بعد قيام علماء الإدارة بالأبحاث والدراسات التي لها علاقة بالثقافة التنظيمية تَبيّن أن هناك مجموعة من المُحدّدات التي تَخصّ الثقافة التنظيمية، ومنها تاريخ المنظمة ومُلكيّتها وحجمها والتكنولوجيا المٌطبَّقة والموارد البشرية فيها وبيئتها والغايات والأهداف.
محددات الثقافة التنظيمية للموارد البشرية في منظمات الأعمال
- التاريخ والملكية: إن تاريخ المنظمة يقوم بتوضيح نموّها وتطورها ونمط القيادة الذي طُبِق فيها والذي تبادلته إدارتها وأعتبر جزء من ثقافتها، كما وأنه يقوم بعكس نوعية الملكية من ناحية هل ملكية المنظمة هي مُلكية عامة أم ملكية خاصة، أم هل هي ملكية محلية أم دولية، وهذا يعتبر جانب آخر من الثقافة المنتشرة في المنظمة.
- الموارد البشرية: من ناحية الطريقة التي يرغب بها عناصر الإدارة العليا في تنفيذ المهام والأنشطة، وكذلك رغبات الموظفين للطرق المستعملة في التعامل معهم في تشكيل قيم العمل المُطبَّقة في المنظمة وأيضًا ثقافتها المميزة، فالإدارة ليس من السهل عليها أن تقوم بفرض ثقافة لا يؤمن بها الموظفين والعكس صحيح.
- حجم المنظمة: إن حجم المنظمة لا يعني بالضرورة الاختلاف في ثقافة المنظمة مع المنظمات الأخرى، سواء كانت هذه منظمات كبيرة الحجم أم صغيرة، بقدر ما يعكس طريقة الإدارة المتبعة ونمط الاتصال المُطبّق ونموذج التصرف في حل المشاكل التي تواجهها والتي تتأثر باعتبارات الحجم.
- البيئة: إن الطريقة التي تقوم المنظمة باختيارها في كيفية التعامل مع عناصر البيئة الداخلية والبيئة الخارجية من العملاء أو المنافسين أو الموردين أو الموظفين وغيرها، سوف يكون لها أثر في كيفية تنظيم مواردها وأعمالها وتُشكّل بها ثقافتها.
- التكنولوجيا المُطبّقة في المنظمة: فمثلاً المنظمات المتخصصة في استخدام التكنولوجيا المتطورة في أنشطتها ومهامها تهتم بالقيم التي تتعلق بالمهارات الفنية، وذلك عند صياغة الثقافة التنظيمية لها، في حين المنظمات الخدمية تركز على الاهتمام بثقافة خدمة العملاء وثقافة المهارات الشخصية.
- الغايات والأهداف: إن نوع الغاية والهدف له أثر في الثقافة السائدة الذي تسعى المنظمة إلى الوصول إليها، فمثلاً المنظمات التي تهدف إلى تحقيق الكثير في خدمة العملاء سوف تهتم وتركز على زرع القيم التي لها علاقة بالعميل في الثقافة التنظيمية التي ترغب في تَبنيّها في المنظمة.