يسعى التسويق المستنير إلى معالجة بعض انتقادات فلسفات التسويق التقليدية وتأثيرها على المجتمع ككل من خلال دمج خمسة مبادئ، حيثُ تنص فلسفة التسويق المستنيرة على أنّ استراتيجيات التسويق للمنظمة أو للشركة يجب أن تكون دائماً موجهة نحو المستهلك ومُبتكرة ومُفيدة للمجتمع وذات قيمة طويلة الأجل وقائمة على الإحساس بالمهمة.
مبادئ التسويق المستنير:
منظور المستهلك في التسويق المستنير:
يعلم التسويق المستنير أنّهُ يجب على الشركة فحص جميع سياساتها وعملياتها من منظور المستهلك، فعلى سبيل المثال قد يكون موقع الويب اللامع والمعقد مُثيراً للإعجاب من الناحية المرئية، ولكن ما لم يكن من السهل التنقل بين العديد من المستهلكين سيجدونه مُحبطاً.
وقد يكون تصميم متجر مُعيّن فعّالاً جداً لأغراض إعادة التخزين، ولكن يجب أن يكون المستهلك أيضاً قادراً على العثور على ما تبحث عنه بسرعة وسهولة، حيثُ يُحاول التسويق الموجه للمستهلكين رؤية عمليات الشركة من خلال عيون المستهلك.
الابتكار في التسويق المستنير:
إنّ الشركة التي تتبع مبادئ التسويق المستنير هي شركة مبتكرة، حيثُ تُحاول الشركة تحسين منتجاتها وسياساتها واستراتيجياتها التسويقية بشكل مستمر، ولا تفترض فقط أنّ الممارسات الحالية جيّدة بما فيه الكفاية، بل ضع في اعتبارك دائماً كيف يُمكن تحسينها.
على سبيل المثال إذا كان من المُمكِن إعادة تصميم منتج ما ليدوم لفترة أطول بنفس السعر، فإنّ التسويق المستنير يرى أنّ هذا الابتكار سيرحب به المستهلك وسيكافأه السوق في النهاية على المدى الطويل.
التأثير المجتمعي في التسويق المستنير:
تأخذ الشركة التي تُنفِّذ التسويق المستنير في الاعتبار تأثير أعمالها على المجتمع، حيثُ يُركِّز التسويق التقليدي على تقليل تكلفة المنتجات أو زيادة جودتها أو الترويج لها للمستهلكين أو محاولة توفير شيء يحتاجه المستهلكون أو يريدونه.
لذلك فأنّهُ تم انتقاد جميع هذه الأساليب على أنّها قد تكون ضارة بالمجتمع من خلال تشجيع الممارسات التي تضر بالبيئة أو تُعزِّز المادية أو تضر بصحة المستهلكين، فعلى سبيل المثال إذا كانت الشركة تبيع مشروباً غازياً ولكن بأسعار معقولة مع عبوات يُمكِن التخلص منها، فقد يُعتبر المنتج ضاراً بالبيئة والصحة العامة، ومن وجهة نظر التسويق المستنير لا يكفي أن تقوم الشركات ببساطة بخفض التكاليف وتحسين جودة المنتج وتلبية احتياجات المستهلك.
القيمة الحقيقية في التسويق المستنير:
تعلم مبادئ التسويق المستنير أنّ الشركة يجب أن تُركِّز على إنشاء منتجات ذات قيمة حقيقية على المدى الطويل، بدلاً من التركيز على الربح الفوري، فعلى سبيل المثال يُمكِن لشركات تصنيع السيارات تصميم سيارات ذات كفاءة وقود جيدة وانبعاثات منخفضة وتقييمات أمان عالية، بدلاً من مجرد بناء أسرع أو أقل سيارة تكلفة، ويُمكِن أن تركز شركة الاستثمار على الاستثمارات المعروف أنّها تنتج عوائد موثوقة بمرور الوقت، بدلاً من التركيز على الأرباح قصيرة الأجل ذات المخاطر العالية.
مهمة الشركة في التسويق المستنير:
المبدأ الأخير للتسويق المستنير هو الإحساس بالرسالة، حيثُ يجب أن تعمل الشركة من منظور أنّ لديها مهمة مُحدّدة بوضوح في المجتمع ويجب أن تعكس جميع خططها وإجراءاتها تلك المهمة.