ما هو نظام الضريبة الوحيدة؟
إن الدولة تفرض ضريبة رئيسية واحدة وبجانبها عدة ضرائب صغيرة وغير مهمة أو أن الدولة تفرض ضريبة رئيسية واحدة فقط. وأول من أطلق هذه الفكرة هو (VAUBAN) عام 1707، عندما دعا إلى ضرورة استبدال الضرائب الحالية بضريبة واحدة مفروضة بتكلفة نسبية واحدة (10%) وأخذ وعاء منتوج الأرض الزراعية، كما هو الحال كذلك المنازل والمصانع وفي النهاية الدخل من العمل.
وتعتبر الضريبة المقترحة ضريبة أساسية مع بعض الضرائب القانونية مثل ضريبة الجمارك وضريبة الملح والمشروبات الكحولية، ودافع الفيزوقراط أيضًا عن فكرة الضريبة الوحيدة؛ لأن الزراعة هي الوحيدة التي توفر صافي المنتج، لذلك قالوا إنه من الضروري فرض ضريبة واحدة على الأراضي الزراعية؛ لأنها المصدر الوحيد للإنتاج، أي أنها تفرض فقط على أصحاب الأراضي الزراعية.
وفي عام 1879 دعا الكاتب الاشتراكي الأمريكي (هنري جورج) إلى فرض ضريبة واحدة على إيجار العقارات، أي على زيادة قيمة الأرض؛ لأن الزيادة لا تأتي نتيجة أنشطة وجهود أصحابها بل نتيجة التحضر وزيادة السكان، كما طالب الكاتب الإنجليزي (كالدور) في عام 1963 بفرض ضريبة واحدة على الإنفاق على الاستهلاك الخاص، أي على الاستهلاك، ممّا يعني أن الادخار معفى منه. ودعا كتاب آخرون إلى فرض ضريبة واحدة على رأس المال الثابت للأرض والمناجم والمباني والآلات، وما إلى ذلك، ودعا آخرون إلى فرض ضريبة واحدة على إجمالي الدخل لكل ضريبة.
بشكل عام، لم يوافق مؤيدو الضرائب الوحيدون على أساس هذه الضريبة، وهذا بالطبع ينبع من اختلافهم في تحديد ما يعتبر مؤشرا للنشاط الاقتصادي إلا أن الجميع يعتقد أن الضريبة الواحدة تتميز بالبساطة والسهولة وقلة المصروفات، حيث تتجنب كثرة المصالح الإدارية التي تقوم بالتحصيل، كما في نظام المضاعفة الحصول عليها حسب القدرة المقررة لجميع دافعي الضرائب، ولا تتدخل في مختلف جوانب النشاط الاقتصادي، كما في حالة تعدد الضرائب؛ لأنها ضريبة أقرب إلى الحياد، على الرغم من هذه المزايا إلا أن عيوبها تفوق مزاياها.
ما هي عيوب نظام الضريبة الوحيدة؟
- أولاً: من حيث النتيجة فهو بطبيعة الحال دخل منخفض؛ لأنه لا يؤثر إلا على نشاط معين من الأنشطة الاقتصادية وبالتالي لا يستطيع مجاراة الزيادة الحادة في الانفاق العام وارتفاع أسعاره وبالتالي يتخطاه بزيادة الدفع.
- ثانيًا: يُنظر إلى هذه الضريبة على أنها انحراف عن مبدأ الإنصاف من جهة، ومبدأ العمومية من جهة أخرى، فهي على عكس الضرائب المتعددة التي تؤثر على جميع جوانب الاقتصاد، فهي مفروضة على نوع اقتصادي ما؛ لتحقيق أهداف النشاط وتحقيق بالتالي العدالة الضريبية.
- ثالثًا: يتطلب الاختلاف في الهياكل الاقتصادية للدول المختلفة استخدام أنظمة ضريبية متنوعة تتوافق مع الهيكل الاقتصادي للبلدان المعنية.