قصة البجع والغرور

اقرأ في هذا المقال


الغرور والأنانية لا يمكن أن ينتج عنهما شيء جيد، سنحكي في قصة اليوم عن بجع متعجرف يسكن النهر، قاموا بطرد طائر مسكين ومشرّد، ولكن لقّنهم هذا الطائر درساً لن يسنوه بسبب تعجرفهم واشتكى أمرهم للملك، فقام بتوبيخهم ومعاقبتهم على غرورهم وأنانيتهم.

قصة البجع والغرور

كان هنالك مملكة في مكان بعيد، داخل هذه المملكة يوجد نهر يعيش عليه البجع ذو اللون الذهبي، وكان يعيش بذلك النهر بسعادة، ولكن أكثر وقته كان يجلس على حافة النهر، وكان البجع قد اعتاد على أن يترك بعض ريشه الذهبي عند مغادرة النهر كمقابل لحياتهم بجانب ذلك النهر الملكي.

وفي مرّة من المرّات كان هنالك طائر يطير فوق ذلك النهر، شعر بالعطش الشديد وكان يبحث عن أي مكان يتواجد به الماء، وعندما رأى هذا النهر من بعيد نزل عليه ليشرب من الماء، ويأخذ قسطاً من الراحة، وعندما نزل النهر وجده مريحاً وقرّر أن يجعل هذا النهر كمنزلٍ له.

لم ينتبه البجع لوجوده في بداية الأمر، ولكن حين رأوه في مرّة من المرّات أسرع غاضباً ومستنكراً؛ فكيف لطائر أن يقيم في النهر الذي يعتبر ملكاً لهم، بالإضافة إلى أنّهم يدفعون مقابل وجودهم، وكان من عادة الجنود أخذ الريش الذهبي ووضعه في خزينة الدولة.

قالت إحدى البجعات لهذا الطائر: أولا تعلم أن هذا النهر ملك لنا، ونحن ندفع ثمن وجودنا هنا، كيف ستدفع ثمن بقائك هنا، هيا ارحل ولا تحلم بالعيش بيننا، ظلّ هذا الطائر المسكين يحاول أن يستعطفهم ويتوسّل لهم بأن يبقى معهم، ولكن دون جدوى أو فائدة.

قام البجع بطرد هذا الطائر والسخرية منه، غضب الطائر من هذا البجع المتعجرف وقرّر أن يلقّنهم درساً لن يسنوه أبداً، اتجّه مسرعاً إلى الملك وأراد أن يشتكي أمرهم له، وعندما وصل للملك قال له: يا سيدي الملك لقد أردت أن أسكن بالنهر لمجاور لكم، ولكن البجع الذي يسكن به سخروا مني وطردوني دون رحمة، وأخبروني بأنّ النهر ملكاً لهم لأنّهم قاموا بشرائه.

غضب الملك ممّا قاله هذا الطائر؛ وذلك بسبب ادّعاء البجع بأنّهم يملكون النهر ويدفعون ثمنه، ولأنّهم طردوا هذ الطائر المشرّد المسكين، أمر الملك بالبجع وأحضرهم جميعهم إلى القصر، وعندما حضر الجميع قال لهم الملك غاضباً: هل تظنّون أنّكم قمتم بشراء النهر من ريشكم الذهبي، أنتم لا تملكون هذا النهر، وليس لكم الحق في أن تقرّروا من يسكنه أو يغادره.

قام الملك بتهديد البجع بقطع رؤوسهم إن كرّروا فعلتهم، شعر البجع بالخوف الشديد وتوقّفوا عن أفعالهم وأمر الملك بالطائر ليسكن بالنهر كما يشاء، فرح الطائر وعاد إلى النهر وقام ببناء منزل له وتزوّج وأنجب الطيور، وكان يرحّب بأي طائر قادم ويساعده في بناء منزل له.

المصدر: مدخل الى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: