثال على ذلك هو اعتماد الجزائر لسياسة ضريبية جديدة، من بين الإعفاءات الضريبية الأخرى، تعفي أرباح الشركات الصغيرة والمتوسطة العاملة في مجال تشغيل الشباب.

خامساً: أثر درجة في الضرائب:

تختلف أشكال الهيكل الضريبي من مرحلة إلى أخرى بسبب الظروف التي تعيشها الدولة، مع بداية التطور حيث تحتاج الدولة بشكل عاجل إلى تمويل مشاريعها الأولية الضعيفة وبناء البنية التحتية؛ لذلك في هذه المرحلة هناك حاجة إلى ضرائب ذات عوائد كثيرة، مثل ضرائب الاستهلاك وضرائب الممتلكات المدخرات والاستثمار مثل التي اعتمدتها المرحلة الناشئة من الرأسمالية.

ومع ذلك، بمجرد قيام الدولة بأنشطة اقتصادية واسعة ومتينة، فإنها تطالب بفرض ضرائب مباشرة على الدخل والثروة، واعتماد أساليب التصعيد والإعفاء لتقليص الفجوة الواسعة بين أصحاب الدخول المرتفعة والمنخفضة، من أجل تحقيق العدالة الضريبية، ثم يكون هناك توزيع عادل للدخل.

أثر الضريبة في معالجة الكساد والتضخم:

أولاً: أثر الضريبة في معالجة الكساد:

يعني الركود أن هناك عرضًا كبيرًا للسلع والخدمات يفوق الطلب. بالإضافة إلى انخفاض أسعار السلع نتيجة انخفاض طلب الأفراد، وهنا يجب استخدام نوعي الضرائب لمعالجة هذه الظاهرة برفع الضرائب المباشرة على أرباح دافعي الضرائب مما يؤدي بهم إلى خفض الإنتاج وتعطيل عدد العاملين عن العمل، وهذا سيؤدي تدريجياً إلى التوازن النسبي بين العرض والطلب حيثما تبدأ الأسعار بالارتفاع.

ثانياً: أثر الضريبة في معالجة التضخم:

تعتبر ظاهرة التضخم من المظاهر الهامة التي يحدث فيها الزيادة الحادة في المعروض من النقود بالنسبة لكمية السلع والخدمات المعروضة في السوق.

ولتحقيق ذلك، يجب سن قوانين جديدة تفرض ضرائب حديثة أو ترفع معدلات الضرائب السابقة، حيث سيؤدي ذلك في النهاية إلى انخفاض الدخل الحقيقي. ومع ذلك، لا ينبغي استخدام الضرائب غير المباشرة للتعامل مع هذه الظاهرة، خاصةً بالنسبة للدول النامية التي تعاني من ضعف الإنتاج بسبب التأخير في إنتاجها بسبب مكان الإيرادات الضريبية غير مباشر في الهيكل الضريبي.

ولذلك، يجب تجنب المذيبات غير المباشرة واستخدامها كعلاج هذه الظاهرة ورفع نسبتها؛ لأنها ستؤدي حتماً إلى زيادة ظاهرة التضخم، بعد تعرضها لتأثير الضريبة على عملية التنمية، لم تعد الضريبة أداة الأموال المخصصة فقط لتمويل المصاريف العادية وفق الفكر المالي التقليدي لتحقيق الأمن الداخلي والخارجي، ولكن بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الضريبة أداة ووسيلة تستخدمها الدولة في التأثير على مختلف المجالات الاقتصادية والتركيز على الاستثمارات؛ لتحقيق الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المحددة في السياسة الاقتصادية للدولة.

وتعتبر الضرائب من أهم السبل لتحفيز وتحفيز الاستثمار الخاص سواء المحلي أو الأجنبي بهدف زيادة الإنتاج ثم مع الضغوط التضخمية وامتصاص البطالة الناتج عن ذلك؛ لأنها تلعب دورًا مهمًا ومؤثرًا في القرار الاستثماري؛ لأنه عندما يقرر المستثمر اختيار دولة استثمارية، فإن أول مسح له بجانب المسوح الأخرى يتعلق بالمعاملة الضريبية التي قد تخضع لها، سواء شروط الأرباح أو الضرائب المفروضة على منتجاته أو دخله.

وهكذا حرصت العديد من القوانين المقارنة على التركيز على النقاط لإبراز مزايا وإعفاءات المستثمر المشجعة للاستثمار بالإضافة إلى تسهيل كافة إجراءات تحصيل الضرائب وفي سياق البحث قدر الإمكان ولجذب الاستثمار يتم ذلك من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية للضرائب سواء بالنسبة للمستثمر أو للدولة باعتبار أن الإقرار الضريبي له جدوى اقتصادية. الإقرار الضريبي هو مقدار المنفعة الاقتصادية للمجتمع ومدى التأثير الذي يجذب الاستثمار أو يصده.

وأنه عند فرض الضريبة على المستثمر، يجب مراعاة درجة رفاهية الدولة من العائد الاقتصادي الذي يمثل التوظيف، وتدير الشركة اقتصاديًا وتتطور الصادرات إلى الخارج لتحقيق زيادة في الإيرادات الوطنية وتوفير الحماية الاقتصادية المناسبة للصناعات المحلية وتشجيع أو تقييد بعض المشاريع وفقاً لخطة التنمية الاقتصادية من خلال فصل سعر الضريبة بين الأنشطة المختلفة.


شارك المقالة: