هل الإدارة علم أم فن؟

اقرأ في هذا المقال


الإدارة هي حجر الأساس في النجاح في جميع أمور الحياة، إذا لم يقم المدير بتنفيذ الإدارة بمهارة وإتقان فسيحدث التّخبُّط وتعم الفوضى، إذن تطبيق علم الإدارة وحده لا يكفي بل يجب تطبيقه بمهارة وإتقان.

تعريفات الإدارة:

تعدَّدت تعريفات الإدارة، وتطوَّرت حتى شملت جميع نواحي الحياة، وقد اختلف التّعريف بناءً على النّواحي التّي ركَّز عليها القائم بالتّعريف، وسوف نعرض لكم بعض التّعاريف ومن أهمها:

  • تعريف Taylor: أنَّ الإدارة هي القيام بتحديد ما هو مطلوب عمله من العاملين بالشّكل الصّحيح، ثم التّأكد من أنَّهم يؤدُّون ما هو مطلوب منهم بأقل التّكاليف وأفضل الطرق.
  • تعريف Fayol: إنَّها بالنسبة للمدير أن يتنبأ بالمستقبل ويخطِّط وينظِّم ويصدر الأوامر وينسق ويراقب.
  • تعريف خشروم ومرسي: هي عملية تخطيط وتنظيم وصنع قرار وقيادة ورقابة أنشطة أعضاء المنظمة، واستخدام كل الموارد البشرية والمالية والمادية والمعلوماتية بهدف تحقيق أهداف المنظَّمة بفاعلية وكفاءة.
  • تعريف العامري والغالبي: هي عمليات فكرية تنعكس في الواقع العملي للمنظمات في الممارسات وفي التّخطيط والّتنظيم والقيادة والرقابة للموارد البشرية والمادية والمعلوماتية، وتحوّل هذه الموارد إلى سلع أو خدمات تنتج بشكل فاعل وكفوء محقِّقة للأهدف التي تمَّت صياغتها سابقاً.
    ومن خلال التّعريفات السابقة أنّها اتفقت على أنَّ الإدارة، عملية اجتماعية ومتكاملة ومستمرة تستغل الموارد لتحقيق الأهداف، هي تحليل للعمل الإداري للمدير إلى وظائف التّخطيّط -التّنظيم-القيادة-الرقابة، وأنَّها ترسم الخطط وتضع السّياسات والإجراءات وتنظِّم وتراقب وتوجّه العاملين الوجهه الصحيحة لتحقيق الأهداف، ليست مجرَّد تتفيذ الأعمال وإنَّما جعل العاملين ينفذون الأعمال، إنَّها ليست غاية بل وسيلة للحصول على الهدف.
    فعلماء الإدارة منهم من اعتبرها علم ومنهم من اعتبرها فن :

الإدارة كعلم:

يقصد بالعلم أنّه مجموعة من القواعد والمبادئ التي تمَّ الوصول إليها بالبرهان، يقام عليها الدّليل الذّي يؤكِّد صحَّتها وسلامتها، وأنَّه قابل للتعديل.

خصائص العلم:

  • جمع المعلومات وتفسيرها وتحليلها من خلال ملاحظة الظّواهر والمشكلات بشكل دقيق.
  • يعتمد على التّجربة العلمية.
    في الوقت الحالي تمَّ الاعتماد في الإدارة على الملاحظة والتّجربة في استنباط القواعد والمبادئ التّي تفسِّر المشاكل الإدارية، ويمكننا القول بأنَّ الإدارة هي علم قائم بحد ذاته له مجموعة من القواعد والأنظمة والمبادئ الخاصَّة به كعلم، ولكنّه علم لا يمكن وصفه بالشّمولية وانّه غير دقيق مثل العلوم الطبيعية (الكيمياء، الفيزياء)، بل هو شبيه بالعلوم الاجتماعية.

فوائد علم الإدارة:

  • تزود المدير بطرق منظمة للتفكير في سلوك وأداء الأفراد داخل المنظمة.
  • يقدّم للمدير مجموعة من المصطلحات والمفاهيم التّي تمكِّنه من القيام بالعمل الإداري بوضوح.
  • توفِّر للمدير مجموعة من الأساليب التّي تمكنه من التّعامل مع العديد من المشاكل في مواقع العمل.

الإدارة كفن:

يقصد بالفن المهارة في تطبيق العلم بحيث يؤدِّي تطبيقه الحصول على أفضل النتائح، فهنا تعتبر الإدارة فن، لانًّه مهما كان المدير لديه قدر عالي من العلم والمعرفة في مجال الإدارة، لا يكون دليل قاطع على قدرته على تصريف الأمور إذا لم يكن لديه مهارة تطبيق قواعد علم الإدارة، فالإدارة ليست فقط قواعد العلم بل كيفية تطبيق هذا العلم.

لذلك الإدارة فن يتطلَّب من المدير أن تتوفر لديه المهارة في تطبيق ما تعلمه من علم الإدارة من مبادئ تساعده القيام بمهامه وإدارة موظفيه.

لماذا الإدارة علم وفن؟

يتَّضح ممَّا سبق تفصيله أنّه يمكن القول بأنَّ الإدارة هي علم وفن في آن واحد، لإنَّ العلم لمعرفة القواعد والمبادئ الَّتي تخص الإدارة عن طريق الدّراسات و الأبحاث والتّجارب التّي أصبح بالإمكان العمل على أساسها، والفن للاعتماد على مهارة المدير الشّخصية التّي لها صفات معينه تتوفَّر فيه.
لذلك العِلم والفن يكمِّل كل منهما الآخر، فكلما تقدَّم العلم سيتقدَّم الفن معه، لإنَّ الفن هو تطبيق للعلم، العلم هو حصيلة معرفة من تجارب حول مشكلة ما، والفن هو المهارة في التّطبيق السّليم للعلم.


شارك المقالة: