ما هي مزايا جماعات العمل وكيفية بناء فريق العمل؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم جماعة العمل:

هي عبارة عن وحدة اجتماعية أو كيان اجتماعي يضم مجموعة من الأعضاء الموظفين، يعملون في وحدات متنوعة داخل المنظمة ويقومون بأدوار محددة تتفق مع ظروف كل عضو فيهم وتجمعهم أهداف مشتركة، وتربطهم علاقات عديدة وتسود بينهم قيم واتجاهات وقواعد سلوكية محددة وتسود بينهم أحاسيس ومشاعر.

مزايا جماعات العمل:

من المؤكد أن التنظيم الرسمي والتنظيم غير الرسمي لجماعات العمل تأثير كبير وواضح على المنظمة والموظفين؛ لذلك يجب على الموظفين أصحاب المسؤولية في إدارة المنظمة العمل على مراعاة جماعات العمل الرسمية وغير الرسمية عدة مزايا، ويمكن حصر أهم هذه المزايا في ما يلي:

  • جماعات العمل المنسجمة والمتفقة في الميول والاتجاهات والقيم والعادات تتعاون بالعادة مع بعضها البعض، فيرفع من احتمالية جديّة الأداء ورفع مستوى الإنتاجية كمًا وكيفًا.
  • جماعة العمل المنسجمة والمتعاونة تساهم في تنفيذ التغيير والتطور الناجح.
  • جماعة العمل المنسجمة والمتعاونة تساهم مع القائد في الوصول لتحقيق الأهداف بأقل التكاليف وأقصر الطرق.
  • الجماعات المنسجمة والمتعاونة تقوم بإشباع الحاجات الاجتماعية والحاجات النفسية لأفرادها، مثل الحاجة لإثبات الذات والحاجة للاحترام والحاجة للتقدير والصداقة وممارسة الهوايات والاشتراك في الأنشطة المتنوعة.
  • جماعة العمل المنسجمة تعمل على رفع روح المنافسة الشريفة بين الأعضاء، فيحاولون إثبات نفسهم ويكونوا قدوة لغيرهم.

سلبيات جماعات العمل:

  • عندما تكون جماعات العمل غير متعاونة ومنسجمة ومفككة بسبب الاختلاف بين أعضائها في القدرات والخبرات والميول والعادات والقيم والأهداف، فكل هذا سوف يسبب الكسل وعدم المبالاة والتنافر والعداوات وعدم الرغبة في العمل، ومن ثم يصعب تحقيق الأهداف سواء للمنظمة أو الموظفين.
  • قيم وأهداف ومبادئ جماعة العمل لا تكون متجانسة مع قيم ومبادئ الإدارة وأهدافها.

كيفية بناء فريق العمل:

يعتبر العمل في منظمات الأعمال الحديثة عمل جماعي من الدرجة الأولى، فالبشر هم جوهر العملية وأهم عناصرها فمن خلال جماعة العمل تحقق المنظمات الأهداف والغايات المرغوبة. وعلى الإدارة أن تعمل جاهدة في مجال عمل بناء فريق العمل والقيام بتطوير الفعالية لجماعات العمل؛ إيمانًا منها بأن النجاح في إدارة فريق العمل هو النجاح المؤكد لتحقيق الأفراد.

ويهتم بناء فريق العمل تنسيق السلوك لأداء جماعة العمل لتنفذ غايات المنظمة وترتيب السلوك الجماعي، وهذا يعني أن تتفهم أعضاء جماعات العمل سلوك كل عضو فيهم، من حيث الأداء والدافع والاتجاه والموقف والإمكانات والتوافق بينهم والشعور بأن تحقيق الأهداف تم بشكل جماعي، وقد يكون أفضل من الإنجاز الفردي.

كيف تهتم منظمات بالأفراد كفريق عمل؟

أخذت منظمات الأعمال تهتم بأفرادها كفريق عمل عن طريق الاهتمام بمجموعة من العناصر التالية:

  • الاختيار السليم للأعضاء الذين يعملون في جماعة العمل أو في فريق واحد، حيث يتفقون في الإمكانات والقدرات والخبرات والمهارات والقيم والدوافع والطموح والحاجات والميول والمعلومات؛ لذلك يتوفر الانسجام بين أعضاء الفريق وهي أول خطوة لبناء جماعة عمل متماسكة وإيجابية.
  • انفتاح الإدارة على الأفراد حيث أن بناء فريق عمل إيجابي يحتاج التعامل مع علاقات غير مقيدة ومواجهة مباشرة بين الأعضاء.
  • التدريب السليم لتعديل وتطوير وتنمية سلوك الأعضاء في جماعة العمل، ورفع المعلومات والمعارف لديهم والخبرات والتجارب وتحسين الأداء والفعالية.
  • بناء الثقة والمودة والصراحة والانسجام ونشر مفهوم الإيجابية بين أعضاء الجماعة، مثل الانضباط والإخلاص وجودة الأداء والتطوير والتقدم.
  • مساعدة الجماعة على تحديد الأهداف والفهم الكامل للأهداف والاقتناع بها، والعمل على إشراكهم في اختيار وتحديد أفضل وأنسب الطرق لتحقيق هذه الأهداف.
  • تنمية روح التعاون وحل الخلاف والنزاع بين أعضاء جماعة العمل، فالتعاون يمثل دور كبير في بناء فريق العمل ويتمثل التعاون في اختيار القضايا ذات الخلافات ومناقشتها بطريقة جماعية، عن طريق حوار ونقاشات مفتوحة بنّاءة ليتم الوصول لحل معقول.
  • توفير بيئة عمل توفر العدل الوظيفي والأمان وتكافؤ الفرص بين الموظفين.
  • التقويم النهائي للتعرف عمّا إذا كان فريق العمل قد توصل للهدف المنشود والذي تسعى لتحقيقه، أم أن الأمر يتطلب خطوات أخرى.

أهمية بناء فريق العمل:

تكمن أهمية بناء فريق العمل لأنها تعتبر تقنية وطريقة حديثة تساهم على التفهم والإدراك وتقبل الموظفين الآخرين في العمل، ومعرفة أبعاد سلوك كل فرد وما يتم به من دوافع واستعدادات وقدرات للتفكير والإبداع، وهذا التفهم يساهم على طريقة التعامل والذي يعكس بدوره تنسيق الجهود والتكامل بين الأعضاء، وتبسيط وتسيير حل للخلافات أو النزاعات والتناقضات أو إساءة الفهم، كما يساهم على تعزيز الدعم وتعزيز الثقة والاتفاق والتأثير وتحقيق الغايات والأهداف التي تم تحديدها.

خطوات بناء فريق العمل:

يرى علماء التنظيم أنه لا توجد طريقة واحدة أو أسلوب واحد أو خطوات محددة يتم الاتفاق عليها ليتم بناء وتكوين فريق عمل، حيث أن الأهداف لبناء فريق العمل تتمثل في انتشار روح التعاون وانتشار الثقة والانسجام وإشباع الحاجات والرغبات للفرد، أو إشباع الحاجات والرغبات الجماعية ليتم تحسين الإنتاجية، والتي يمكن الوصول لها وتحقيقها بأكثر من أسلوب وطريقة، ومع ذلك يمكن استعراض بعض الخطوات المتفق عليها في عملية بناء الفريق، وهي كالآتي:

  • الخطوة الأولى (تجميع المعلومات): ممّا لا خلاف عليه أن البيانات والمعلومات تعتبر ضرورية ومهمة وحتمية لكي يتم الفهم والتفسير والتشخيص لمشكلات جماعات العمل، وفي ضوء البيانات والمعلومات يمكن أن يتم تحديد احتياجات تنمية روح فريق العمل والإجراءات والطرق والأساليب المهمة ليتم تحقيق ذلك، كما وأنه في ضوء البيانات والمعلومات يمكن معرفة أهداف فريق العمل وطبيعة الاتصالات وقيم جماعة العمل والنزاعات وكيفية إدارتها.
  • الخطوة الثانية (مناقشة وتحديد الاحتياجات): بناءً على البيانات والمعلومات التي تم جمعها والتي يمكن تحليلها وتفسيرها ليتم الوصول إلى نقاط القوة وسبل تدعيمها واستغلالها، ومعرفة نقاط الضعف وأسبابها ومجالات التحسين لهذه النقاط، كما أنه من المعلومات التي يمكن الوصول إلى الاحتياجات والرغبات المادية والرغبات والحاجات النفسية والاجتماعية والأدبية لفريق العمل؛ حتى يتم إشباعها لكل أعضاء فريق العمل.
  • الخطوة الثالثة (تخطيط الأهداف وتحديدها): إن عملية تحديد الأهداف ووضوحها والاتفاق عليها منذ البداية يعتبر عامل حيوي ومهم لبناء فريق عمل، حتى أن عملية المشاركة لأعضاء فريق العمل في عملية تحديد الأهداف والاتفاق حول ترتيب الأولويات يساهم بشكل كبير في إنجاز وتحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية عالية.
  • الخطوة الرابعة (تنمية المهارات): إن تطور وتنمية مهارات الأفراد في فريق العمل التي لها علاقة بالمهارات التي يفتقدها أو يفتقر لها فريق العمل، تعتبر العامل الرئيس في نجاح مهمة الفاعلية في بناء فريق العمل، وفي العادة تكون تنمية المهارات في المجالات التالية:
    • الالتزام المهني.
    • الأدوات والمسؤوليات.
    • فن إدارة النزاع.
    • المهارات المهنية.
    • إنجاز القرارات.
  • الخطوة الخامسة (تحديد القيادات السلوكية): تلعب القيادات الإدارية الفعّالة دور مهم في توجيه وإرشاد النشاط والسلوك لفريق العمل لتنفيذ المهام، وهذا معتمد على قدرة القيادات الإدارية والمشاركة الفعّالة لفريق العمل وتفويض السلطات واستعدادات القادة؛ لكي يتم الوصول بفريق العمل للنتائج المرجوة.

المصدر: السلوك التنظيمي في إدارة المؤسسات التعليمية، أ.د  فاروق فيله، د.محمد عبد المجيد، عمان، 2005محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، مصر ، 2007محسن أحمد الخضري، إدارة التغيير ، 2003طيطي، خضر مصباح، إدارة التغيير التحديات والاستراتيجيات للمدراء المعاصرين، الأردن، 2010 اتجاهات حديثة في إدارة التغيير، الدكتور سيد سالم عرفة، 2012


شارك المقالة: