اقرأ في هذا المقال
الفرق الرسمية في الاجتماعات الإدارية:
نجد أن تحديد الفرق في الاجتماعات المنظّمة أسهل منه في الاجتماعات غير المنظّمة، منها في البرلمان أو قاعة المجلس أو المحكمة أو قاعة التداول، وأيضًا على مائدة المفاوضات هناك جهات أو فرق محددة بوضوح. وترتيبات الجلوس يمكن أن توضّح وتوضع هذه الفرق، فالفرق المناقشة قد تكون جالسة في مواجهة بعضها البعض، إما على جانبي طاولة الاجتماع وإما بمحاذاة جانبين من غرفة الاجتماع، ومن الأمثلة على ذلك قاعة المحكمة، حيث يوجد مقعد القاضي وقفص الاتهام ومقاعد المحلقين ومكان مخصص للادعاء والدفاع ومسؤولين المحكمة والجمهور.
وفي مثل هذه الاجتماعات، يعرف كل فريق وظيفته ويهدف إلى تحريك النقاش نحو نتائج محددة، مع التصدي لجهود الفريق الآخر، أما في حالة وجود أكثر من رأيين حول الموضوع يبدو أنه من الصعب تقبله بدرجة أكثر في أجزاء كثيرة أخرى من العالم، الاجتماعات الإدارية المنظّمة لا تضّم في كل الأوقات فریقین محددين بوضوح.
ففي الاجتماعات الرسمية لمجالس الإدارات مثلاً أو الاجتماعات السنوية العمومية، قد لا يكون هناك أطراف محددة بوضوح، والاجتماعات غير المنظمة قد تحتوي على فرق مثل ممثلي إدارتين أو أكثر في إحدى منظمات الأعمال مثلاً، لكن احتمالات أن تكون لها فرق محددة أقل بكثير، وهذا أمر قد يتحول بعد ذلك إلى مصدر للمشاکل.
عوامل لها دور في نجاح الفرق الرسمية في الاجتماعات الإدارية:
- الانتماء: وهنا قد تظهر بعض المشاكل؛ لأن كل فرد تقريبًا لديه شعور بالحاجة القوية حتى يكون عضو في الفريق، فالأغلب لا يريد أن يكون وحده، ويقوم علماء الاجتماع بوصف هذا بالحاجة إلى الانتماء، فإذا لم يكن هناك فرق موجودة بالفعل، فسوف يكون هناك اتجاه إلى تشكيلها لإقامة الانتماء أثناء القيام بالاجتماع.
فهذا الشيء الذي يعتبر مثالي هو أن ينتهي الاجتماع في شكل فريق كبير موحّد وسعيد يقوم كل أفراده بلعب نفس اللعبة، لكن جعل هذا يحصل هو إحدى المهارات الأكثر طلبًا لإدارة الاجتماعات، وليس فقط بالنسبة للقائد الرسمي، ولكن أيضًا بالنسبة لكل مشارك.
- عامل الكراهية: من النقاط المؤسفة بالنسبة للمناقشات التي تسعى إلى أن تكون فعّالة أن الجميع يُحب أن نكره، فالتحالفات تقوى بكراهية الطرف الأخر أكثر ممّا تقوى بحب الطرف الذي ينتمي له. وأسوأ ما يمكن أن يحصل هو أن يكون تشكيل الأحزاب أو الفرق نوع من الحرب، وهي عملية يمكن أن تكون مدمرة تمامًا.
- مبدأ اليقين: إن تكوين التحالفات في الاجتماعات سوف تتم بشكل شبه دائم من خلال الاستقطاب، أي من خلال تبني وجهات نظر تكون متعارضة وراسخة عن أي موضوع مطروح للنقاش.
وقد ذكر في علم النفس أنه عندما يكون هناك بين مجموعة من الأفراد مؤثرات تعمل في اتجاه قبول ورفض اعتقاد محدد في وقت واحد، فإن النتيجة ليست هي جعل الأغلب تتبني درجة اقتناع ضعيفة، لكن جعل البعض يتبنون هذا الاعتقاد بدرجة قوية من الاقتناع، مع رفض البعض الآخر له أيضًا بدرجة قوية من الاقتناع، فإن الإداريين لا يفضلون عدم اليقين أو الظلال الرمادية، وتسعى لطرح أي موضوع للنقاش إلى التوصل إلى رؤية واضحة يمكننا قبولها بالكامل أو رفضها تماماً.
- نضج الفريق: إن الطريقة التي تعمل بها أي فرق سواء كان اجتماع أو غيره تكون قائمة على نضج هذه المجموعة، أي على المدى الذي يمكن من خلاله أن تصل إليه أثناء العمل الجماعي والاجتماعات، أو الفرق غير الناضجة لا يكون لديها الإحساس بنقاط القوة والضعف في أفراد الفريق أو الجماعة وباهتماماتهم ورغباتهم، وفي هذه الحالة تكون التحالفات أو الكراهية التي تنشأ بشكل محدود. كما أن استجابات هؤلاء الأفراد للضغوط تكون أقل خضوع للتنبؤ، أما استيعاب القادمين الجدد فيكون أكثر سهولة.