اقرأ في هذا المقال
تشير عملية التفاوض الجماعي إلى عملية التفاوض بين صاحب العمل ومجموعات من الموظفين والذين في العادة ما يتم تمثيلهم عن طريق نقابة عمالية أو أكثر من نقابة عمالية.
التفاوض الجماعي في العلاقات مع الموظفين
- يتمثل أحد التعريفات الأولى للتفاوض الجماعي على أن التفاوض الجماعي يشير إلى تلك الترتيبات التي يتم عن طريقها الاتفاق على الأجور، وشروط العمل عن طريق التفاوض في شكل اتفاق يتم التوصل إليه بين أصحاب العمل واتحادات أصحاب العمل من ناحية ومنظمات العمال من ناحية أخرى.
- أما التعريف الآخر لهذا المصطلح في قانون اتحاد النقابات العمالية وعلاقات العمل الذي صدر في عام 1992 من حيث النقاط التي من الممكن أن ينشأ نزاع حولها وفي هذا التعريف، فإن التفاوض الجماعي يتضمن النقاط التالية:
- شروط وظروف العمل أو الظروف التي يقوم الموظفين من خلالها أن يقوموا بعملهم عن طريقها.
- التعيين أو عدم التعيين أو إنهاء العمل أو التوقف عن العمل أو تواريخ عمل الموظفين.
- توزيع مهام العمل.
- القواعد والأنظمة التأديبية.
- العضوية أو عدم العضوية في النقابات العمالية.
- التسهيلات والتبسيطات التي تعطى لمسؤولين النقابات العمالية.
- أجهزة تقوم بتنظيم الأمور التي تم ذكرها سابقًا أو القيام بإجراء التشاور والتحاور بما يخصها والاعتراف بالنقابة العمالية.
وبشكل عام، فإنه يحصل الاتفاق على المرتبات وشروط العمل بالنسبة للغالبية العظمى من العاملين من خلال التفاوض الجماعي، وفي أغلب الأحيان ما يحدث هذا في واحد من مستويين اثنين إما على المستوى القومي أو المستوى المحلي، وهما بالتفصيل كما يلي:
- المستوى الأول فهو المستوى القومي، حيث هنا يقوم صاحب العمل أو مجموعة من أصحاب العمل بالتفاوض والوصول إلى اتفاق عام يكون له أثر واضح على الموظفين في تلك المنظمة أو الصناعة، كما هو الحال في مناجم الفحم مثلاً أو بعض الأجزاء الضخمة من القطاع العام.
- أما المستوى الثاني فهو المستوى المحلي أو قد يكون في حدود إحدى المنظمات فقط، وفي هذه الحالة فـإنه لن يتأثر سوى الموظفون داخل المؤسسة المعنية فقط، وهناك تقسيم فرعي آخر يتمثل في التفاوض داخل أحد الفروع فقط حيث يؤثر الاتفاق الناتج عن هذا التفاوض على العاملين في موقع واحد فقط.
مع ذلك من الممكن أن يتم التفاوض على أكثر من مستوى وفي أكثر الأحيان في المفاوضات التي تتم على المستوى القومي يتم وضع حد أدنى من الشروط يكون لها محاولات بعد ذلك من النقابات العمالية أن تحسنها على المستوى المحلي، ومن الممكن أن يتم استخدام أي من هذه التحسينات المحلية كنقطة انطلاق لتحقيق اتفاقات مماثلة في أجزاء أخرى من هذه الصناعة أو المنظمة.
من جهة أخرى، من الممكن أن يؤثر تدخل الحكومة في الاتفاقات التي يتم التوصل إليها، على سبيل المثال فقد كان هناك حتى وقت قريب بعض مجالس الأجور في بريطانيا والتي كانت تقوم بوضع حد أدنى لمعدل الأجور، وقد قامت الحكومات المتتالية ببريطانيا في أكثر الأوقات بفرض حدود وشروط على عملية تسديد المرتبات في القطاع العام وذلك للمحاولة لجعل الإنفاق العام تحت السيطرة.
أشكال التفاوض الجماعي في العلاقات مع الموظفين
وبشكل عام، فقد تم تحديد شكلين من التفاوض الجماعي وفي أحد التعريفات تمت الإشارة إلى هذين الشكلين على أنهما تفاوض الوصل والتفاوض التعاوني، وهما كما يلي:
- بالنسبة لتفاوض الوصل فيعتبر الهدف الأساسي يتمثل في الوصول إلى اتفاق يُعد ضروري لكي يتم ضمان أن المنظمة التي ييتم الاعتماد عليها من الطرفان وقادرة على الاستمرارية في العمل، وهناك في هذا الموقف قبول من جانب الطرفين بالمسؤوليات والالتزامات الخاصة بكل منهما.
- أما على الجانب الآخر، فإن التفاوض التعاوني يقر اعتماد كل طرف من الطرفين على الآخر ويحاول الوصول إلى اتفاق على أساس دعم أحد الطرقين للآخر.
وهناك وصف آخر لهذين الشكلين من التفاوض حيث يطلق عليهما التفاوض التقسيمي والتفاوض التكاملي، ويصف التفاوض التقسيمي بأنه الأنشطة التي تتم عندما يحصل هناك صراع بين أهداف الطرفين أي أهداف الموظفين وأهداف المنظمة، في حين يشير التفاوض التكاملي إلى الموقف الذي يكون هناك نوع من الأرضية المشتركة والتي من الممكن أن تؤدي إلى وجود نوع من التكامل بين اهتمامات وأهداف الطرفين.