ما هو مفهوم حجم منظمات الأعمال؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم حجم المنظمة:

هناك اتفاق على أن حجم المنظمة هو مجموع عدد الموظفين في المنظمة، وعليه فإن هناك علاقة قوية تربط عدد الموظفين والهيكل التنظيمي للمنظمة.

علاقة الحجم بالأبعاد التنظيمية للهيكل التنظيمي:

  • أولاً: علاقة الحجم بالتعقيد: يوجد علاقة قوية بين حجم المنظمة والتعقيد، حيث أن الحجم يعتبر عنصر قوي في إحداث التغيير في الهيكل التنظيمي بشكل أفقي أو عامودي، ولكن هذه العلاقة لا تكون متوازنة، أي أنه مثلاً زيادة حجم المنظمة بمقدار 10% لا تعني زيادة في التعقيد بنفس المقدار.
  • ثانيًا: علاقة الحجم بالمركزية: يوجد علاقة عكسية بين حجم المنظمة والمركزية، حيث أنه كلّما كبر حجم المنظمة ازداد تطبيق اللامركزية، أي أنها قوم بتفويض الصلاحيات التي لها علاقة باتخاذ القرار إلى المستويات الإدارية الأدنى.
  • ثالثًا: علاقة الحجم بالرسمية: يوجد علاقة بين الزيادة في حجم المنظمة والزيادة في درجة الرسمية، حيث يكون محاولة من الإدارة أن تسيطر على سلوك الموظفين، عن طريق إجبارهم بالقواعد والإجراءات الرسمية؛ أي أنه هناك علاقة طردية بينهم.
  • رابعًا: درجة البيروقراطية: تعني هنا ما يطلق عليه بالمكوّن الإداري أي نسبة الجانب الإداري إلى حجم المنظمة، وهو نسبة المدراء ومساعديهم  إلى عدد الموظفين في عملية الإنتاج، أو نسبة الوظائف الإدارية إلى الوظائف التنفيذية.
  • خامسًا: تأثير الحجم على درجة التمايز: تتضمن ثلاث أنواع من التمايز، وهي:
    • التمايز الأفقي: ويشير إلى عدد الأقسام التنظيمية والمسمى الوظيفي وتنوع المهن والتدريب والتأهيل.

    • التمايز الجغرافي: يقصد به مدى الانتشار والتوزيع الجغرافي لعمليات وأنشطة المنظمة.

  • سادسًا: الحجم والتخصص: يوجد علاقة إيجابية بين حجم المنظمة والتخصص؛ أي أنه كلّما زاد حجم المنظمة زادت درجة التخصص أي تركيز مهارات الموظفين ووقتهم.

فإن الزيادة في حجم المنظمة تجعل الاتجاه نحو اللامركزية أمرًا  مفروض وضروري، فكلّما توسّع التنظيم أصبح من الصعب أن يتم اتباع المركزية الإدارية؛ لأنه من الصعب السيطرة على الأعمال الإدارية في كل الفروع أو على صعيد المستويات الإدارية.

فإن ظاهرة التوسع وزيادة حجم المنظمة تميّز المنظمات الحكومية بصورة أكبر من المنظمات الخاصة، حيث أن هنالك ميل إلى زيادة عدد الموظفين بشكل غير مبرّر لاعتبارات سياسية أو اجتماعية، حيث نجد هذا واضح في الدول النامية والدول غير الديمقراطية.

جوانب حجم منظمات الأعمال:

    • الطاقة الاستيعابية: ومن الأمثلة عليها عدد الأسرة في المستشفى.
    • عدد الموظفين في المنظمة:  ويعتبر المقياس الأكثر انتشارًا في قياس حجم المنظمة.

    • حجم المدخلات أو المخرجات: ومثال عليه عدد الطلبة الذين تقدم الخدمة لهم.

    • الموارد المتاحة للمنظمة: مثل ما لدى المنظمة من موارد مالية أو أصول وموجودات.

    • حصة المنظمة في السوق.

    • تعدد فروع المنظمة.

    • تعدد خطوط الإنتاج حجم الموجودات.

    • حجم الموجودات.

    • عدد الموظفين.

لماذا تسعى المنظمات إلى النمو والزيادة في الحجم؟

  • الأكبر هو الأفضل: حيث  هذه الفكرة انتشرت في أمريكيا وكانت لها قوة دفع كبيرة نحو بذل الاهتمام من قِبل المنظمات بالنمو والتوسع، فمثلاً السيارة الأكبر هي الأفضل والبيت الأكبر هو الأفضل.
  • الحجم الكبير له مزايا اقتصادية: فمثلاً الإنتاج الأكبر يلازمه تخفيض في النفقات وكفاءة أكبر.

  • النمو والزيادة في الحجم هو هدف استراتيجي للمنظمات: الزيادة في حجم المنظمة يرفع من احتمالات بقاء المنظمة واستمراريتها؛ لأنه في حال حصل أزمة فإن الحكومات سوف تقدم المساعدة للمنظمات وتقدم الدعم، ويحصل العكس عندما تكون المنظمات صغيرة الحجم، كما أن الحجم الكبير يرافقه زيادة في عدد الجهات التي لها مصلحة في المنظمة.

  • النمو مؤشر على الفاعلية: نمو المنظمة يوحي إلى الآخرين بأنها تدار بفاعلية، كأن يفاخر المدراء بزيادة حجم المبيعات وزيادة حجم الطلب وهكذا.

  • النمو قوة: النمو وزيادة الحجم يقوم بزيادة من قوة وشهرة المنظمة، وهذا بدوره سوف يؤدي إلى الاستقرار الوظيفي والحصول على رواتب وميزات أحسن، حيث أنه كلّما كانت المنظمة كبيرة الحجم كلّما تمكّنت من جذب الخبرات والمهارات العالمية المتخصصة.

الظروف التي تساعد المنظمة على النمو:

  • أولاً: الظروف الداخلية: من أهم الظروف الداخلية التي تساعد المنظمة على النمو ما يلي:
    • توفر موارد راكدة فائضة عن الحاجة: يجب أن يكون لدى المنظمة الموارد الداخلية منها: القوى البشرية ورأس المال والمعدات وغيرها العديد، ولأن الأهم من هذا هو وجود بعض هذه الموارد الزائدة عن الحاجة حتى يتم استغلالها في عملية التوسع والنمو.

    • وجود موارد مستغلة أكثر من طاقتها: الاستخدام الزائد يقوم بتحفيز المدراء على السعي بالإضافة إلى موارد جديدة، وهذه قد لا يمكن استغلالها جميعها؛ الأمر الذي سوف يؤدي إلى وجود مواد فائضة تدفع المدراء للبحث عن فرص حتى يتم استغلالها.

    • حوافز النمو: هو أن يتوفر لدى المنظمة حافز لها لكي تنمو، كأن تطمع بالكثير من الأرباح أو تقليل التكاليف لعملية الإنتاج، وهذه تكون ضمن نوع الحوافز الاقتصادية، أما الحوافز النفسية فتتمثل في الدافع لدى المدراء والحاجة إلى الإنجاز والشهرة وغيرها العديد، وأما الحوافز الاستراتيجية فتتمثل مثلاً في الاستقرار والبقاء.
  • ثانياً: الظروف الخارجية: من أهم الظروف الخارجية التي تساعد المنظمة على النمو ما يلي:
    • تزايد حجم الطلب على المنتج.

    • الزيادة في الدخل لدى الأفراد.

    • الانتعاش الاقتصادي.

    • التقدم التقني الذي يساعد على الإنتاج الكبير.

دورة حياة المنظمة ومراحلها الأساسية:

  • أولاً: مرحلة التأسيس: تشبه هذه المرحلة مرحلة الولادة في دورة حياة السلعة، تكون المنظمة في مرحلة دور الطفولة ولكنّها تمتلك أهداف طموحة، وللتقدم للمرحلة الثانية يتطلب ضمان الاستمرارية في الحصول على مواردها الرئيسية.
  • ثانيًا: مرحلة التجميع: تشبه مرحلة النمو في دورة حياة السلعة، حيث أنه يوجد للمنظمة رسالة واضحة، أمّا الاتصالات الإدارية والهيكل التنظيمي فهما غير رسميان، كما أنّ الموظفون يعملون لساعات عمل طويلة وذلك بسبب انتمائهم للمنظمة.
  • ثالثاً: مرحلة الترسيم والسيطرة: تشبه مرحلة النضج في دورة حياة السلعة، حيث يكون الهيكل التنظيمي أكثر ثبات، فتقوم  المنظمة بتحديد القواعد والإجراءات الرسمية والتي تؤكد على تنفيذها.
  • رابعًا: مرحلة توسيع الهيكل التنظيمي: تنوع المنظمة من السلع والخدمات التي تقدمها؛ بحيث تكون مهتمة باستمرار البحث عن السلع الجديدة وفرص للنمو في البيئة الخارجية، كما أن الهيكل التنظيمي يصبح أكثر عقدًا واتساع؛ الأمر الذي يحتاج إلى استخدام اللامركزية في اتخاذ القرارات.
  • خامساً: مرحلة التدهور: نتيجة المنافسة القوية وتقلص الأسواق تجد المنظمة نفسها لم تكون قادرة على بيع منتجاتها إلى الزبائن، حيث أن الزبائن انتقلوا إلى شراء منتجات الشركات الأخرى، لذلك تبذل المنظمات جهدها من أجل البحث عن الطرق الكفيلة لها والاحتفاظ بالأسواق والبحث عن فرص جديدة.

شارك المقالة: