وظيفة التدريب والتطوير في إدارة الموارد البشرية في الأعمال الدولية

اقرأ في هذا المقال


لا تزال فائدة التدريب والتطوير الإداري في الكثير من دول العالم النامية وشركاته بين أخذ ورد، بينما تخصص الدول المتقدمة وشركاتها مليارات الدولارات لهذه الوظائف، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تنفق سنويًا ما يزيد عن (50) مليار دولار وما يقارب (1.5) من ميزانية الأفراد على أغراض التدريب والتطوير.

وظيفة التدريب والتطوير في الأعمال الدولية:

التدريب في الغالب يكون للموظفين والفنيين والعاملين على الخطوط الإنتاجية والمشرفين وحلقات الإداريين في المستويات الوسطى، أمّا عملية التطوير فتكون عادةً لكبار الموظفين والمدراء العامين أو المرشحين لشغل هذه الوظائف، رغم أن بعض الأدبيات ركَّزت على أن المدراء في كل المستويات بحاجة لنسب متفاوتة من التدريب والتطوير في وقت واحد.
ويقصد بالتدريب والتطوير كل الجهود المخططة والمنفذة لتنمية القدرات والمعارف والمهارات للعاملين على اختلاف المستويات والتخصصات وترشيد سلوكهم؛ ممّا يقودهم إلى تعظيم فاعلية الأداء وتحقيق ذاتهم عبر تحقيق الهدف الشخصي وغايات المنظمة الذين يعملون فيها. ويشتمل التدريب والتطوير أيضًا تنمية المواراد البشرية والموارد الإدارية عن طريق التنمية مهارات رؤساء والمدراء في قيادة العملية الإدارية، وتحليل المشاكل واتخاذ القرارات الصائبة.
كما أن عملية التطوير تصل للجانب التنظيمي عن طريق تغيير المخطط الذي تقوم به المنظمة، لقيم ودوافع سلوكيات العاملين لتكوين الروح الجماعية والديمقراطية وتطبيق روح الفريق وتحسين المناخ التنظيمي، عبر تطوير أساليب القيادة والاتصال والعمل الجماعي.
وإن برامج التطوير والتدريب يجب أن تتضمن على تقديم التوجيهات الإرشادية للموظفين الجدد، وتزويد المتدربين بالمفاهيم المعاصرة في الميدان الإداري، والتركيز على الإدارات الإشرافية والتنفيذية العليا وإعداد القيادات المبكرة وإقامة ورش إدارة متقدمة باستمرار.

اتجاهات التدريب والتطوير للإدارات العليا:

  1. توضيح أهمية ودور الإدارة في النمو الاقتصادي على المستوى المحلي والعالمي.
  2. تمكين القيادات لمواجهة المتغيرات وإدارة المخاطر والأزمات بناءً على طرق إدارية حديثة.
  3. تحسين مستوى المهارات في ميادين الإدارة الاستراتيجية تخطيطًا وتنظيمًا ورقابة.
  4. التأكد على العمل في إطار الفريق بشكل شامل ومتكامل.
  5. معرفة اتجاهات الحكومة الاقتصادية والإدارية كيفية تنفيذها.
  6. التركيز على المسائل المرتبطة بإدارة الإبداع والابتكار والقدرة على التطوير والتغيير.
  7. تطوير القدرات في ناحية الدراسة وتحليل التقارير واستخلاص النتائج والعمل على توجيهها لخدمة أهداف الشركة.

وكل هذا يتطلب زيادة الاهتمام بالتدريب والتطوير الإداري؛ نظرًا لِما لهذه المسألة من أهمية بالغة على واقع ومستقبل عمل المنظمة، حيث تشير الدراسات إلى أن شركة موتورولا الأمريكية في مجال الاتصالات والهاتف المحمول تخصص حوالي 200 ساعة تدريب للمدراء والموظفين، في كل المستويات الإدارية في كل الدول التي تمارس نشاطاتها فيها.
وبرامج التدريب والتطوير إذن يجب أن تطال النواحي الفنية والنواحي المالية والنواحي التسويقية والنواحي الإنتاجية، إلى جانب تعريف المدراء الخارجيين بثقافة الدولة المضيفة والبيئة الاقتصادية والبيئة قانونية والبيئة الثقافية، بالإضافة إلى تعريف المدراء المحليين بثقافة الشركة.

أهم الطرق التي تعتمدها الشركات الأعمال الدولية لمساعدة المدراء عن طريق التدريب والتطوير:

  1. إلقاء المحاضرات وعرض الأفلام وتقديم الكتيبات الخاصة عن الدولة المضيفة، ويتبع ذلك جولة اطلاعية على هذه الدولة للتعرف عليه وعلى بيئته ميدانيًا.
  2. إكساب المدراء المهارات اللغوية الخاصة بالدولة المضيفة.
  3. التعريف بثقافة الدولة المضيفة والعادات والتقاليد والأنماط السلوكيه في الدوله المضيفة.
  4. تعريف المدراء المحليين بأهداف ورسالة الشركة الأم وثقافتها، عن طريق إعطائهم فرص للتعرف على الشركة في الدولة الأم وعلى الطبيعة والتقنيات والتقاليد المتبعة فيها وطرق الإدارة المستخدمة.
  5. استخدام طريقة المحاكاة وتبادل الأدوار؛ لتوصيل المعلومات المطلوبة للمتدرب عن الأوضاع المنتشرة في الدولة المضيفة.

تأثير ثورة المعلومات على وظيفة التدريب والتطوير في الأعمال الدولية:

  1. تخطيط الاحتياجات التدريبية عن طريق تعريف شبكة الإنترنت لمدراء تدريب برامج العمل والإنتاج لكل الإدارات ومعرفة التوقيتات التي تؤثر في التنفيذ لهذه البرامج؛ ممّا يمكن من الخطط للتدريب.
  2. التدريب المستمر المفتوح، حيث يتاح لكل الراغبين في كل الأوقات، من خلال شبكة الإنترنت وااطلاع على البرامج التدريبية المفتوحة على مدار (24) ساعة.
  3. قياس الاحتياجات التدريبية عن طريق التعرف على توجهات وسياسات الشركة ودراسة عناصر القوة والضعف لديها كمدخل لتحديد الاحتياجات التدريبية.
  4. التدريب أثناء العمل وعلى التوازي وفي نفس الوقت، ودون أن يشعر المتدرب بوجود فارق بين ما يقوم بتنفيذه بالحقيقة للوظيفة وما يقوم بتنفيذه للتدريب، حيث يكون التفاعل بين المستخدم وقاعدة البيانات حقيقية في حالة العمل وبين المستخدم وقاعدة بيانات هيكلية عند التدريب.
  5. التدريب عن بُعد عن طريق إتاحة إتاحة البرامج التدريبية للمشاركين، عن طريق شبكة المعلومات الداخلية وشبكة المعلومات الخارجية.
  6. تقديم برامج تدريبية مصممة بناءً على مستوى المستخدم.


المصدر: الإدارة الدولية للشركات ،الدكتور محمد سرور الحريري، 2016 إدارة الأعمال الدولية، أ.د زكريا الدويري، د.أحمد علي صالح، 2020 إدارة الأعمال الدولية والعالمية، فريد النجار، الدار الجامعية للطباعة والنشر إدارة الأعمال الدولية،د. علي إبراهيم الخضر، 2007 إدارة الأعمال الدولية ، علي عباس، 2009


شارك المقالة: