الاستثمار في الموجودات المعرفية في منظمات الأعمال:
من الملاحظ أنه وبالرغم من ظهور إدارة المعرفة والاقتصاد المعرفي العالمي، فإن هناك القليل من الاهتمام الذي قد يوجَّه للسلعة الأساسية محور الظاهرتين، ألا وهي المعرفة ذاتها وخصوصًا في كثافة الاستثمار فيها، لذلك يتوجب أن يكون الاهتمام بخصائص المعرفة التي لها أثر على القيمة الاقتصادية؛ لأن المفهوم النظري لها غير مفيد ولا معنى له إذا لم يقوم بتجسيد تطبيقات تدعم النظرية، فإن الاستفادة من المعرفة أو جزء منها يحتاج الاستثمار الكبير في تأسيس السياقات لكلا النوعين من المعرفة الضمنية والظاهرية.
أما في ظل الاقتصاد المعرفي هناك اختلاف في النظرة للاستثمار في الموجودات عمّا هو في الأدوار الاقتصادية التقليدية؛ لأن الموجودات المعرفية لا يتم استنزافها بالاستخدام، بل هناك تزايد وتتعاظم بدل من ذلك، في حين أن الموارد والموجودات المادية تنقص عند الاستخدام في الاقتصاد التقليدي.
وأيضًا في ظل الاقتصاد المعرفي يكون هدف الاستثمار في التقنية المستخدمة هو دعم العلاقات مع الجمهور والمجهزين والمستخدمين النهائيين. ومع أصحاب الأسهم، هذه العلاقات تكون الأساس لنجاح الاقتصاد، فالمنتجات في جو الاقتصاد المعرفي أيضاً لا تعتبر مهمة كأهمية الكفاءات والأفراد الذين ينتجونها في المنظمة؛ لأن الاعتماد على المنتجات يكون فيه درجة من المخاطرة؛ لأنها سرعان ما يحصل التقادم واستبدالها بالإبداعات الجديدة، لذلك من الحكمة لدى منظمات الأعمال أن يكون تنافس في الكفاءات والقابلية على حل المشاكل والمعرفة.