ما هو الاندماج بين الشركات؟

اقرأ في هذا المقال


يوجد أكثر من استراتيجية لدخول السوق الدولي وتصبح الشركة لها سوق جديد للتنافس فيه، ومن هذه الاستراتجيات هي استراتجية الاندماج بين الشركات.

الاندماج بين الشركات:

في ظل البيئة التنافسية الدولية التي بدأت تظهر عند ظهور منظّمة التجارة العالمية وتحرير التجارة، أصبحت الشركات الدولية العظمى تهتم بجانب تقليل قوة التنافس من جهة والعمل على زيادة الإمكانات المادية والموارد البشرية من جهة أخرى؛ وهذا في سبيل زيادة الإنتاج وتقليل التكلفة وتحسين النوعية وتحقيق الكثير من التحكم في السوق المحلي والسوق العالمي بعد تعزيز القدرة التنافسية.
وبدأ تحقيق ذلك من خلال سياسات الاندماج بين الشركات الدولية العظمى، أو من خلال قيام الشركات العظمى القيام بشراء أصول شركة أخرى بشكل كلي أو جزئي، وهذا يترافق معه في بعض الأوقات إعادة تأسيس الشرك المُدمجة التي قامت بشراء شركة أخرى، ويكون عن طريق التخلص من بعض الفروع والأقسام غير الفعّالة عن طريق البيع أو الإلغاء.

أنواع الاندماج بين الشركات:

أكثر المصطلحات شيوعًا واستخدام في هذا النشاط هي الاندماج والاكتساب وشراء الحصص، نفرق بين الاندماج والاكتساب هو فني لجهة تحديد طبيعة الصفقة المالية، حيث يتم في ظل الاندماج تكوين شركة جديدة واحدة تندمج فيها شركتين أو أكثر في شركة واحدة، له أهداف وبرامج وسياسات واحدة كما هو الحال في بعض الشركات المالية والمصرفية في دول أوروبا واليابان وأمريكا.
أمّا في ظل الاكتساب تقوم إحدى الشركات بشراء شركة أخرى أو أكثر، أو بعض أقسام هذه الشركات تنشأ باعتبارها الشركة الأساس والمسيطرة، حيث تقوم الأخيرة بالالتزام بتسديد كل المستحقات المالية والتعاقدية للشركة التي يتم اكتسابها، ويوجد شكل آخر من أشكال الاكتساب تقوم بموجبه إحدى الشركات ببيع نسبة من النشاط التجاري لشركة أخرى.
وظهر في العقود الأخيرة عملية الاكتساب من خلال القيام بشراء الحصص العائدة لشركات أخرى، ويكون من خلال قيام شخص أو اكثر بشراء شركة أو شراء فرع من فروعها، بأموال يتم اقتراضها بضمان موجودات الشركة التي يقومون بشرائها. وعملية الشراء تحيط بها المخاطرة التي تتمثل بسداد الديون على شكل دُفع مع فوائد، بالإضافة إلى المرتبات والإيجار والأقساط الأخرى؛ ممّا يضعف مرونة الشركة التشغيلية ويعرضها للخطر خصوصًا في حالات المنافسة الشديدة والركود الاقتصادي؛ بحيث يصعب الالتزام بالالتزامات المالية التي تترتب على الشركة.
وتقوم أحيانًا بعض المؤسسات التجارية بالعمل على توحيد القوى، عن طريق إقامة تحالف لتحقيق هدف محدد في إطار مشروع محدد لمدة زمنية معينة، أو قد تطول لأكثر من سنة كما هو الحال لبعض مؤسسات البحث العلمي، أو شركات صناعة الأدوية لصناعة دواء لمرض محدد، وهذا يُسمَّى في بعض الأوقات بـ (اتحاد الهيئات) الذي يشبه بالمشاركة لكنه يحتوي الجهود الموحدة لأكثر من شركة، كما هو الحال في الاتحاد الدولي لتصميم نظام التلفزيون له صورة عالية الدقة والوضوح.
ويوجد أشكال أخرى مثل الاتحادات التعاونية التي تضم مجموعة من الافراد، أو الشركات الصغيرة التي يكون توجهها وأهدافها متوحدة وتعمل بشكل جماعي؛ لكي تحصل على قوة تفاوضية أحسن ولتستفيد من اقتصاديات الحجم وتقوم بتقسيم الربح بين الاعضاء وفق نظامها الداخلي.

كيف يحصل الاندماج بين الشركات؟

ما يزيد عن (90%) من إجمالي الاندماجات والاكتسابات، يتم من خلال التعاقد أو الصفقات المباشرة بين الأطراف التي ترغب بتحقيق نوع معين من الاندماج، وقد تسود في بعض الأوقات حالات استيلاء عدائية؛ حيث يقوم أحد الأطراف باستخدام مختلف الوسائل التي تساعده من السيطرة على الشركة ضد رغبة الإدارة، ففي حال نجاحه يتم عزل المديرين الآخرين والاستيلاء العدائي قد يحدث بطريقتين، هما:

  • حرب الوكيل، حيث يقوم المستولي بشبه معركة؛ من أجل كسب أصوات حاملي الأسهم طمعًا في تجنيد ما يكفي من الاصوات؛ ليتم إبعاد المجلس والإدارة الحالية وتعين من يراه مناسب لكي يتحكم في قرارات مجلس الإدارة والسياسات التي تتبع في الشركة.
  • عرض العطاء، يتم من خلال هذه الطريقة المستولي بشراء عدد من أسهم رأس المال في الشركة، وتكون الشركة هنا شركة مساهمة، حيث يكون بسعر معين. ويكون السعر الذي تمَّ عرضه هو أعلى عادة من السعر الجاري للأسهم؛ حيث يندفع حاملوا الأسهم ببيع أسهمهم؛ ممّا يُمكّن المستولي من الحصول على نسبة الأسهم التي تمكنه من السيطرة على مقدرات الشركة وإدارتها.

أمّا الاندماجات الودّية تكون عن طريق التعاقد والصفقات، بين الشركتين أو أكثر تتطلب الاتفاق بين المدراء والمالكين حول كيفية انتقال وتقاسم السلطة الإدارية، والقيام بالتغيير المطلوب في الهياكل والوظائف في ضوء السياسات الجديدة والأهداف المرسومة المدمجة.

الخطوات التي يجب أن تراعيها الشركات عند الاندماج:

  1. لا تندفع: تحتاج بعض الوقت لتقوم بدراسة الشركة وسياساتها، حيث أن المؤسسة الاستشارية أو المحاسبية الدولية أثراندرسون احتاجت لمدة ثلاث سنوات؛ لأجل التعرف على سياسات وأشخاص وعمليات شركة أساهيشينوا اليابانية التي برمجت شركة أثراندرسون لشرائها.
  2. تحري عن شريك المتوقع: من خلال دراستك للتفاصيل المالية والتعاقدية والالتزامات والاستحقاقات التي تترتب على الجهة المراد الاندماج معها، والتعرف على علاقته بالمتعاقدين من بنوك ومستهلكين وموردين والقيام بتحديد درجة رضاء لكل منهم عن الشركة وتعاقداتها؛ حتى لا يشعر أحد الجهات بأنه قد وقع في ورطة مع الشريك الآخر لكن بعد فوات الأوان.
  3. استخدم أفضل ما في الشركة: أي أن تقوم بجرد أفضل التقنيات والتعرف غلى أكفى المهارات وأنجح خطوط وطرق الإنتاج لدى الشركتين الراغبتين بالاندماج؛ لتكوين شركة جديدة عن طريق استخدام أجود ما في كل منهما بناءً على أسس إدارية وتقنية حديثة.
  4. كُن أمينًا مع الموظفين: الذين قد يواجهون تغيرات وتحولات كبيرة بسبب الاندماج؛ من حيث تغيير مكان العمل وطبيعته، ولا بُدَّ من توفير الجو والمناخ المناسب التي تُمكّن كل العاملين في مختلف المستويات، من التكيف السريع مع الوضع الجديد والتفاعل معهم بشكل إيجابي وأخلاقي.
  5. اعتنِ بالأشخاص: اعتنِ بالأشخاص الذين تريد أن تحتفظ بهم لكي تضمن ولائهم للشركة وهدفها ورسالتها؛ لأن هذا يبعد عنك فقدان موارد بشرية ذات كفاءة أنت تحتاج لها وإلى تعاونها الإيجابي.

والاندماجات ليست حديثة نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين، حيث حدثت واحدة من أكبر عمليات الاندماج في الولايات المتحدة الأمريكية عندما قام الرأسماليون بتشكيل ما يُسمَّى بالاتحادات الاحتكارية، في مجال البترول والحديد والتحكم بالأسواق على شكل اندماجات أُفقية بين الشركات المتنافسة تمارس نفس النشاط؛ للاستفادة من اقتصاديات الحجم ودعم القدرات التنافسية في السوق.


شارك المقالة: