قصة الأرنب الغضبان

اقرأ في هذا المقال


الرضا من أكثر المبادئ التي يجب على الأطفال تعلّمها؛ فهي توفّر لهم أسباب السعادة، وسنحكي في قصة اليوم عن أرنب لم يكن راضياً بما يملك فقرّر أن يغيّر مكانه ولكنّه اكتشف أن سعادته كانت الرضا بما يملك، والعبرة من القصة هي: من لا يرضى بالقليل لا يرضى أبداً.

قصة الأرنب الغضبان:

كان هنالك أرنب صغير يسكن مع أمّه في الغابة بسعادة كبيرة؛ فقد كانت هذه الأم تعتني بابنها كثيراً وتطعمه ما يريد من الجزر اللذيذ والخس، ودائماً ما تشعره بكل الحب والحنان، وتقوم بحمايته أثناء نومه؛ لذلك كان هذا الأرنب يعيش حياة مع أمّه مليئة بالحب والطمأنينة.

وفي يوم من الأيام جاءت الأم وهي تحمل لابنها المدلل الطعام وكان الطعام هو الجزر والخس، ولكن الأرنب بدأ يشعر بالملل من طعامه فقال لأمه: لقد مللت من هذا الطعام يا أمّي أنا أريد طعاماً آخر، قالت له أمّه: ولكن يا بني أنت لا تستطيع أن تأكل طعاماً آخر؛ فهذه الأصناف هي المناسبة لك.

لم يقتنع الأرنب بكلام أمّه وقرّر أن يذهب لمكان آخر بحثاً عن الطعام، سار الأرنب بالغابة وهو مليء بالغيظ والغضب الشديد، وأثناء سيره شعر بالجوع فأراد البحث عن طعام، وجد في طريقه قط فذهب إليه وسأله عن طعام فقال له القط: لدي بعض السمك هيا تعال وكل معي، فرح الأرنب وذهب ليشارك القط طعامه، ولكن الطعام لم يعجبه فذهب وشعر بالحزن الشديد.

سار الأرنب بحثاً عن طعام آخر فوجد في طريقه كلب فسأله: هل لديك ما تطعمني؟ فرد عليه الكلب: نعم لدي طعام لذيذ وهو العظم، ذهب الأرنب مع الكلب من شدّة جوعه، ولكنّه لم يستطيع الأكل من العظم وذلك لشدّة قساوته، شعر الاغتياظ والحزن ومضى.

فكّر الأرنب في طريقة أخرى ليحصل بها على الطعام الذي يناسبه؛ فمضى وقابل في طريقه أسداً فسأله عن طعام فأجابه الأسد: لدي بقايا من اللحم تعال وكل معي إن أردت، وعندما ذهب مع الأسد لم يعجبه الطعام فسار حزيناً غاضباً من شدّة الجوع.

مضى الأرنب وقابل حيوان يسمّى أبو قردان وكان يأكل الحشرات بطرف لسانه؛ فسأله الأرنب بعض الطعام فقال له أبو قردان: تعال معي لنلتقط بعض الحشرات، وعندما ذهب معه وتذوق الحشرات لم يعجبه الطعم ولم يستطع أكلها؛ لذلك أكمل طريقه وهو في حزن شديد ولا يعرف ماذا سيفعل.

ظل الأرنب يسير في الغابة حتّى سقط على الأرض من شدّة جوعه وتعبه، رآه الفيل وهو حكيم الغابة فقام بحمله ومضى به إلى منزله، عندما عاد الفيل بالأرنب لمنزله سأله عمّا حدث قال له الأرنب: لقد كنت أبحث عن طعاماً آخر غير الخس والجزر ولكنّني علمت أنّه الأكل الأنسب لي ولكنّني لم أكن راضياً بما رزقني ربّي وعلي الآن أن أحمده، فقال له الفيل: لا بأس لقد تعلّمت درساً ولكن عليك أن تقول دائماً الحمد لله رب العالمين.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات اطفال/كمال الدين حسين/1996قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص أطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018


شارك المقالة: