نظراً للطبيعة غير المادّية للمُنتج السياحي فإنّ ترويجه سواء الداخلي أو الخارجي، يعتمد على عناصر مُختلفة، عن تلك التي يستند إليها ترويج السلعة الملموسة، خاصَّةً مع صعوبة تحديد مُحتوى الرسالة المُراد توصيلها للسائح، وذلك في ظل وجود مُنتج غير مادّي، وفوائد غير واضحة للمُستهلك.
حيثُ إنّه من الصعب جداً ترويج شيء غير ملموس لما يتطلبه من تصور وخصوبة خيال ولتجاوز هذه المُشكلة فإنّ القائمين على ترويج الخدمات يركزون على التسهيلات والمنافع وكذلك الامتيازات التي تَمّ الحُصول عليها، من المُنتج بدل التركيز على الخدمة نفسها.
ما هو الترويج؟
الترويج: يُعرف الترويج أنّهُ هو أحد العناصر الأساسية في المزيج التسويقي، وهو عبارة عن نشاط ينطوي على عملية اتّصال إقناعي، ويتمّ من خلالهِ التعريف بسلع أو خدمات المُنشأة أو الشركة، وإبراز المزايا النسبية الخاصة بها، بهدف التأثير على أذهان الجمهور المُستهدف؛ لاستمالة سلوكهم الشرائي، ومن المُمكن النظر إلى الترويج على أنّه عملية اتّصال بين المُستهلِك والمُنشأة، وتتمّ عملية الاتّصال هذه إمّا باستخدام الأسلوب المُباشر، كما هو الحال في البيع الشخصي، أو عن طريق استخدام وسائل الاتّصال غير المُباشرة، كما هو الحال في الإعلان وبعض الأنشطة الدعائية الأُخرى.
ما هو الترويج السياحي؟
الترويج السّياحي: هو عملية تعريف المُستهلك بالمُنتج وخصائصه ووظائفه ومزاياه وكيفية استخدامه وأماكن وجوده بالسوق، بالإضافة إلى مُحاولة التأثير على المُستهلك وحثّه وإقناعه بشراء المُنتج. ويُعرف أيضاً أنّهُ كافة الجهود الإعلامية والدّعائية والعلاقات العامة الرامية إلى إعداد ونقل رسالة أو رسائل مُعيّنة عن الصورة السياحية لدولة ما أو مُنظمة ما، إلى أسواق مُحدّدة بالوسائل الفعلية بغرض جذب الجماهير ودفعهم إلى مُمارسة نشاط سياحي، في تلك المناطق المُستهدفة أي أنّ الهدف هو الطلب السياحي.
حيثُ يعتمد الترويج السياحي على مُخاطبة العواطف وإيقاظ الخيال وكسب المشاعر والاتّجاهات، من مُنطلقات سيكولوجية مُوجّهة نحو الجوانب الغريزية والدوافع الأساسية والمُكتسبة، مع عدم إغفال النّواحي الموضوعية والفكرية.
لذلك فإنّ دور الترويج السياحي هو بناء صورة مُضيئة وخلفية إيجابية، لدى القدر الأكبر من مُستقبلي رسائله المُتعدّدة، ثُمّ الحفاظ على استمرارية هذه الصورة ودوام بريقها بمداومة تسليط الأضواء عليها.