حديث في تلقين الميت

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ في أحكامِ الجنائز، ولقدْ علّمَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أصحابه كثيراً منْ أحكامها، ومنها أنْ يلقّنِ المسلمونَ منْ أشرفَ على الموتِ لا إله إلّا الله محمّدُ رسولُ الله، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاجِ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((وحدّثنا أبو كاملٍ الجَحدريُّ فضيلُ بنُ حسينٍ، وعثمانُ بنُ أبي شيبةَ، كلاهما، عنْ بشرٍ، قالَ أبو كاملٍ: حدّثنا بشرُ بنُ المفضّلِ، حدّثنا عمارة بنُ غزيّةَ، حدّثنا يحيى بنُ عُمارةَ، قال: سمعتُ أبا سعيدٍ الخدريِّ، يقولُ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: “لقّنوا موتاكمْ: لا إله إلّا الله”)). رقمُ الحديث:1/916.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمامُ مسلمُ بنُ الحجّاج النّيسابوريُّ في الصّحيح في كتابِ الجنائزِ، بابُ: (تلقينِ الموتى: لا إله إلّا الله) والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ سعدُ بنُ مالِك بنِ سنانٍ الخدريُّ الأنصاريُّ، وهوَ منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندِ الحديث:

  • أبو كاملٍ الجحدريُّ: وهوَ  الفضيلُ بنُ الحسينِ بنِ طلحةَ البصريُّ (145ـ237هـ)، وهوَ منْ ثقات رواة الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • عثمانُ بنُ أبي شيبةَ: وهوَ أبو الحسنِ، عثمانُ بنُ محمّدِ بنِ أبراهيمَ العبسيُّ (156ـ239هـ)، وهوَ أيضاً منْ ثقاتِ تبعِ أتباع التّابعينَ في الحديثِ.

دلالة الحديث

الحديثُ المذكورُ يشيرُ إلى سنّةِ مندوبةٍ منْ أحكامِ الجنائزِ، وهوَ التّلقينُ، وقدْ حثّ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ على تلقينِ الميّتِ لا إله إلّا الله لتكونُ شهادة التّوحيدِ من آخر كلامه ولكي لا ينشغلَ بها في هذا الموقف العصيبِ عنها، ويكونُ ذلكَ لمنْ حضرتهُ الوفاة لا للّذي مات وانتهى أجلهُ، وقدْ ذكرَ أهلُ العلمِ أنّ التّلقينَ لا يكونُ بالإلحاحِ والكثرةِ بلْ يلقّنُ ولا يكثرُ في ذلكَ إلّا إذا انشغلَ بشيءٍ آخر، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • سنّةُ تلقين الموتى لا إله إلّا الله.
  • تعليم النّبيِّ عليه الصّلاة والسّلام التّلقينَ للموتى لتكونَ علامةً على حسنِ الخاتمة.

المصدر: صحيح مسلم للإمام مسلمالمنهاج في شرح صحيح مسلم للإمام النوويسير أعلام النبلاء للإمام الذّهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: