اقرأ في هذا المقال
يجب أن يتم اتخاذ القرارات الإدارية بناءً على المعلومات والبيانات، كذلك في وظيفة التسويق الدولي يجب أن تكون البيانات والمعلومات صحيحة تكون بعد القيام بالبحث التسويقيي الدولي.
أهمية البحث التسويقي الدولي:
عملية اتخاذ القرار الإداري هي في الحقيقة جوهر النشاط الإداري بالكامل، ولكي يكون القرار الإداري صحيح وسليم لا بُدَّ أن يعتمد على قاعدة معرفية كبيرة وعلى البيانات والمعلومات الدقيقة حول موضوع الاهتمام. ولكي يتم الوصول لقاعدة بيانات ومعلومات عن الظاهرة المدروسة وعن التغيرات والتطورات الحالية والمتوقعة في السوق الخارجي الهدف، لا بُدَّ من القيام بإجراءات ودراسات وبحوث تسويقية عميقة تُمكّن صاحب القرار من الاستفادة منها والاعتماد عليها في اختيار بديل من البدائل العديدة المطروحة، التي تُمكّن الشركة الدولية من القيام بنشاطها في حدود الشفافية والوضوح في السوق الخارجي بناءً على المخرجات والبحوث والدراسات التسويقية.
والبحث التسويقي يتم تنفيذه بحكم الاستمرار بالنسبة للشركات التي تمارس الأعمال في السوق الدولي، ولهذه الشركات التي ترغب في التوسع عن طريق إيجاد السوق الجديد، أو بالنسبة للشركات التي لديها محاولة النفاذ إلى أحد الأسواق لأول مرة. والبحث التسويقي لكل فرع من هذه الشركات له الشروط والقيود والمحددات والثوابت والمتغيرات التي لا بُدَّ من مراعاتها عند تصميم خطوات البحث.
وشركة الأعمال الدولية بناءً على نتائج البحوث والدراسات التسويقية تمكنها من تحديد الموقع على خارطة السوق الدولي، من حيث القدرات الإنتاجية والمالية والبشرية والمهارات التسويقية ومن حيث مستوى التقنيات التي تستخدم في العلميات الرئيسية والخدمية.
والبحث التسويقي يعتبر إحدى أهم الوظائف التسويقية الهادفة لتطوير الموقف التسويقي الحالي والموقف التسويقي الموتقع بالنسبة للشركة في السوق الخارجي المستهدف، عن طريق توفير أفضل البدائل المتاحة بواسطة جمع البيانات والعمل على تحليلها ووضع الحل التنفيذي الملائم ومتابعة التطبيق على أرض الواقع.
ماذا يعني البحث التسويقي الدولي؟
- يعتبر البحث التسويقي من الوظائف الأساسية للتسويق لجانب وظيفة المنتج وظيفة التوزيع ووظيفة التسعير والترويج؛ لأنه بناءً على نتائج البحث التسويقي يتم تحديد السياسات والاستراتيجيات الأخرى للشركة في السوق الدولي.
- اهتمام البحث التسويقي بتطوير موقف الشركة الحالي وموقفها المستقبلي، وعلاج كل الظواهر التسويقية والمشاكل التي تتعرض لها الشركة في الميدان، والقيام على تعزيز نقطة القوة والحفاظ عليها.
- مخرجات البحث التسويقي توفر أحسن البدائل لاختيار القرار التسويقي الملائم للشركة في الأسواق الخارجية.
- الاستمرار في إجراء البحوث التسويقية وتحليل الوضع والمشاكل ومتابعة التنفيذ ومعالجة الأخطاء والانحرافات عند حصولها في الوقت الملائم.
- نتائج البحث التسويقي في الشركة تساعد في تهيئة الوضع وتجهيز الموظفين للتأقلم مع الظروف الجديدة والثقافة المتنوعة والتغيرات في السوق الخارجي.
تنظيم تنفيذ البحث التسويقي:
تنظيم جهاز البحث التسويقي وتنفيذ البرامج يتوقف على طبيعة الشركة وحجم الأعمال والقدرات البشرية والقدرات المادية، ومدى توفر العنصر البشري المؤهل بشكل عالي للقيام بمهام البحث العلمي والمتشبع على امتداد السوق التي يصل لها البحث التسويقي وانتشارها واختلاف البيئة.
ولذلك الشركات الدولية إمّا أن تقوم بتنفيذ البحوث التسويقية للسوق الخارجي، وتعتمد على الأجهزة الخاصة والقدرات الذاتية وإمّا ان تلجأ لأحد مراكز أو معاهد البحوث المتخصصة في الدولة الهدف؛ لتنفذ بعض البرامج وبعض الدراسات البحثية لمصلحتها في كل أو بعض أجزاء السوق الهدف.
وتختار الشركة المصدرة أحد الدولتين في ضوء الإمكانات والوضع المادي والبشري، وانطلاقًا من الأهداف التي تسعى لتحقيقها خلال البحث التسويقي، قد تعتمد على قدراتها في بعض الدراسات وتلجأ لبعض المراكز الخارجية المتخصصة في حالات أخرى.
ولكل طريقة مزايا وعيوب فجهازالبحث الخاص بالشركة، يكون من الصعب الحصول على بيانات دقيقة عن وضع السوق الخارجي، وقد يُفسّرها بطريقة خاطئة بسبب التنوع اللغوي والثقافي والاجتماعي، لكن التكاليف البحثية هنا قد تكون متدينة نسبيًا.
أمّا مركز البحوث الخارجي المتخصص فعملية الحصول بالنسبة له على البيانات والمعلومات من المصدر سهلة، لكن المعرفة بأهداف الشركة ورسالتها وأهدافها تكون محدودة، بالإضافة إلى أن الشركة صاحبة الدراسة غير قادرة على التحكم والسيطرة على مجريات البحث.
وخصوصًا التكلفة المرتفعة عادةً لإجراء هذا النوع من البحوث لدى بيوت الخبرة الدولية. ولذلك من الأفضل أن تقوم الشركة المسوقة بإعداد هيكليكة البحث التي يمكن تنفيذها عن طريق أحد الجهات في السوق الهدف. والشركة في العادة تلجأ لمصدر معلومات داخلي ومصدر معلومات خارجي التي تمكنها من التعرف الأولي على السوق الخارجي والمتطلبات والبيئة الاقتصادية والقانونية والثقافية.