حديث في أن أكثر أهل الجنة من الفقراء

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يعلّمُ أصحابه كثيراً عنْ الجنّةِ والنّارِ وذلكَ ممّا أوحيَ إليه منْ ربّه عزّ وجلّ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في كثيرٍ منْ شواهدِ الحديثِ عنْ أهلِ الجنّةِ وأهلِ النّارِ، وذلكَ ممّا كسبتهُ أيديهمْ في الحياةِ الدّنيا، وسنعرضُ حديثاً في أكثرِ أهلِ الجنِ والنّار.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا زهيرُ بنُ حربٍ، حدّثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ، عنْ أيّوبَ، عنْ أبي رجاءٍ العُطارديِّ، قالَ: سمعتُ ابنَ عبّاسٍ، يقولُ: قالَ محمّد رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّمَ: “اطّلعتُ في الجنّةِ فرأيتُ أكثرَ أهلها الفقراءُ، واطّلعتُ في النّارِ فرأيتُ أكثرَ أهلها النّساءُ”)). رقمُ الحديث: 93/2737.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ أوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ النّيسابوريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الرّقاقِ، بابُ: (أكثرَ أهل الجنّة الفقراء)، والحديثُ مرويٌّ منْ جهة الصّحابيِّ الجليلِ عبدِ الله بنِ عبّاسٍ رضي اللهُ عنهُ، حبرُ الأمّةِ ومنَ المكثرينَ في رواية الحديثِ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ سندِ الحديث منَ الرّجالِ:

  • زهيرُ بنُ حربٍ: وهوَ أبو خيثمةَ، زهير بنُ حربِ بنِ شدّادَ الحرشيُّ (160ـ232هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ رواية الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ: وهوَ أبو بشرٍ، إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ مقسمٍ الأسديّ (110ـ193هـ)، وهوَ منْ رواة الحديثِ الثّقاتِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثِ إلى صفةِ أهل الجنّة والنّارِ وأكثرِ أهلهما، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ أنّهُ اطّلعَ منْ علمِ الغيبِ منَ الوحيِ فرأى أنّ الفقراءَ منْ أكثرِ أهل الجنّةِ وفي ذلكَ فضلُ الفقر والفقراءِ، وأنّ أهلَ الغنى بما كانوا به منْ فتنةِ الغنى همْ أقلّ حظاً منَ الفقراء، أمّا النّارُ فكانت النّساءُ منْ أكثرِ أهلها، وقدْ يكونُ في ما بيّنهُ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في شواهدَ أخرى بما في كثرة لعنهنَّ وتكفيرهنَ العشيرَ، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • فضلُ الفقرِ والفقراءِ يومَ القيامة.
  • أكثر أهل الجنّة منَ الفقراءِ، وأكثرُ أهل النّارِ منَ النّساءِ.

المصدر: صحيح مسلم للإمام مسلمالمنهاج شرح صحيح مسلم للإمام النوويسير أعلام النّبلاء للذّهبيكتاب الثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: