قصة الجار والأمانة

اقرأ في هذا المقال


الوفاء بالعهود من أعظم القيم الأخلاقية، سنحكي في قصة اليوم عن جار قام أحد جيرانه بائتمانه على جرّة من الذهب، ولكنّه لم يصن الأمانة وقام بسرقة المال، ولكن هذا الجار الخائن نال عقابه عندما حضر أمام القاضي الذي استطاع بحيلة ما أن يكشف أمره.

قصة الجار والأمانة

كان هناك رجل يعيش في مدينة واسمه إبراهيم، كان يريد السفر إلى الحجاز ويفكّر في ذلك منذ وقت طويل؛ فقرّر أن يغلق المحل الذي يعمل به ويجمع كل ما لديه من مال ويسافر، كان مجموع المال الذي جمعه هو ألف دينار ذهبي، وضع كل المال في جرّة مصنوعة من الفخار من الأسفل، ثم وضع فوقها بعض من ثمار الزيتون، وكان ينوي أن يضعها أمانة عند جاره.

ذهب إبراهيم إلى جاره وأخبره أنّه يريد وضع هذه الجرّة كأمانة عنده ريثما يعود من الحجاز، وأخبره أنها جرّة من الزيتون، فقال له جاره: حسناً يا جاري العزيز سافر واطمئن وستعود وتجد الجرّة كما هي، أمضى إبراهيم في سفره وقتاً طويلاً، وبدأ الفضول يثير جاره كي يعرف ما بداخل الجرّة.

كان الجار يضع الجرّة في القبو؛ فنزل في مرّة كي يتذوّق هذا الزيتون الذي طلب منه جاره أن يحتفظ به، عندما فتح الجرّة وجد أن الزيتون الذي في الأعلى عفناً؛ فقام بإزاحته وتفاجأ عندما رأى الدنانير الذهبية، فرح بها كثيراً ولم يكن يتخيّل أنّه سيجدها داخل الجرّة، جاءت زوجته وسألته عن سبب سعادته، ولكنّه أخبرها أنّه وجد زيتوناً فقط وأخفى الأمر عنها.

بعد مدّة من الوقت سمع هذا الجار بعودة إبراهيم من الحجاز؛ فانزعج كثيراً ولم يكن يعرف ماذا سيفعل، ذهب إلى السوق وقرّر شراء الزيتون ووضعه بالجرّة وكأنّ شيئاً لم يكن، حل المساء وذهب إبراهيم إلى جاره ليستلم الأمانة التي لم يحفظها جاره، وعندما عاد إلى المنزل أمال الجرة ولم يكن بداخلها إلّا الزيتون.

علم إبراهيم بخيانة جاره له، وعندما ذهب ليشتكيه إلى القاضي وحضر جاره حكم القاضي له بالبراءة؛ وذلك لأن الجار حلف بأنّه لم يجد بداخلها إلّا الزيتون، ولم يجد القاضي ما يدين الجار به، عاد إبراهيم إلى منزله حزيناً، وكان قد ذاع صيت هذه الواقعة في أرجاء المدينة.

في يوم من الأيام كان القاضي يمشي في السوق فوجد أطفالاً يقومون بتمثيل هذه الواقعة التي انتشرت، وسمع طفلاً منهم يقول: يا أيّها الجار الخائن لو لم يكن بالجرّة إلّا الزيتون ومضى عليه الوقت الطويل فلماذا كان طازجاً ولم يكن عفناً؟ أثار هذا الكلام عقل القاضي وشعر أنّ الله وهبه الدليل الذي لم يكن يفطن له، وفكّر بإعادة محاكمة الجار، وعندما تمّت محاكمته استطاع أن يدينه، وعاد المال إلى صاحبه.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عالمية مترجمة/توفيق عبداله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: