اقرأ في هذا المقال
تختلف طبيعة التحديات التي يعاني منها المدير في الخارج من شخص لآخر، حيث يكون يكون هناك اختلاف لقدرات الأشخاص من حيث التكيّف والتأقلم مع الوضع الجديد.
طبيعة التحديات التي يواجها المدير الأجنبي:
يكون صعب على المدير الأجنبي التكيّف مع الحالة الجديدة من حيث الصبر على النواحي النفسية والاجتماعية، ومن حيث التخلي عن بعض المسائل الترفيهية أو المسائل الثقافية التي كان يمارسها في دولته الأصلية، لكنها لن تكون موجودة في الدولة المضيفة، وقد يواجه التحديات في التواصل الاجتماعي مع الغير.
لذلك فإن إدارات شركات الأعمال الدولية تبدي اهتمام كبير في مسألة اختيار المدراء، الذين لديهم القدرة الفعلية على مواجهة هذا النوع من التحديات، بناءً على صفاتهم وخصائصهم الشخصية أو التجارب التي قاموا بها في التعامل مع بيئات وأوساط جديدة، عن طريق ممارستهم لنفس النشاط في بلدان أخرى قد تكون مطابقة أو متشابهة للظروف في البلد المضيف.
وهذا يُسهّل عملية إقامة العلاقات وربط العلاقات مع الأوساط الفنية والإدارية داخل الشركة، العمل على تعميق الصلات مع الرموز الجتماعية في الدولة المضيفة، ترتيب العلاقات مع السلطة الحكومية المحلية؛ ليضمن استمرارية العمل والتنفيذ للبرامج والسياسات الخاصة بالشركة بمنتهى الهدوء واليسر.
التحديات التي تواجه المدير الأجنبي في الأعمال الدولية:
1. تحديات البيئة الطبيعية:
المدراء القادمون من بيئة باردة إلى بيئة أخرى حارة ورطوبة مرتفعة، يكون لديه صعوبة عالية في التكيف مع الجو الجديد، حيث أن المدراء القادمون من ولاية أوهايو الأمريكية إلى دولة خليجية سوف يتفاجئ مباشرة بالتغير الكبير لعوامل الطقس، وقد يكون هذا الاختلاف من العوامل الطبيعية للكثير من المدراء لترك العمل مع أسرهم خلال مدة قصيرة من وجودهم في الدولة المضيفة.
التحديات الأخرى التي تواجه المدراء الأجانب:
- العلاج الطبي والخدمة الصحية الوقائية المقدمة.
- المجالات الترفيهية والرياضية المتواضعة في الدولة المضيفة وغيرها.
- البعد عن الأهل والأصدقاء.
- مسائل التعليم والتربية.
فكل هذه الأمور السابقة تجعل المدير الأجنبي الوافد يعمل في ظروف نفسية وبيئية غير مريحة، تقوم بالتأثير على الأداء وعلى الإنتاج، لكن الحكومات والشركات الأجنبية تمكَّنت من التخلص من هذه المشاكل من خلال بناء مجمعات خاصة بالجالية المقيمة بالدولة المضيفة. وتحتوي هذه المجمعات على:
- وسائل الترفيه والتثقيف والترويح عن النفس.
- توفير الصالات الرياضية لممارسة الأنواع المختلفة من الأنشطة والرياضات.
- الحصول على الخدمة الصحية المناسبة وتلقي العلاج المناسب.
- وجود مراكز تعليمية من مدارس وجامعات تكون تابعة للدولة الأم، مثل فروع المدارس الأمريكية في المجمعات الأمريكية في المملكة العربية السعودية.
2. تحديات البيئة الاجتماعية:
قد يصل المدير الأجنبي وأسرته للدولة المضيفة يحمل معه ثقافته الاجتماعية والسلوكية والعادات والتقاليد من دوليته الأم قد تكون مختلفة عن عادات الدولة المضيفة، فيجب على المدير وأفراد أسرته أت يتأقلموا مع المعطيات الاجتماعية الجديدة في البلد المضيف، لكن هذا يحتاج إلى وقت طويل قد يتأثر المدير الأجنبي لبعض المؤثرات الاجتماعية الجانبية غير المريحة، وهذا بسبب عدم معرفتهم بلغة البلد وعدم القدرة على التواصل الموضوعي والبناء مع العاملين في الشركة مع المحليين والعملاء المتعاملين والأجهزة الحكومية.
وليتم تجاوز كل هذه المسائل فإن الشركات الدولية تقوم بإخضاع المرشحين من الأفراد لتولّي مناصب جديدة في بيئة جديدة؛ لاختبار قدرتهم على التأقلم والتكيف ومدى الاستجابة للمعطيات البيئية الجديدة، والعمل على إرسالهم بجولات إلى الدولة المستهدفة يكون الغاية منها التعرف على كل مكونات البيئية.
3. تحديات فنية ومهنية:
بسبب اختلاف طبيعة التقنيات التي تستخدم في الدولة المضيفة مع التقنيات التي تستخدم في الدولة الأم، لضعف كفاءة وجدارة الفنينين الإداريين والمحليين والمهارة المالية والمهارة التسويقية، ومدى التزامهم بالقواعد وأنظمة العمل اللازمة، وبسبب محدودية الشركة من حيث الحجم، فإن المدراء الأجانب يواجهون بعض العقبات نتيجة الوضع الجديد الذي قد لا يتناسب مع طموحاتهم وقدراتهم؛ ممّا يؤدي إلى حدوث نوع من الإحباط لديهم تنعكس آثاره في النهاية على جميع التنظيم ومستوى الأداء فيه.
4. تحديات في العلاقة مع الحكومة المحلية في البلد المضيف ورئاسة الشركة في البلد الأم:
إن حجم الشركة وطبيعة السلع التي تقوم بانتاجها ومدى استراتجياتها وحيويتها لدولة المضيفة، يفرض على المدير الأجنبي واجبات إضافية لجهة التطوير، وتعميق العلاقات الاجتماعية مع أنشطة المجتمع الرئيسية ومع أجهزة الحكومة، عن طريق عقد الكثير من الاجتماعات والقيام بالمفاوضات المطلوبة حول الشركة والسياسة وأسلوب التسويق والتوزيع لديها، وكيفية استخدام الايدي العاملة الوطنية وتحويل الأرباح وغير ذلك.
وكل هذا يفترض بالمدير الأجنبي أن يوفر المرونة اللازمة وقدرته على التواصل، وحسن التفاوض وبناء جسور مع المتعاملين والاجهزة الحكومية بالمستويات المتنوعة؛ لضمان استمرارية النشاط بالنسبة للشركة في الدولة المضيفة بما يتناسب مع مصلحة المشتركة لكل الأطراف.
وهذا يعني من ناحية أخرى أن المدير الأجنبي لشركة الأعمال الدولية، هو عبارة عن حلقة وصل بين شركته الأم وحكومة البلد المضيف، لذلك يجب عليه أن يتلقى التعليمات والأوامر من الشركة الامويقوم بتنفيذها، حيث تُعتبر الأقدر على اتخاذ القرار المناسب بسبب توفر البيانات والمعلومات اللازمة.
بالإضافة إلى وجود أجهزة إدارية واستشارية وطنية عالية المستوى، لديها القدرة على التحليل من منظور شمولي ومتكامل للأوضاع السائدة في الدولة المضيفة، ومن الأفضل أن تتشاور الشركة الأم مع المدير التنفيذي في الدولة المضيفة بشكل مسبق حول القضايا التي منوي اتخاذ القرارات بخصوصها؛ لكي يكون جاهز ومتحمس للتنفيذ بعد الاقتناع بها.
5. تحدي العودة:
إن المدراء الذين يعملون لفترة طويلة في الدول المضيفة ممثلين الشركة الأم، قد يتعرضون لبعض الصعوبات من نوع آخر عند إنتهاء مهماتهم وعودتهم لبدهم الأم؛ بسبب اختلاف الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بالمقارنة مع الماضي؛ ممّا يقودهم إلى الشعور بأن هؤلاء المدراء قد اقتلعوا من جذورهم الأصلية وثم يعودون مرة أخرى لكي للتكيف مع الوضع الجديد.
فالمدير العائد يواجه مسأل الفروقات في الأجر والتعويض، حيث تكون هي في العادة أعلى ممّا هو عليه الحال في الدولة الأم؛ ممّا يُعرّضه لضرورة التنازل عن نمط الحياة الراقي الذي كان يعيشه في الخارج من الناحية المادية على الأقل، كما يتعرض المدير العائد للإنزواء في زاوية غير مهمة في الشركة بسبب التغير التقني والفني الكبير؛ بسبب ظهور جيل جديد من الكفاءة البشرية التي لها القدرة على ممارسة النشاط بما يتناسب مع التقدم.
وإن هذا النوع من التحدي الذي يواجهه المدراء في الدول المضيفة، يمكن التخلص منه من خلال تحقيق التواصل وعدم الانقطاع الدائم لهؤلاء المدراء عن وطنهم وعن شركتهم الأم لمدة طويلة، ويمكن الاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم التي تراكمت خلال فترات زمنية طويلة من العمل كمستشارين أو خبراء، يمكنهم تقديم دراسات وتحليلات حول الكثير من المواضيع الإدارية والمالية والتسويقية في الداخل والخارج.