ما هي معايير الضرائب المباشرة؟
تنقسم هذه الضرائب إلى عدة أقسام، بعضها مُقسّم إلى ضرائب نسبية وتصاعدية، والبعض الآخر مُقسّم إلى ضرائب على الأموال وضرائب على الأشخاص. وإذا قصرنا المناقشة على الضرائب المباشرة، فيحق لنا التعرف على مفهومها ومعايير تمييزها عن الضرائب غير المباشرة يهدف قانون السوابق المالية إلى توفير معايير معينة للتمييز دون التمكن من تقديم تعريف شامل يمنعه بشكل عام، وتوفر السوابق القضائية المالية معايير للتمييز يمكن تلخيصها على النحو التالي:
أولاً: المعيار الإداري:
يعتمد هذا المعيار على طريقة التحصيل؛ لذلك إذا تم تنفيذ هذه الطريقة وفقًا لمقاييس اسمية تتضمن اسم دافع الضرائب وتقديره والمبلغ الذي يجب دفعه، فإنها تعتبر ضريبة مباشرة، بينما عدم تنفيذ هذه الطريقة في تحصيل الضرائب يجعلها ضريبة غير مباشرة؛ لذلك هذا ما يبدو أن معرفة دافع الضرائب المسبقة للسلطة المالية ومقدار الضريبة التي يجب أن يدفعها كضريبة، في حين أن السؤال هو عكس ذلك تمامًا في ضوء الضرائب غير المباشرة، لا يمكن تحديد اسم دافع الضرائب ومقدار الضريبة لا يوجد ارتباط اسمي ودائم ومباشر بين دافع الضرائب وإدارة الضرائب.
حيث يتم فرض الضريبة غير المباشرة في لحظة وقوع الحدث الذي يؤدي إلى إنشاء الضريبة، مثل عبور حدود الدولة، وبالتالي فهي تخضع للضريبة الجمركية وبناءً على ما سبق، فإن الحكم الضريبي يتعامل مع عدة انتقادات لهذا المعيار، بما في ذلك حقيقة أنه ليس له سلطة ومعرفة في جميع أنواع الضرائب، حيث توجد ضرائب مباشرة مطلوبة بدون مقياس رمزي، ومع ذلك فهي لا تعتبر ضرائب غير مباشرة لاجتماع توافق الآراء في السوابق القضائية في الضرائب كضرائب مباشرة مثل ضريبة الأسهموالسندات وضريبة الميراث.
ثانياً: معيار راجعية الضريبة (نقل العبء):
يعتمد هذا المعيار على الشخص الذي يتحمل العبء الضريبي والذي بموجبه تعتبر الضريبة مباشرة إذا كان الشخص المكلف قانونًا هو الحامل النهائي دون أن يكون قادرًا على نقل العبء إلى آخرين، بينما يتم اعتبار الضريبة بشكل غير مباشر إذا كان بإمكان دافع الضرائب نقل عبئه إلى آخرين مثل دافع الضرائب الجمركي.
وهكذا يؤكد مؤيدو هذا المعيار على مسألة الوسيط في دفع الضريبة، فعلى سبيل المثال ضريبة الدخل أو ضريبة الإنتاج مباشرة؛ لأن دافع الضرائب لا يستطيع نقل عبئه إلى الآخرين، أي عدم وجود أي دور وسيط بين القانون دافع الضرائب والسلطة المالية، في حين أن الضريبة الجمركية هي ضريبة غير مباشرة؛ لأن المكلف القانوني يمكنه تحويل عبئه إلى الغير بعد إضافة مبلغ الضريبة إلى سعر البضاعة.
ونظراً للنقد الموجَّه لهذا المعيار، فإن هذا يعتمد على ظاهرة تحويل العبء المتأثر بالظروف الاقتصادية ووضع السوق حقيقة أن معظم الضرائب المباشرة يمكن إعدادها في ظل هذه الضرائب القياسية غير المباشرة وضريبة العقارات، وهي ضريبة مباشرة إذا كان دافع الضرائب القانوني (المؤجر) قادرًا على نقل عبئه إلى (المستأجر) بعد إضافته إلى عقد الإيجار المعاش فيعتبر ضريبة غير مباشرة.
ثالثاً: معيار ثبات وعاء الضريبة:
يعتمد هذا المعيار على استقرار المادة الخاضعة للضريبة، حيث يتم النظر في الضريبة بشكل مباشر إذا كانت المشكلة متباينة بشكل ثابت، وضريبة العقارات هي ضريبة مباشرة لأن ملكية العقار ثابتة، بينما الضريبة المفروضة على حقائق غير مستقرة مثل الضريبة الجمركية هي ضريبة غير مباشرة، ويقتصر رأي معظم الأحكام المالية تقريبًا على هذا المعيار ويدعو معظمها إلى اعتماده على الرغم من أن هذا المعيار لا يخصم طبيعة ضريبة الميراث، حيث تعتبر ضريبة مباشرة، في حين أن المادة الخاضعة للضريبة غير مستقرة بمعنى أن تطبيق هذا المعيار يجعل ضريبة الميراث غير مباشر.
رابعاً: معيار المقدرة التكليفية:
يؤيد جزء من الفقه المالي اعتبار الضريبة مباشرة إذا أخذت في الاعتبار قدرة دافع الضرائب، أي طاقة دافع الضرائب الفعلية، بينما تكون الضريبة غير مباشرة إذا لم تهتم بقدرة المكلف، يتم تحصيلها دون مراعاة الأعباء التي يتحملها المكلف على أساس ما سبق.
وتعتبر ضريبة الدخل ضريبة مباشرة؛ لأنها تقلل العبء الشخصي الذي يتحمله دافع الضرائب قبل إدخال الضريبة من إجمالي الدخل، بينما تُفرض ضريبة الجمارك على عبور خطوط الدولة فقط دون أي خصم، وبالتالي فهي تحسب كضريبة غير مباشرة، ومن جانبنا نرى أن المعايير المتقدمة يمكن أن تحل جانبًا واحدًا من المشكلات المطروحة حتى لو لم توفر حلاً لجانب آخر منها؛ ممّا يعني أن النظر في كل معيار على حدة لأنواع مختلفة من الضرائب لا يمكن أن يقطع يتم النظر إليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
ومع ذلك، فإننا نميل إلى معيار استقرار المادة الضريبية؛ لأن هذا هو المبالغة والحصرية للظروف المتغيرة وغير المؤكدة، مثل الظروف الشخصية التي تستند إليها معايير القدرة على الضريبة أو الظروف الاقتصادية وتأثيرات العرض والطلب التي يقوم عليها معيار الرقابة الضريبية. وبالإضافة إلى هذا المعيار الإداري حكمة المحتوى نجدها نتيجة حتمية لاستقرار المادة الضريبية؛ لأنه بدون هذا الاستقرار لا توجد جداول اسمية واتصال مباشر مستمر بين مصلحة الضرائب ومصلحة الضرائب.