بالنسبة للعديد من المستثمرين، يبدو أنّ سوق الأسهم يتقلب بشكل عشوائي من يوم لآخر، ومع ذلك يعرف المتداولون المتمرسون أنّ الكثير من نشاط سوق الأسهم ليس عشوائياً، وأنّهُ من المُمكِن التنبؤ بدقة بنشاط سوق الأوراق المالية اليومي في كثير من الأحيان، على الرغم من عدم وجود طريقة مضمونة لتحقيق الدقة الكاملة.
كيفية توقع نشاط سوق الأسهم اليومية:
يتعلم المتداولون المحترفون مراقبة مؤشرات مُعيّنة للحصول على نظرة ثاقبة حول المكان الذي من المحتمل أن يتحرك فيه السوق، ومن المُمكِن التعلم بسهولة أساسيات هذه التقنيات، ولكن يتم اكتساب الفهم الكامل للعديد من الفروق الدقيقة في نشاط سوق الأوراق المالية من خلال سنوات من الخبرة، وذلك من خلال ما يلي:
- القيام على تحديد حالة مستويات ما قبل السوق قبل بدء جلسة البورصة، حيثُ أنّ العقود الآجلة هي منتجات مالية خاصة تسمى المشتقات، ويتم تقييم العديد من المنتجات المستقبلية بناءً على مؤشرات سوق الأسهم، وبالتالي فهي تميل إلى التحرك في ارتباط مع سوق الأوراق المالية الأوسع، على الرغم من أنّ هذه الأدوات لا يتم تداولها فعلياً في سوق الأوراق المالية.
- مُراقبة الاتجاهات خلال اليوم على مدى عدة أيام، بينما ينظر المستثمرون بشكل متكرر إلى مخططات سوق الأسهم حيث يمثل كل شريط على الرسم البياني يوماً واحداً، تُتيح لك العديد من برامج الرسوم البيانية إلقاء نظرة على فواصل زمنية مدتها (30) دقيقة أو فواصل زمنية مدتها ساعتان.
وعندما نرسم مخططاً خلال اليوم على مدار عدة أيام، فمن الأسهل رؤية الارتفاعات والانخفاضات خلال اليوم التي تحدث بمرور الوقت، وتحديد الاتجاهات اليومية لعدة أيام بهذه الطريقة، حيثُ يُعرف مفهوم (نظرية داو) منذ قرن من الزمان الاتجاه بأنه سلسلة من الارتفاعات العالية والقيعان الأعلى.
وإذا أظهر الرسم البياني لمدة (30) دقيقة والذي يمتد لعدة أيام ارتفاع الأسعار، حيثُ تكون كل قمة أعلى من السابقة، فقد تتوقع في اليوم التالي استمرار هذا الاتجاه والارتفاع أيضاً، وقد لا يكون هذا الاتجاه واضحاً على الرسوم البيانية اليومية.
- القيام على تحديد رسم بياني يومي ويسمى مناطق القيمة، وهذه طريقة أكثر تقدماً ولا تتوفر إلا في بعض برامج الرسوم البيانية، حيثُ أنّ منطقة القيمة هي عرض إحصائي لنشاط التداول في أيّ يوم مُعيّن، إنّهُ يحدد النطاق السعري حيث حدثت حوالي (70%) من تداولات اليوم.
حيثُ تؤثر الحدود العليا والسفلى لهذا النطاق عادةً على نشاط سوق الأسهم في اليوم التالي، نظراً لأنّ المتداولين حول العالم يُراقبون مناطق القيمة، وإذا كان برنامج الرسم البياني يدعم مخطط منطقة القيم، فإنّهُ من المُمكِن غالباً التنبؤ بالمكان الذي سيجد فيه سوق الأسهم نقاط الانعكاس.