اقرأ في هذا المقال
تشير الكثير من الدراسات الاستقصائية لممارسة تدريب الموارد البشرية في منظمات الأعمال إلى أنه على الرغم من استعمال الأوامر المباشرة والتدريب التقليدي في صفوف التدريب من قِبل كل المنظمات تقريبًا، إلا أن التكنولوجيا والتقنيات الجديدة تحقق قبول كبير.
تدريب الموارد البشرية المستند على التكنولوجيا
من المحتمل أن يرتفع استعمال التكنولوجيا في التدريب بمستوى كبير حيث تتقدم التكنولوجيا بشكل مستمر وبالمقابل تقل تكلفتها، كما أن أغلبية المنظمات تدرك قدرة توفير التكلفة المتوقعة للتدريب خلال أجهزة الكمبيوتر المكتبية وأجهزة الكمبيوتر الشخصية، والضرورة إلى رفع مستوى التدريب المخصص.
التعريفات التي منحت لمفهوم تدريب الموارد البشرية المستند على التكنولوجيا عديدة، فمنهم من قام بتعريف التدريب المستند على التكنولوجيا على أنه عملية تدريبية تسعى إلى تقديم المادة التدريبية عن طريق أي وسيط من طرق الاتصال الحديثة من أجهزة حاسوب وشبكة إنترنت لتجاوز المسافة الجغرافية بين المتدربين والمدرب.
وفي جهة أخرى أعتبر التدريب المستند على التكنولوجيا بأنه ذلك النوع من التدريب المستند على شبكة الإنترنت وفيه تقوم المنظمة التدريبية بتصميم موقع إلكتروني خاص بها وللمواد التدريبية أو البرامج المحددة لها، ويتدرب المتدرب فيه بواسطة الحاسوب ويمكن عن طريقه التوصل على التغذية الراجعة (العكسية)، وفي تعريف آخر لتدريب الموارد البشرية المستند على التكنولوجيا نجد أن التدريب الذي يتم عن طريق شبكة الإنترنت حيث يتم عن طريقه التفاعل بين المدرب والمتدربين عن طريق شبكة الإنترنت.
ومن الممكن تعريف التدريب المستند على التكنولوجيا بناء على ما سبق أعلاه، على أنه عمل منظم يتم في بيئة تفاعلية غير ثابتة توفر التطبيقات التقنية والتطبيقات الرقمية القائمة على استعمال شبكة الانترنت والحاسوب متعدد الوسائط والأجهزة المنتقلة؛ ليتم استخدام البرمجيات والحقائب والدورات التدريبية الالكترونية، لتصميم وتنفيذ وتقويم البرامج التدريبية التزامنية، عن طريق تنفيذ قواعد التدرب الذاتي والتدرب التفاعلي ليتم الوصول إلى الأهداف التدريبية وإتمام المهارات بناءً على سرعة المتدربين في عملية التعلم ومستويات الفكرية لهم وظروف عملهم وحياتهم ومواقعهم الجغرافية.
يجب التذكير إلى أن التدريب المستند على التكنولوجيا يستعمل العديد من الأساليب التقليدية المتبعة في التدريب، إلا أن التدريب الالكتروني يقوم بتحويل هذه الأساليب التقليدية إلى صيغة الكترونية ويقوم على تقديم التدريب عن طريق نظام التقديم الإلكتروني، ويتنوع التدريب الإلكتروني كثيرًا في الشكل والتطبيق والتي من غير السهل وصفها بتعابير دقيقة.
يتم استخدام مصطلح التدريب الالكتروني (ET) للإشارة إلى أي نوع من التدريب يتم تقديمه الكترونيا، وتشير هنا إلى أن التدريب الالكتروني مختلف عن التدريب التقليدي في أنه لا يحتاج التفاعل المباشر مع المدرب البشري وإن كان من الممكن استيعاب المدربين البشريين.
مبررات التدريب المستند على التكنولوجيا
تشير الكثير من الدراسات التي تم إجرائها إلى أن استخدام التقنيات والطرق الحديثة في تدريب الموارد البشرية بعد ضرورة شديدة في الوقت الحالي وهذا يكون لأسباب عديدة وكثيرة يمكن ذكرها بما يلي:
- التغير المعرفي والتطور التقني وأهمية ملاحقته بتجهيز وتهيئة الموظفين للتعامل مع معطيات العولمة عن طريق التعلم الدائم مدى الحياة.
- تقدم الاتصال والسرعة الكبير في عملية نقل المعلومات والتطور في التقنيات الرقمية وأهمية دمجها في عمليات التدريب.
- الزيادة الهائلة في أعداد المتدربين الذين يرغبون في التدريب مما يجعل المنظمات التدريبية غير قادرة على توفير التدريب لجميع هذه الأعداد الكبيرة.
- عدم تحقيق التوازن الجغرافي للمنظمات التدريبية فيوجد العديد من الأماكن التي تتواجد فيها مراكز تدريبية فيما يوجد بعض المواقع الأخرى مراكز تدريبية مما يجبر أهل المناطق البعيدة للهجرة للمدن بهدف التدريب.
- الحاجة إلى السرعة في الوصول على المعلومات وعلاجها، والحاجة إلى المهارة وإتقان في تنفيذ الأعمال وإيجاد الحل الملائم للمشاكل.
بالإضافة إلى أن التدريب الذي يستند على التكنولوجيا يتميز بمجموعة من الخصائص التي تجعله مختلف عن التدريب التقليدي كما يتم توضيحه في النقاط التالية:
- تحقيق التفاعل الإيجابي للمتدربين.
- تفعيل جميع أشكال تقديم المساندة خلال التدريب.
- إمكانية المتدرب في التصرف الصحيح في عملية التدريب.
- التفاعل النشط والدائم بين المتدرب والمدرب.
- تلقي التدريب بناءً على الوقت وموقع المتدرب.
- يساهم التدريب المستند على التكنولوجيا على توفير تغذية راجعة مباشرة للمتدرب حول تقدمه التعليمي.
- يمكن المتدرب من قيامه بتقويم نفسه والمهارات التي اكتسبها ومراقبة الأداء الذي يقوم به.