إدارة الأعمال الدولية تتأثر بمجموعة من البيئات التي تحيط بها، سواء كانت البيئة السياسية أو البيئة الاقتصادية أو البيئة القانونية وأيضًا البيئة الثقافية والاجتماعية.
البيئة الثقافية والاجتماعية إدارة الأعمال الدولية:
إن دراسة علم الانثروبولوجيا (علم الأجناس) وعلم الاجتماع في الكثير من دول العالم، أثبتت بما لا يدع مجال للشك ضرورة اهتمام شركات الأعمال بالخصائص الثقافية والاجتماعية، التي يتميز بها الشعوب والمجتمعات في الدول المستهدفة للدخول إلى السوق، عبر باب التصدير أو باب الاستثمار المباشر أو غير المباشر أو من خلال عقود الرخيص والإدارة وغير ذلك، على اعتبار أن الحاجات الاستهلاكية تختلف من مجتمع لآخر ومن شعب لآخر ومن عرق لآخر، ضمن إطار الدولة الواحدة أو المجتمع الواحد، وهذا وفق منظومة العادات والتقاليد والقيم والمعتقدات والسلوك وغيرها.
كما أن التجارب العالمية تشير إلى أن الشركات الدولية التي دخلت أسواق دول خارجية، قبل أن تجري دراسات مستفيضة عن الوضع الثقافي والاجتماعي قد باءت أنشطتها بالفشل، وأُجبرت على الانسحاب من هذه الأسواق، أو وجدت نفسها ملزمة يإعداد دراسات جديدة لتناسب السياسات الإنتاجية والسياسات التسويقية من ناحية، والخصائص الاجتماعية والثقافية للمجتمعات من ناحية أخرى.
تعريف الثقافة:
- الثقافة بشكل عام كما هو متعارف عليه، هو عبارة عن مجموعة من المعتقدات والمعارف والقيم والفنون والتقاليد والقوانين المُطبَّقة في مجتمع ما تميزه عن غيره من المجتمعات.
- الثقافة هي عبارة عن الإلمام بمنظومة أساليب الحياة المعاصرة المتحضرة، واستيعاب العلوم والآداب والفنون الراقية.
وكما هو واضح في التعريفين السابقين للثقافة، فإن التعريف الأول يركز على مفاهيم العادات والتقاليد والسلوك السائد الذي يتصل بمجموعة من البشر دون سواها، حتى في إطار المجتمع الواحد، والمثال على ذلك مجموعة دول الاتحاد السوفيتي السابق فكانت تمثل الإطار العام للمجتمع بقوانينة وأنظمته العامة، التي تتحكم بالاتجاهات العامة للسلوك الذي ساد في المجتمع، والمجتمعات الفرعية تتميز من النواحي الجغرافية والعرقية والدينية، حيث أن لكل من المجتمعات الفرعية كالأرمن والشيشان وغيرهم خصوصيات وعادات وتقاليد يجب أن تقوم شركات الأعمال الدولية بمراعاتها.
وكذلك الأمر بالنسبة للأقليات العرقية التي تهاجر إلى أوروبا وأمريكا، مثل العرب والأتراك والهنود وغيرهم الذين يمثلون نسبة تصل إلى (10% -20%) من إجمالي السكان، وهؤلاء الوافدون يتميزون ببعض العادات والتقاليد والسلوك الاستهلاكي الخاص بهم، التي يجب أن تُشكّل محور اهتمام الشركات من الدول الأم لهؤلاء المغتربين وتسعى لتأمين الحاجيات من السلع والخدمات التي تتماشى مع الخصوصيات الثقافية والاجتماعية.
وهذا الاختلاف الكبير في الثقافات تعقد المسائل أمام شركات الأعمال الدولية، حيث تجد نفسها بحاجة إلى إجراءات دراسات ومسوحات مختلفة في بيئات اجتماعية وثقافية متعددة بالنسبة للسوق الدولي المستهدف، حيث يكون لديها القدرة على على تقديم السلع المطلوبة للأقليات دون أن تسيء إلى الذوق العام السائد، وتراعي التشابة الكبير في العادات والنقاليد ونمط الاستهلاك السائد في الكثير من المجتمعات.
وليس لكل دولة تقافة خاصة وموحَّدة بها تميزها عن باقي الدول، وأيضًا هذه الثقافة قابلة للتبديل والتعديل وتستجيب للنمط السلوكي للتطورات التي تحدث عل صعيد الأسواق العالمية والإقليمية، فيتوجب على شركات الأعمال الدولية أن تراعي هذه العادات والتقاليد وتراعي التغيرات والتطورات التي تحصل في المجتماعات، وأن تقوم بإجراء الدراسات لمعرفة رغبات المجتمع.