ما ‏هي نماذج اختيار الجماهير الإعلامية المستهدفة؟

اقرأ في هذا المقال


‏تعتمد المؤسسات الإعلامية بكافة أنواعها سواء كانت مؤسسات إذاعية أو تلفزيونية أو صحفية إلى تحديد حجم الجمهور الذي سيتم توجيه بعض السلوكيات أو الممارسات الاتصالية التي له أثر، على أن يكون ذلك من خلال اختيار بعض النماذج المخططة بشكل سليم.

‏نبذة عن نماذج اختيار ‏الجمهور الإعلامي

‏لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ التأثيرات والأطر  الإعلامية تسعى إلى تحدد مجموعة من النماذج التي يتم بواسطتها  تقسيم الجماهير الإعلامية وفقاً للأنماط الثقافية أو الاجتماعية أو وفقاً للعوامل التي تلعب دور وتأثير كبير على الدراسات الإحصائية ذات التوزيع الجغرافي أو تحديد أعداد الجماهير واحجامهم، على أن يتم تصنيفها لجماهير إعلامية نوعية أو عامة.

‏وبالتالي فقد ساهمت أقسام التحرير الصحفي أو الإعلامي إلى تحديد المستويات التي تقود الرأي العام؛ من أجل توجيه القضايا الإخبارية ذات التأثير والأهمية إلى جمهور قادر على إجراء العلاقة بينهم؛ من أجل الوصول إلى أهداف  ووظائف الدراسات والأبحاث الإعلامية المتنوعة.

‏نماذج اختيار الجمهور الإعلامي

‏النموذج الأول

‏حيث يقصد به نموذج الهيمنة والذي يشير إلى ضرورة قيام القائم بالاتصال في المؤسسات الإعلامية على اختيار أوجه وأجهزة الدعاية أو الوكالات الإعلانية أو قدرة تقديم المحتويات التي قد تحصل على تأييد للأفكار من قبل الجمهور الإعلامي، بحيث يتم في هذا النموذج اختيار الجمهور الإعلامي على اعتبار أنَّه بمثابة هدف واستراتيجي يتم بواسطته التسويق للمنتجات الإعلامية في السوق الصحفي.

‏وبالتالي يجب التركيز على نموذج الهيمنة الذي يؤكد على دور القائم بالاتصال في تحديد الأهداف  التي تسيطر على العمليات المساعدة على توضيح الأحاسيس والاتجاهات القوية بالنسبة للجمهور الذي تم تحديده مسبقاً في الخطط والاستراتيجيات الإعلامية.

كما يتم في نموذج الهيمنة إجراء بعض الحملات الإعلامية أو الحملات الإعلانية أو إجراء دراسات وبحوث متعلقة بالدعاية السياسية أو الموضوعات التي تساهم في خدمة الجمهور الإعلامي المتلقي، بالإضافة إلى الخدمات العامة سواء كانت خدمات حصرية أو خدمات صحية، بحيث يتم في هذا النموذج التركيز على الجمهور الإعلامي على اعتبار أنَّه مستهلك وعنصر لا يتجزأ من مفردات الاتصال الإقناعي.

‏ ‏النموذج الثاني

‏حيث يشير إلى نموذج التوحد والذي يسعى من خلال القائم بالاتصال في المؤسسات الإعلامية إلى تحديد مجموعة من الاعتبارات أو المعايير المتخصصة والتي تلعب دور في تحديد الأولويات؛ من أجل ممارسة السلوكيات الإعلامية، مع أهمية بناء علاقة ما بين المؤسسات الإعلامية سواء كانت إذاعية أو تلفزيونية أو صحفية مع الجمهور الإعلامي المتلقي، وكيفية تلقيها للمحتويات.

على أن يتم تسمية هذا المعيار بمعيار الرضا أو الاستجابة، بالإضافة إلى ذلك فلقد أسهمت مجموعة من العناصر المشتركة العاملة داخل الأقسام الإعلامية في تحديد التنظيمات أو النظم الإعلامية التي قد يتبناها الجمهور، بحيث يكون ذلك من خلال إنشاء وإعداد بعض الأنشطة الاتصالية المحدودة مع الجمهور فهي لا تقوم على تحقيق الأهداف ذاتها في نموذج الهيمنة.

‏وعليه فلقد ساهمت العديد من المراكز الصحفية في ربط العلاقة ما بين النموذج الحرفي أو المهني وما بين النموذج التوحيد؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف المؤسسات الإعلامية لأكبر عدد ممكن من الجمهور الإعلامي المحدد، على أن يتم بواسطتها إصدار بعض الأحكام التقنية أو المهنية أو الأكاديمية المعتمدة على اتجاهات الإنتاج الإعلامي.

بالإضافة إلى تقديرات الجمهور ذات التعرض للسلوكيات أو الأعمال أو الأنماط المختلفة، سواء كان ذلك ؛ أجل الاهتمام بالحاجات الجماهيرية دون الاهتمام بالمنافسة التجارية أو الاهتمام بتنظيم الإعلام وتوحيد الأهداف مع الجمهور أو تحديد الارتباطات الفلسفية والتقليدية للأدوار الاجتماعية التي تقوم ‏بها المؤسسة الإعلامية.

‏النموذج الثالث

‏حيث يقصد به النموذج الذي يؤكد على ضرورة قيام القائم بالاتصال في دعم العلاقات الجماهيرية المعتمدة على المعرفة والاستجابة داخل المؤسسة أو تجاه محتوياتها الإعلامية، على أن يتم تحديد أسس التغذية الراجعة وردود الأفعال المختلفة والعاملة في البيئة الإعلامية والمحليات الثقافية ذات الطموحات والمشاكل المختلفة.

لذا فإنَّ هذا النموذج ينظر إلى القائم بالاتصال على أنَّه بمثابة جزء ناشط اجتماعياً وقادر على  تقديم الفرضيات المساندة لعملية التواصل مع الجماهير المستفيدة، على أن تكون هذه المشاركة فعالة وإيجابية تجاه القضايا الإخبارية أو الموضوعات الإعلامية المقدمة، ‏مع أهمية تطرق إلى العناصر الأولية ذات التأثير العام على الحاجات الجماهيرية، بحيث يكون ذلك من خلال الاتجاهات أو الأساليب الإعلامية التي يقوم بها القائم بالاتصال.

المصدر: كتاب نظريات الإعلام واتجاهات التأثير/ د. محمد عبد الحميد.كتاب أزمة الضمير الصحفي/د. عبداللطيف حمزة.كتاب البحث الإعلامي محاضرات وقراءات/ د. اسماعيل عبد الفتاح والدكتور محمود هيبة.كتاب التوثيق الصحفي والإذاعي والتلفزيوني/ د. محمد قنديل.


شارك المقالة: