قبيصة بن ذؤيب والرواية

اقرأ في هذا المقال


ما زلنا نبحثُ في تراجِمِهم، وفي مروياتِهم، من أخذوا عن صحابةِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم، فَنقَلوا من العطر الفوّاحِ من الحديث النّبويّ الشّريف، انتشروا في مدائن الإسلام، في المدينةِ المنوّرة وفي البصرة والكوفة والشّام وغيرها، ثم نقلوا ما سمعوه وحفِظوه ودوّنوه من الحديث النبوي الشريف لمن جاء بعدهم ولا زالت سِيرهم عامرةً بما علّموه من الحديث، نسير في رحلتنا نحوهم بخجلِ المقلّين في الكتابة عنهم، ونقطِفُ وردةً من بساتين الحديث النّبويّ الشريف من رواة التّابعين، إنّه الرّاوي قَبِيصَةُ بنُ ذُؤيبٍ فتعالوا نقرأ في سيرته.

نبذة عن ابن ذؤيب

هو: التّابعيّ الجليلُ، أبو سعيدٍ، قَبِيصَةُ بنُ ذُؤيبٍ الخُزاعيّ، من رواة الحديث النّبويّ الشّريفِ عنِ الصّحابةِ الأجلّاءِ، ولِدّ في المدينة المنوّرة في العام الثّامن للهجرة النّبويّة، وأبوه ذُؤيبٌ من الصّحابةِ صاحبُ جَمَلِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، نشأ في المدينة وتعلّم الحديث من علمائها، ثمّ انتقلَ الى دمشق الشّام، وكان كاتباً للخليفة عبدِ الملكِ بنِ مروان وبقيَ في الشّام حتّى توفّاه الله في العام السّادسِ والثّمانين من الهجرة يرحمه الله.

روايته للحديث

كان قّبيصَةُ بنُ ذُؤيبٍ من التّابعين الّذين رووا الحديث النبوي الشريف عن كثيرٍ من الصّحابة من أمثال: عمرِ بن الخطّابِ وعُبادةَ بنِ الصّامِتِ وحذيفة بنِ اليمانِ وعبدِالرّحمنِ بنِ عوفٍ وعبداللهِ بنِ عبّاسٍ وعثمانَ بنِ عفّانٍ وجابر بنِ عبدِاللهِ وأبي هريرةَ وأمِّ المؤمنينَ عائشة بنتِ أبي بكرٍ وغيرهم رضي الله عنهم، كما روى الحديث النبوي الشريف من طريقه كثيرٌ من التّابعينّ وأتْباعِهِم من أمثالِ: مكْحولِ الشّاميِّ والزّهريِّ أبنِ شهابٍ وأبي قلابة الجرميِّ وغيرهم يرحمهم الله، كما كان من أهلِ الثّقةِ عند أهلِ الحديثِ النبوي الشريف وروى له جماعةُ الحديث.

من رواية قبيصة بن ذؤيب للحديث

ممّا ورد من الحديث النّبويّ الشّريفِ من طريقِ قَبيصَةَ بنِ ذُؤيبٍ ما أورده الإمام مسلم في صحيحه: (( حدّثني حَرْمَلَةُ بنُ يحيى أخْبَرنا ابنُ وَهْبٍ أخْبَرَني يونُسُ عنِ ابنِ شهابٍ أخْبَرَني قَبِيصََةُ بنُ ذُؤَيبٍ أنّه سَمِعَ أبا هريرَةَ يقولُ : نَهَى رسولُ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّمَ أنْ يَجْمَعَ الرَّجُلُ بينَ المَرْأةِ وعمَّتِها وبينَ المَرْأةِ وخالَتِها )) من كتاب النّكاحِ، رقم الحديث 1408/36.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح مسلم للإمام مسلمتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: